بينما تغنّي السيدة فيروز لشهر أيلول وتتغنى بأوراق الشجر الصفراء، يحمل الأهالي هم هذا الشهر لكل ما يعانونه خلال بدء العام الدراسي والتكاليف التي يتكبدونها لتعليم أولادهم. ملابس جديدة، زي مدرسي جديد، قرطاسية، كتب ومصاريف لا تنتهي أبداً عدا الأقساط طبعاً، فكم تبلغ كلفة بدء العام الدراسي على الأهل؟ وكيف هي حال أهالي الطلاب في أيلول؟
تتفاوت كلفة القرطاسية بين مدرسة خاصة وأخرى. أما المدارس الرسمية، فإن طلبت مقابل الكتب والمناهج يكون مبلغاً رمزياً قدره (60)شيقلا لمن لا اخ له و 50 شيقلا لمن له اشقاء في المدرسة، وفي غالب الأحيان تُقدم هذه الخدمات مجاناً لبعض الاطفال خاصة لمن يعانون من ظروف اقتصادية صعبة.
في حين أن مدارس خاصة، تحتاج الى مبالغ طائلة وسط حالة من المنافسة الكبيرة.
تقصّت “أنتِ لها” عن المبالغ التي دفعها الأهالي والخدمات التي تقدمها المدارس.
يعمل مؤيد وزوجته على مدار العام لتأمين حياة كريمة لابنهما الوحيد،وقبل بداية السنة الدراسية، دفع الزوجان مبلغ 5000 شيقل عن الولد مقابل اقساط المدرسة الخاصة التي يدرس فيها عدا عن كلفة دفع بدل زي مدرسي ومستلزمات اخرى والمواصلات.
سيدة اخرى تقول لـ”أنتِ لها” “لم نستطيع أنا وزجي تحمّل التكاليف لضمان تدريس ابنائنا في مدارس خاصة كما يفعل الكثيرون، فاخترنا مدرسة حكومية ، ولا ندفع أي شيء غير المواصلات والاقساط المدرسية والمسلتزمات الخاصة بالقرطاسية.
لا تتوقف عملية الدفع عن الاقساط والقرطاسية والزي؟
وواصل عدد من الأولياء الشكوى كما في كل عام لـ”أنتِ لها” دفعهم تكاليف الفعاليات والانشطة اللاصفية والصفية التي تنفذها المدارس على مدار العام، التي أصبحت تشكل عبئا مضاعفا عليهم من زيادة رسومها وكثرة طلبات المدارس واحتياجاتهم لإقامة وتنظيم تلك الاحتفالات التي تتمثل في تخصيص يوم لكل لون وغيرها من المطالب المكلفة لإعداد الوسائل التعليمية.
أما نسرين ، فتتساءل: “أين تذهب الأموال التي ندفعها سنوياً للمدارس عبر الأقساط وغيرها؟”.
وتقول ربة المنزل نائلة الشيخ،إنها تحرص كما غيرها من أولياء الأمور على مراعاة مشاعر أبنائها وعدم استثنائهم من احضار قائمة الطلبات الطويلة و شبه اليومية.
ويوافقها الرأي سائد عثامنة مضيفا:” بعد أن استطعت تدبير نفقات القسط الأول لمدرسة أبنائي ونفقات الزي المدرسي لهما والكتب ومصاريف المواصلات التي تكلفني الكثير ، حتى أتفاجأ بالمزيد من الطلبات،ولا أملك في النهاية سوى الرضوخ والانصياع لتلبيتها رغبة في عدم إظهار أبنائه بمظهر غير لائق أمام نظرائهم”.
مكب النفايات
وتقول معلمة في مدرسة حكومية تحفظت على ذكر اسمها، ان المشاريع التي تطلب من الطالب يحسب عليها مشاركته في الانشطة الصفية واللاصفية، وبالكاد ما تحتفظ المدرسة بمشروع ما أو لوحة لديها، ويكون مصير هذه المشاريع مكب النفايات في نهاية المطاف، او الحرق والسنة النيران لتصبح رمادا في وقت تصل تكاليف هذه المشاريع او الوسائل التعليمية مجتمعة الى الالاف الشواقل التي تستنزف جيوب المواطنين.
وأضافت أن هناك أنشطة لامنهجية توجه نحو النمو المعرفي العلمي للمتعلمين خارج البناء المدرسي مثل الارتباط بمراكز الأبحاث العلمية والمكتبات وغيرها من الأنشطة التي تسهم في نمو الجانب المعرفي والعلمي، مما يساهم في ابراز أهمية الأنشطة باعتبارها تسهم في بناء الشخصية المتوازنة للمتعلم بشكل عام خارج حدود المدرسة.
أولياء أمور اعتبروا أن كثير من الطلبات المالية للمدارس بعيدة عن أعين الرقابة والجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم مطالبين في الوقت ذاته الوزارة بضبط هذه المسألة فيما اسماها البعض” بالفوضى” التي لا يستفيد منها سوى اصحاب المكتبات وان كان لها جانبا ايجابيا في مسيرة الطلاب التعلمية والتربوية.
واخيرا رصدت “أنتِ لها” خلال تواجدها في احدى المكتبات في نابلس تزاحم اولياء الامور على المكتبة لشراء ادوات وطباعة لوحات او رسومات معينة.
وكان المشهد اللافت ان احد اولياء الامور طلب من مسؤول المكتبة طباعة خطوات الوضوء والصلاة في لوحة خاصة ثمنها تجاوز الـ 15 شيقلا حيث خلق هذا الموقفجدلا داخل المكتبة وسط مطالبات باللاكتفاء بالجانب العملي والتطبيقي في مثل هذه الحالة كـ أن يقوم المدرس او المعلمة بممارسة الوضوء امام طلابه/ا والصلاة أمامهم بدلا من الاكتفاء بالرسومات الصامتة التي لم تفي بالغرض بحسب ما عبر عنه احد المواطنين المتواجدين في المكتبة!!
فيما أوصى كثيرون بخلق حالة من التشاركية بين الطلبة والطالبات اذا يمكن ان يقسم الحمل على طلب الصف الواحد لشراء الوسيلة التعليمية بدلا من شراء نفس الوسيلة او طباعتها من قبل كافة الطلاب للدرس الواحد!!!