في الوقت الذي ينتشر فيه العلاج الإشعاعي كالمنقذ الوحيد للمصابات بسرطان الثدي، وجدت دراسة نشرت نتائجها أخيرًا، أن هذا العلاج يسبب أنواعًا أخرى من السرطان ولا يعالج سرطان الثدي!
الدراسة التي تفند أساسًا علميًا متّبعًا بمعظم مراكز علاج مرض السرطان في شتى أنحاء المعمورة، أجريت في الجامعة الطبية في كارولينا الجنوبية بأميركا.
وتوصلت الدراسة إلى أن العوامل الوراثية قد تسهم بشكل كبير في زيادة سرطان الثدي بسبب العلاج الإشعاعي، ووجد الباحثون أن قلة مستويات جينات البروتين القامعة للورم، أو PTEN، التي يطلق عليها الفوسفاتاز والتونسين، في أنسجة الثدي التي تسمى بالستروما، هي السبب وراء نمو المرض، عندما يتعرض للإشعاع.
ومن حسن الحظ أن هناك جزيئًا آخر يسمى بمستقبلات نمو البشرة أو EGFR، وهو يحد من الخطر بشكل كبير، لذا يقترح الباحثون استخدام مستويات الجينات القامعة للورم كمؤشر حيوي يساعد على التنبؤ بنوع سرطان الثدي، ومن ثم تحديد النوع الأكثر عرضة للعلاج الإشعاعي.
ما يفسر رؤية مايكل سي أوستروفسكي، الأستاذ في قسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في الجامعة الطبية في كارولينا الجنوبية، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، بأنه لا بد من إجراء مسح متعدد الجوانب على الورم، ما يساعد في تحديد نوع السرطان، ومدى استجابته للعلاج الإشعاعي، بجانب العلاج الكيميائي والعلاجات الأخرى.
علميًا، يتطور السرطان عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي وتشكل ورمًا، ومع تطور الورم تنفجر الخلايا وتحدث أورامٌ ثانوية، في أجزاء أخرى من الجسم، وتحمل خلايا الورم الثانوي، معها سمات بعينها من الخلايا الموجودة في الورم الأساسي.
تبدأ معظم سرطانات الثدي بالظهور في خلايا الظهارة، وهي نوع من الأنسجة التي تبطن تجاويف الثدي، كالغدد الناتجة للحليب والقنوات التي تحمله، ويحتوي الثدي أيضًا على نوع آخر من الأنسجة يسمى بالستروما، وتلعب دورًا هامًا وداعمًا لانتشار الورم ونموه، كما سبق وأشرنا.
ومع إجراء المزيد من الأبحاث، خلص الباحثون إلى أن جرعة واحدة من الإشعاع، كافية للنمو غير الطبيعي لنوع معين من الورم في الثدي يسمى فرط التنسج الخلفي الثديي، لذلك قد يكون التعرض للعلاج الإشعاعي هو السبب في تغيرات الخلايا وانتشارها، كما يزيد كذلك من خطر الإصابة بالسرطان.