كتب يوسف الشايب:
لم يتوقع “حسن” (29 عاماً)، ويعمل بائع كعك في مخيم شاتيلا للاجئين، أن ينتشر الفيديو الذي صوره له أصدقاؤه بكاميرا هواتف نقالة في مجملها، وهو يدبك على وقع أغنيات لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية رفقة خطيبته “بنت الشامي” (24 عاماً)، احتفالاً بخطوبتهما قبل أسبوع في منطقة بنت جبيل بجبل لبنان، هذا الانتشار الكبير، خلال أيام، على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما “فيسبوك”.
وقال “حسن” لـ”الأيام”: حاولنا، وكاحتفال بخطوبتنا، تقديم شيء يعكس انتماءنا العميق لوطننا، لفلسطين، هي رسالة حب على أكثر من صعيد، ليس أقلها حبها لوطننا، وشغفنا بالعودة .. أحببنا أن نحتفل بخطوبتنا على طريقتنا، وأن يكون لهذا الاحتفال نكهته الفلسطينية، لذا ارتدت خطيبتي ثوباً مطرزاً .. هذه اللوحة المصورة من الرقص الشعبي هي بمثابة تحية لأهل فلسطين المرابطين على أرضها، ولكل فلسطيني في العالم منا، ومن شباب المخيم، كما أنها رسالة إلى العالم بأن فلسطين، ومهما مرت السنون ستبقى في قلوبنا.
وأضاف: رسالتنا التي رغبنا ايصالها عبر هذا الفيديو الذي قدمنا فيه لوحات من الرقص الشعبي الفلسطيني أننا هنا كفلسطينيين في مخيمات اللجوء بلبنان وغيرها، قادرون على الحب، وقادرون على عشق الحياة والانتصار لها، كما أننا شعب محب للسلام، لكننا أيضاً نتوق للعودة إلى فلسطين أرضنا التي هجّر منها أجدادنا وآباؤنا عنوة.
ولفت “حسن” إلى أنه وعند تصوير دبكتهما “تجمع حولنا كثيرون، وعرفوا أننا فلسطينيون ونقيم في مخيم شاتيلا .. هناك من أصر على التقاط الصور رفقتنا، وهناك من بكى تأثراً بما قدمناه حباً لفلسطين .. البعض اعتقد أننا قادمون من أرض فلسطين أصلاً، ربما لأنهم لمسوا إجادتنا لما قدمناه .. كثيرون لا يعرفون أننا لم ولن نتنازل عن هويتنا الوطنية، والدبكة والفنون الشعبية أحد أهم مكوناتها، ولهذا فنحن متواصلون عبر فرقة البيادر بتقديم التراث الشعبي الفلسطيني الراقص، ونقله من جيل إلى آخر، ولذلك أحببنا عبر هذا الفيديو نقل تراثنا، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلى العالم بأكمله.
ولفت حسن ابن عكا، إلى أنه وخطيبته “بنت الشامي” ابنة يافا، يحلمان بالدبكة وفرقة البيادر كاملة في فلسطين، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال رفضت منه تصريحاً للمشاركة في الملتقى الثقافي التربوي عبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في فلسطين أكثر من مرة.
ويمارس حسن وخطيبته الدبكة منذ انطلاق الفرقة، التي كما قال حسن لـ”الأيام” إنها تأسست قبل خمسة عشر عاماً، بمبادرة من قبل شبان وصبايا مخيم شاتيلا للاجئين في لبنان، وهي التي قامت سفارة فلسطين في بيروت بتقديم الدعم لها عبر تخصيص مقر للتدريب، وفق “حسن”.
على مدار خمس دقائق، أو يزيد قليلاً، قدم “حسن” وخطيبته لوحات غاية في الإبداع، في مشهد من الجبل يطل على البحر، على خلفية أغنيات “الفنون” كـ”الدلعونا”، و”شالت وحطت في رام الله”، و”الليلة حنا”، و”يا رمان”، و”يا محمل حمل التفاح”، و”يا طير الطاير” وغيرها، وسط تفاعل كبير ممن تواجدوا صدفة في المكان، وبدؤوا بتوثيق الحدث اللافت بهواتفهم النقالة.
المصدر: صحيفة الأيام