نعاصر كل يوم انطلاق منصات تواصل اجتماعي جديدة، ولم يعد بمقدور الآباء متابعة هذه المنصات ومراقبتها وتحديد الأكثر أماناً والأكثر خطورة على أبنائهم. فلم تعد منصات Twitter وSnapchat وWhatsapp وInstagram فقط هي تلك المنصات التي يجب على الآباء الإلمام بها. حيث يبحث المراهقون والشباب يومياً عن وسائل جديدة للمتعة، في محاولة لإرضاء رغباتهم، وهو ما يتفطّن إليه مطورو المنصات والتطبيقات، ولكن لسوء الحظ لا يضع هؤلاء المطورون أمان الاستخدام بالنسبة للأطفال ضمن أولوياتهم.
ومع مرور الوقت، وتغير اهتمامات الأطفال خارج المدرسة، أصبحوا يقبلون على استخدام عدد هائل من التطبيقات. وعادة لا يدرك الوالدان ما يفعله أبناؤهم عندما يتصلون بالإنترنت، وحيث يستخدم قرابة 96% من المراهقين مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، ويوماً بعد يوم تزداد خطورة تعرُّضهم للمضايقات أو الابتزازات الجنسية، على غرار طلبات القيام بأنشطة جنسية أو محادثات ذات محتوى جنسي، أو حتى الإدلاء بمعلومات شخصية. وحتى الآن تستهدف هذه الابتزازات قرابة 20% من المستخدمين المراهقين.
ونحاول من خلال هذا المقال أن نقدم بعض الإرشادات حول حثِّ طفلك على اختيار منصة التواصل الاجتماعي الأكثر أماناً. وعليك أن تأخذ وقتاً كافياً للحديث مع طفلك حول الاستخدام الآمن والمسؤول لشبكات التواصل الاجتماعي. كما يتوجب عليك مناقشة طفلك حول ما هو مسموح وما هو ممنوع في استخدام الإنترنت، وابقَ دائماً على تواصل معه، وشجّعه دائماً على مشاركة تجربته على الإنترنت معك.
وفي حال كنت من بين ثلث العائلات، التي تحمي أبناءها من الاستخدام السيئ للإنترنت من خلال انتقاء التطبيقات التي يستخدمونها، أو حظر بعض التطبيقات، فيمكنك إعادة التفكير قبل أن يثبت طفلك هذه التطبيقات. كما يمكنك قراءة تقييمات الآباء حول استخدام أي تطبيق متاح للأطفال أو للمراهقين على موقع commonsensemedia.org.
وإليك أكثر أربعة تطبيقات للتواصل الاجتماعي، يجب على الآباء الإلمام بها:
-
Blendr
صُمم تطبيق Blendr خصيصاً للأشخاص البالغين، بهدف الدردشة والمغازلة والتعرف على أشخاص جدد. وعلى الرغم من أن سياسة استخدام التطبيق تنص على أنه لا يجوز استخدامه لمن هم أقل من 18 سنة، إلا أن أشهر مستخدميه من المراهقين. وقد صُمم هذا التطبيق على غرار تطبيق آخر يدعى Tinder، وينبغي على الآباء أن يكونوا على دراية به أيضاً.
ففي تطبيق Tinder، يستطيع المستخدم إنشاء حساب جديد، وإضافة صور وفيديوهات شخصية إلى حسابه، فضلاً عن مشاركة موقعه. وبعد ذلك يقوم المستخدم بإبداء إعجابه أو عدم إعجابه بحساب مستخدمين آخرين، من خلال تحريك صورة الحساب يميناً أو يساراً. ومن المثير للاهتمام أن شركة Tinder نفسها أعلنت أن 7% من مستخدميها تتراوح أعمارهم بين 13 – 17، على الرغم من أن التطبيق للبالغين فقط.
ووجب التنويه إلى بعض المخاطر التي تحيط بالأطفال في حال استخدام تطبيق Blendr:
- يستطيع الأطفال استخدام التطبيق دون الالتزام بشرط العمر، حيث إن التطبيق لا يطلب التأكد من سنّ المستخدم.
- يستطيع البالغون الادعاء بأنهم ما زالوا مراهقين من أجل التواصل مع من هم أصغر منهم في العمر، والعكس كذلك.
- مشاركة موقع المستخدم يزيد من احتمال اللقاء بينه وبين مستخدم آخر.
- يستطيع المستخدمون مشاركة ونشر صور عارية.
- يملك المستخدم خيار الربط بين حسابه على Blendr وحسابه على Facebook وGoogle Plus وInstagram وTwitter وLinkedin، وبالتالي، قد تصبح شخصية المستخدم معروفة.
2- Calculators
ويُعرف هذا التطبيق أيضاً باسم الآلة الحاسبة السرية أو المزيفة، كما يسمى أيضاً سرداب الصور.ويمكّن هذا التطبيق المستخدمين المراهقين من إخفاء صورهم وملفاتهم الشخصية أسفل إطار يشبه في الشكل الآلة الحاسبة.وعلى خلاف ما يحدث في تطبيق الآلة الحاسبة العادية، يطلب تطبيقCalculatorsكلمة سر للولوج إليه.وحالياً يوجد العديد من التطبيقات المشابهة التي يمكن تحميلها واستخدامها بسهولة.
