تحقيق أنتِ لها
“لم يعد البحر مالحا” ..كلمة غزل من ثلاث كلمات عبر «فيس بوك» كانت كفيلة بأن تعزف على وتر المشاعر بالنسبة لشمس (20 عاما) لكي تقتنع وتُرسل صورها وهي بملابسها الداخلية إلى شاب أوهَمها بأنه وقع اسير لحبها، ليتوسّع بمطالبه لاحقاً ويطلب منها إرسال صورها وهي في السرير، إلى أن تمكن من استدراجها وملاقاتها بذريعة “بدّي ياكي وإلّا بنشر صوَرك”.
موضحاً: “بدأت جريمة الابتزاز بنسبة جدّ منخفضة وبدأت ترتفع مع تطور وسائل الاتصال وما يُتيحه الانترنت من خدمات، جرائم تتّسم بالتخصص، يتفنَّن مرتكبها في ابتزاز ضحيته سواء لغايات جنسية، مادية.
كيف يتم الابتزاز؟
غالباً ما تبدأ عملية الابتزاز من مجرّد إرسال طلب صداقة عبر تطبيق إلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي، «فايسبوك»، «سكايب»… ومراراً من حساب وهمي، يبدأ صاحبه بترصّد مجموعة من الضحايا المحتملين وفق طبيعة ما ينشرونه من صور عائلية، مهنية، قريبة للإباحية، ثم يعمد إلى استمالة العشرات من الضحايا في اللحظة عينها، على نحو يضمن في نهاية المطاف أنه سيوقِع بصيد ثمين. بعدها، يطلب من الضحية التقاط صور في أوضاع حميمة أو فتح فيديو ليُنفذ له حركات منافية للحشمة.
وبعد مُدة يعمد الجاني إلى ابتزاز الضحية لقاء خدمات جنسية، ومبالغ مالية، تحت طائلة نشر الصور.
سرعة التبليغ
تختلف سرعة انزلاق الفرد بحسب وعيه وتحصّنه النفسي، منهم من يتفاعل مع المبتزّ في اللحظات الاولى، وآخرون يستلزم الإيقاع بهم وقتاً أطول. لذا، تولي الأجهزة الامنية أهمية قصوى لسرعة التبليغ عن أي عملية أو محاولة ابتزاز، عبر وحدة الجرائم الالكترونية التابعة للشرطة تمكن من ضبط الفاعل ووضع حدّ للابتزاز.
بعض الضحايا قد يتردّدون أو يخجلون في بداية الامر من تبليغنا فيتورّطون أكثر في الابتزاز، لذا ينصح الناطق باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات بعدم الإستجابة والخضوع لِلجاني، انما اللجوء للجهات الامنية بما فيها وحدة الجرائم الالكترونية لكي تتمكن الاجهزة الامنية من تعقّب الفاعل، واللجوء إلى تقديم شكوى إذا إقتضى الامر».
ويتابع: «نتحرك بعد إشارة من الضحية أو أهلها، وبقدر ما نتبلّغ بسرعة نتمكن من معرفة مصدر جهة الإبتزاز بما نملك من وسائل وتقنيات لمكافحة الجرائم إلكترونياً».
هكذا تكشف المبتز
من هم الأكثر عرضة للوقوع ضحايا الابتزاز؟ لماذا يتحول المرء إلى مبتز جنسي؟ كيف يمكن تخطي تلك المرحلة؟ وغيرها من الاسئلة توجهنا بها إلى الاخصائية النفسية وعضو الهيئة الاستشارية العليا لـ”انت لها”
السمهوري لفتت في حديث مع “انت لها” الى أنّ الابتزاز انواع، والتعريف واحد: «إنه أحد انواع التلاعب النفسي يحدث خلاله استخدام منظومة من التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب يوقّعها شخص ما على آخر في محاولة للسيطرة على سلوكه».
وعن الاسباب التي تدفع المرء لابتزاز الآخرين، خصوصاً جنسياً، فتقول: «المتحرش الجنسي مريض بحاجة ماسة للمساعدة، وهو على الارجح ضحية ابتزاز جنسي و/أو عاطفي، فتحوّل الى متحرش ومبتزّ».
وتُعدد السمهوري سِمات شخصية المبتزّ: حبّ التملك والغيرة الشديدة، الرغبة في تحريك الآخرين كما يحلو له، حاد المزاج، علاقاته لا تدوم، يبدّل عمله باستمرار، يصعب عليه تقديم تنازلات، يرفض مبدأ التكيّف، يتمتع بمقدرة عالية على خداع الآخرين والتلوّن».
من الاكتئاب… إلى التصدي
وتُحذر السمهوري من تداعيات الابتزاز الجنسي، قائلة: «يؤدي إلى تدمير الفرد، فالأشخاص الذين تعرضوا لمضايقات جنسية تتدمّر عواطفهم ورغباتهم الجنسية، ويُصابون بحالات الاكتئاب، وتتكسّر روابطهم الأسَرية».
وتضيف: «يترك الابتزاز العاطفي أثراً كبيراً في نفسية الضحية وشخصيته، قد يحتاج الى سنوات من العلاج النفسي المستمر بعد إبعاده عمّن ابتزّه. وغالباً ما يتحول المرء إلى ضحية سهلة للادمان والانحراف بسبب القلق النفسي وغياب الطمأنينة الداخلية، وقد يبلغ درجات متقدمة من الاكتئاب تصل إلى الانتحار في بعض الحالات».
وتلقي السمهوري مسؤولية على الضحية، قائلة: «كلما طالت مدة الابتزاز ولم تُقاوم الضحية، تمادى المتحرّش وتفاقم حجم ابتزازه، من إشباع رغباته إلكترونياً إلى ملاقاة الضحية والتفنّن بابتزازها والاستفادة منها، مادياً، جنسياً، وغير ذلك».
وفي وقت يبرز الاولاد أكثر من غيرهم عرضة للابتزاز الجنسي، تتوقف السمهوري عند جملة مؤشرات تُتيح للأهل معرفة ما إذا كان أولادهم ضحايا، قائلة: «يتغيّر سلوك الولد، يمضي وقتاً منفرداً، يدمن على الانترنت، يتحوّل إلى عنيف، منطوٍ، تبدو عليه علامات التعب الجسدي، يتراجع في الدراسة، يبتعد عن رفاقه».
لذا تنصح «بالتواصل الدائم مع الولد، واعتماد وسائل استعمال الانترنت الآمن، تحديد وقت استخدام الانترنت والاشراف عليه، تدريبه على عدم نشر معلوماته الشخصية أو صوَره».
رسالة أخيرة
##
و نشير أيضا انه يمكن تقديم بلاغ لدى المباحث العامة في فلسطين و التي يندرج ضمن مهامها مكافحة الجرائم الإلكترونية و المعلوماتية و جرائم الإبتزاز و إحالة المجرم للنيابة العامة لأخذ الإجراءات التحقيقية الكاملة معه , لهذا يتوجب على كل من يتعرض الى جريمة من الجرائم الإلكترونية وخصوصا جريمة الابتزاز التوجه الى الجهات الرسمية و الشرطية دون تردد لدى اقرب مركز شرطة في مدينتك أو إتصل على الرقم الهاتفي 100 او توجه الى موقع الشرطة الرسمي http://www.palpolice.ps لإن القوانين تفرض من أجل أن يتم بدء مباشرة الإجراءات أن يكون هناك شكوى رسمية أمام الجهات الشرطية او النيابة العامة في فلسطين ,