قبل شهرين ارتدت فستانها الابيض وزُفّت عروساً الى من اختارته شريكاً لحياتها، فرحت كثيراً لارتباطها به، لكن الزمن لم يمنحها وقتاً لتحقيق كل ما تتمنى، فبعد شهر فقط، انتظرها الموت على طريق عام عميق، ليخطفها نتيجة حادث سير… هي بشرى عثمان العروس التي زُفّت اليوم من جديد لكن هذه المرة الى مثواها الأخير.
فرحة لم تكتمل
“عند الساعة الخامسة من بعد ظهر امس حلّت الكارثة، اثناء عودة بشرى (22 سنة) وزوجها من بيروت التي قصدتها للحصول على شهادتها، فهذه السنة أنهت دراستها الجامعية في اللغة العربية، وقبل ان تصل الى بلدتها الرفيد في البقاع الغربي، لفظت آخر أنفاسها، بعد اصطدام سيارة في عميق بالمركبة التي يقودها زوجها، لتنقل الى مستشفى شتورة جسداً بلا روح”، بحسب ما قاله لـ”النهار” ابن عم زوجها خالد جمعة. مضيفاً: “عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم ووريت في الثرى، فتح مخفر جب جنين تحقيقا بالحادث وتم توقيف سائق السيارة التي تسببت بموتها”. في حين اكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار” ان” السائق لا يزال موقوفا، وننتظر تقرير خبير الحوادث”.
ألم الفراق
خبر موت بشرى حلّ كالصاعقة على كل من عرفها، ولفت خالد إلى أن “كل الكلمات لا تكفي لوصف حال والديها، شقيقها، شقيقتها، زوجها وكل من عرفها، فمن كانت معهم بابتسامتها وحيويتها قبل ساعات فارقتهم إلى الأبد في غفلة قاتلة”. وتابع: “لا ابالغ إن قلت كم كانت انسانه ذكية ومجتهدة، طموحة وخلوقة، تركت كل اثر جميل في الحياة، فقد كانت كالزهرة يفوح عطرها أينما حلّت، ورغم رحيلها الأبدي ستبقى ذكراها في قلب كل من التقاها، كل ما نتمناه الآن الرحمة لها والصبر والسلوان لعائلتها”. ونعاها اصدقاؤها على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، الذين عبروا عن صدمتهم بسرعة رحيلها عنهم، طالبين من الله ان يرحمها ويدخلها فسيح جناته.
كتبت بشرى بدمائها اسمها على لائحة ضحايا حوادث السير على طرق لبنان، تلك اللائحة التي لا يكاد يمر يوم من دون ان يضاف اليها اسم أو اكثر، وما يعنيه ذلك من ألم وحسرة، عائلات فقدت أحبابها في لحظات مرعبة. (النهار اللبنانية)