رسائل من أسيرات فلسطينيات لا زلن بين قضبان السجن تنادي بالوحدة الوطنية حملتها الأسيرة علا مرشود تزامنا مع الإفراج عنها أمس من سجون الاحتلال،
سبعة أشهر قضتها علا مرشود الطالبة في كلية الإعلام في جامعة النجاح الوطنية في الاعتقال و بين قضبان السجن لتخرج و تروي قصص معاناة لأسيرات فلسطينيات في ظل ممارسات قمعية من قبل إدارة السجون منذ بداية الاعتقال و التحقيق حتى لحظة الخروج، فبينت ما يعانين من حرمان و تجاهل لأبسط حقوقهن، وعدم توفيرأي من الاحتياجات اللازمة لهن من صحة و نظافة و ملابس و حتى الكتب فتتعرض الأسيرات الفلسطينيات، منذ لحظة اعتقالهن للضرب والإهانة والسب والشتم؛ وتتصاعد عمليات التضييق عليهن حال وصولهن مراكز التحقيق؛ حيث تمارس بحقهن كافة أساليب التحقيق، سواء النفسية منها أو الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع، دون مراعاة لجنسهن واحتياجاتهن الخاصة.
ولا تنتهي معانات الأسيرات عند هذا الحد؛ بل تستمر عمليات الضغط والترهيب بحقهن حتى بعد انتهاء فترة التحقيق، وانتقالهن من أقبية التحقيق إلى غرف التوقيف؛ حيث تسعى سلطات السجن جاهدة إلى ابتكار السبل لإذلالهن وقمعهن والمساس بكرامتهن، من خلال عمليات اقتحام غرفهن ليلاً، أثناء نومهن، والحرمان من الاحتياجات الإنسانية الأساسية، كتقديم وجبات طعام سيئة من حيث الكم والنوع؛ وحرمانهن من الحق في العلاج بعدم توفير الأدوية الضرورية؛ بالإضافة إلى وجود نقص في الفرشات والأغطية، وعدم التمتع بالإنارة الجيدة والكافية، وحجب أشعة الشمس؛ بسبب النوافذ الضيقة المحصنة بالقضبان وغيرها من أدوات الحراسة.
فقد أشارت إلى وجود أسيرات جريحات و مريضات يعانين من إهمال طبي كبير و تجاهل من إدارة السجون رغم مطالبتهن بتوفير الأدوية و العلاج اللازم، و أيضا انعدام الخصوصية بينهن في ظل تواجد عدد كبير من الأسيرت في نفس الغرفة مع تواجد دائم للسجانين داخل الأقسام و التفتيشات الفجائية في أي وقت، و أضافت إلى وجود قطط و التي وصفتها بأنها دليل على الحياة بالنسبة للأسيرات رغم أنها محملة بالأمراض و التي تعيش مع الأسيرات في نفس الغرفة الأمر الذي تتجاهله إدارة السجون.
و بينت مرشود أسف الأسيرات من تهميش و غياب الدعم و الاهتمام المعنوي لهن من كافة الجهات في ظل الظروف الصعبة التي يعشن بها بين ظلمات الاعتقال، و اوردت مرشود بأن الأسيرات بحاجة إلى الدعم الحقيقي من الجميع و إن كان بكلمة واحدة بسيطة، فمن شأنها أن ترفع من معنويات تلك الأسيرات القابعات داخل السجون، و رغم محبتها لأدب السجون و اطلاعها الدائم لهذه الحياة فتحدثت بأنها حياة لن يفهمها إلا من عانى من مرارة الاعتقال و السجن.
و يذكر بأن 62 أسيرة فلسطينية بينهن قاصرات لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال حتى يومنا هذا .