من قلب مدينة يافا في الداخل المحتل عام 1948 خرجت فنانة فلسطينية من بين حصار قاهر يسعى لطمس الهوية الفلسطينية.
سيدر زيتون، فنانة فلسطينية ولدت وترعرعت في مدينة يافا، والدها من قرية الرينة و والدتها من مدينة الناصرة، متزوجة من الفنان رامي زيتون وأم لولدين طوني و سامي وهي أيضاَ عاملة اجتماعية في مستشفى.
الإنطلاقة والمشوار الفني
في حوار لـ”أنت لها” مع الفنانة سيدر زيتون تحدثت عن انطلاقتها الفنية التي بدأت منذ طفولتها ولكنها تأجلت لما بعد الحياة الجامعية والدخول في عش الزوجية ومع تغير الاهتمامات و اختلاف الأولويات خاصة مع وجود الأطفال والمسؤولية الملقاة على عاتقها كزوجة وكأم لطفلين، وبعد أن كبر الأطفال وجدت الوقت المناسب لتحقيق الذات والعودة للاهتمام بالأعمال الفنية باحثة عن مكانها المستحق داخل الوسط الفني على الأرض الفلسطينية و العالم.
وحول أعمالها ومسيرتها الفنية، قالت سيدر: “بعد حوالي 8 أعوام من العمل الفني استطعت أن أخط مشواري ومسيرتي الفنية تكللت بإنتاج ثلاثة ألبومات و ثلاث كليبات و أغانِ عدة وشاركت بأعمال مع فنانين و ملحنين مشهورين في الوسط الفني كالفنان الكبير إلياس الرحباني ، و تعاونت مع شعراء عدة كالشاعر الإماراتي عبيد حارب والشاعرة الأميرة السعودية سارة بنت فهد آل سعود، و أهم الشعراء الذين تعاونت معهم الشاعر الراحل سميح القاسم الذي صرح لها بتوقيع خطي منه باختيار ما تشاء من قصائده قبيل شهرين من وفاته، فأنتجت ألبوم “أعيش اشتياقا” في مايو عام 2016 جميع الأغاني فيه من أشعار القاسم، و الذي تعاونت فيه مع أهم الملحنين اللبنانيين كالمايسترو إحسان المنذر والفنان مروان خوري و كما وشاركها الغناء في إحدى القصائد الفنان اللبناني معين شريف.
وأضافت الفنانة سيدر: “أنها تلقت عروضا فنية عدة وشاركت أيضاً بمهرجانات عربية هامة أبرزها: مهرجان موازين في المغرب و مهرجان جرش في الأردن، و مهرجان الفحيص، لافتة في الوذت ذاته، تخطيها الكثير من العقبات خلال مسيرتها ومنها التغلب على مشكلة جواز السفر الذي ساهم بسفرها للخارج.
وفي استفسار لـ”أنت لها” للفنانة سيدر، حول غيابها عن المهرجانات المحلية في الضفة الغربية كما تشارك في المحافل والمهرجانات الدولية قالت: “لكل مهرجان منظمين علاقاتهم وحساباتهم الخاصة وانا ما عندي علم بالأسباب” مؤكدة في الوقت ذاته جاهزيتها للمشاركة بمختلف المهرجانات.
و عند سؤالها عن المصاعب والمعيقات التي واجهتها في مشوارها الفني أشارت بأنه “لا يوجد فنان لم تواجهه عقبات ومصاعب”، ولكن لمواقع التواصل الاجتماعي كان الأثر الأكبر في تغيير مجرى مسيرتها، وأضافت بأن الدعم المادي كان أيضا من العقبات التي واجهتها في رحلتها الفنية في ظل التكاليف الضخمة اللازمة لإنجاز أي عملي فني غنائي و إصدار الكليبات، لكنها أشارت إلى ضرورة المثابرة الاستمرار وراء الحلم.
وعن الداعمين لها في تخطي العقبات، أكد الفنانة سيدر أن زوجها كان له كبير الأثر كذلك الأهل والشعب و دعمها في كافة المراحل.
الأغنية المخصصة للبنان
وعن الأغنية الفلسطينية ومدى أهميتها، أكدت الفنانة سيدر، أن الأغنية الفلسطينية تعد وسيلة نضالية ساهمت بوصول صوت ومعاناة الشعب الفلسطيني كأي وسيلة نضالية أخرى دعماً لقضية شعبها العادلة وتوضيح معاناة هذا الشعب الذي عانى من تهجير و اضطهاد وظلم يعيشه كل يوم نضالا من أجل هذه الأرض وسعيا للتحرر.
وكأي فنان أو فنانة تطمح سيدر، للشهرة وانتشار أعمالها على أوسع نطاق من العالم، وكذلك تسعى لإهداء الشعوب التي ساندت الشعب الفلسطيني على طريقتها بأغانٍ خاصة بها كأقل تقدير يمكن تقديمه، و بينت بأن بداية هذه الخطوة ستكون موجهة للشعب اللبناني وهي قيد التجهيز وجاري العمل على إنتاجها.
وفي استفسار حول الأغنية المنتظرة للبنانيين وأين وصلت الترتيبات الخاصة بها، قالت: “حاليا ننتظر الفيزا للسفر إلى بيروت لتصوير الكليب الخاص بالأغنية، كأول عمل مشترك من كلمات الشاعر نزار فرنسيس و ألحان زوجها الفنان رامي زيتون”.
الفنانة سيدر زيتون مع النجم مروان خوري تمهيد للتعاون الفني ،جونيه – لبنان
وعن أسلوبها وتوجهها في نمط الأغنية وطبيعة الاختيارات، أكدت الفنانة سيدر عدم معارضتها للأعمال الفنية سواء أكانت اغان ملتزمة او شبابية لافتة إلى كونها تفضل التنويع في اختيار الأغاني حسب الجمهور من خلال أسلوبها الخاص.
الصورة للفنانة في حفل اطلاق ألبومها في بيروت مع المطرب معين شريف والمايسترو إحسان المنذر الذي لحن اغنية كلمات للسيدة ماجدة الرومي
رسالة الفنانة سيدر للمرأة
وفيما يختص بالرسالة التي توجهها الفنانة سيدر زيتون للمرأة، قالت: “رسالتي للمرأة بشكل عام أن تثق بقدراتها وأن تعمل على تحقيق ذاتها وإثبات وجودها على الأرض وخارج الحدود وبعيداً عن نجاحات الآخرين لكن بالمعادلة الصحيحة بين جميع الأطراف الأمومة وبيت الزوجية وذاتها أيضا، وفي سياق متصل أكدت أن على المرأة الفلسطينية أن تواصل مسيرتها النضالية بأي شكل كان و الدفاع عن حقوق الشعب و سعيا للتحرير و الاستقلال حتى و إن كانت في حدود منزلها وأن تسعى للتميز دوما وتعمل على تحقيق دورها ومكانتها التي تطمح بالوصول إليها”.
وفي ختام حديثها أثنت الفنانة الفلسطينية سيدر زيتون على موقع “أنت لها” لدوره التوعوي الكبير وجهوده في التركيز على النجاحات وقصص الريادة والنجاحات والتميز للمرأة الفلسطينية والعربية وكونه يسلط الضوء على كل ما تحتاجه المرأة من معلومات تثقيفية ونوعية في مجالات الموضة والجمال والعالم الديكور والمطبخ متمنية في الوقت نفسه أن يحقق الموقع أهدافه ويحتل مراكز متقدمة على المستوى العربي.