المخاطر:
- من خلال استخدام هذا التطبيق، يسهل على الأطفال إخفاء الصور والفيديوهات والنصوص ومتصفحات الويب، وكذلك قائمة الاتصال عن أولياء أمورهم.
- قد يحاول«صائدو الأطفال«، ممن هم على دراية بهذا التطبيق، التواصل مع الأطفال للحديث معهم حول التطبيق.
3- Live.me
يعتبر Live.me تطبيقاً للبث المباشر، وقد صُمِّم خصيصاً بهدف البث والدردشة والمشاركة والمتابعة، أو بمعنى أدق يمكن تسميته «تطبيق: أن تصبح نجماً». فمن خلال هذا التطبيق، يستطيع المراهقون بث فيديوهات مباشرة أو مشاهدة فيديوهات مباشرة لأشخاص آخرين. وتنص شروط الاستخدام على أن سنّ المستخدم يجب أن يزيد عن 13 سنة، بيد أنه غالباً ما يكون مستخدمو التطبيق من الأطفال صغار السن.
ومؤخراً، كشفت بعض التحقيقات عن مخاطر استخدام تطبيق Live.me، وبناء على تلك التحقيقات قام التطبيق بإزالة أكثر من 600 ألف مستخدم، ممن تقل أعمارهم عن 13 سنة. كما بثَّ التطبيق منشوراً ينص على أنه يمنع منعاً باتاً تداول أي مقروء يحتوي على مضمون جنسي، أو يحرض على العنف، ومن يخالف ذلك سيتم حظر حسابه.
المخاطر:
- عندما يشارك المستخدمون موقعهم، يستطيعون العثور على الأشخاص الذين يقومون ببث فيديو مباشر في منطقة قريبة منهم، وبالتالي، يزداد احتمال مقابلة هؤلاء الأشخاص على أرض الواقع.
- لا يتمتع المستخدمون بالخصوصية، حيث لا يستطيعون تحديد الأشخاص الذين يُسمح لهم بمشاهدة فيديو البث المباشر الذي يصورونه.
- يدفع بعض مجرمي الإنترنت الفتيات القاصرات للقيام ببعض الحركات الجنسية أمام الكاميرا.
- من الممكن أن يتم تسجيل الفيديو المباشر من قبل أشخاص آخرين، ومن ثم نشره على بعض المواقع الإباحية.
- قد يتعرض كل من يبث فيديو مباشر إلى بعض المضايقات أو التعليقات الجارحة.
4- Yubo
في السابق، عُرف تطبيق Yubo باسم «Yellow: Make new Friends»، وقد صُمم تطبيق Yubo من أجل حثّ المستخدمين على خوض الدردشات ومتابعة بعضهم على تطبيقات Instagram وSnapchat. ويجب أن يتخطى عمر المستخدم 13 سنة. ولا يُسمح للمستخدمين الأقل من 18 سنة بالدردشة سوى مع أشخاص تتراوح أعمارهم بين 13 – 17 سنة. أما المستخدمون، الذين تجاوزوا سنّ 18، فلا يتواصلون سوى مع مستخدمين في نفس السن أو أكبر.
ويستطيع مستخدمو Yubo إنشاء حساب جديد من خلال إضافة صور وفيديوهات وروابط حسابهم على Instagram وSnapchat. ومن الممكن اعتبار Yubo أنه «تطبيق للمواعدة في شكل Snapchat»، حيث يشبه Yubo في الاستخدام تطبيقيّ Tinder وBlendr. بحيث يستطيع المستخدم إبداء إعجابه أو عدم إعجابه بحساب المستخدمين الآخرين من خلال تحريك صورة الحساب التي تظهر على الشاشة يميناً ويساراً.
وبمجرد أن يقوم المستخدم بتحريك صورة حساب مستخدم آخر إلى اليمين، ليبدي إعجابه بحسابه، ثم يقوم المستخدم الآخر بالمثل، يستطيع كلاهما التواصل مباشرة والدردشة، فضلاً عن ربط حسابهم الخاص على تطبيق Snapchat وInstagram ببعضهما بصورة تلقائية.
المخاطر:
- يستطيع الأطفال استخدام التطبيق دون الالتزام بشرط العمر، حيث إن التطبيق لا يطلب التأكد من سنّ المستخدم.
- يستطيع المستخدمون البالغون الادعاء بأنهم ما زالوا مراهقين، من أجل التواصل مع من هم أصغر منهم في العمر، والعكس كذلك.
- مشاركة موقع المستخدم يزيد من احتمال اللقاء وجهاً لوجه.
- تتصل حسابات المستخدمين على مواقع Snapchat وInstagram بصورة تلقائية، ما يجعل كشف هوية المستخدم أمراً سهلاً.
تتطور التطبيقات بصفة يومية، وتزداد شعبيتها عند الأطفال. بالطبع، لا تحتوي القائمة المذكورة سالفاً على كافة التطبيقات، ولهذا، ننصح الآباء بالبحث بأنفسهم عن المزيد من التطبيقات، حتى يبقوا على اطّلاع بما يفعله أبناؤهم على الإنترنت. (ترجمة عربي بوست)