قضت محكمة الاستئناف في مقاطعة كيبيك الكندية، بأنه لا يحق لقاضٍ أن يرفض الاستماع إلى إفادة امرأة بسبب ارتدائها الحجاب.
وخلصت أعلى هيئة قضائية في كيبيك، في حكم صدر بإجماع قضاتها، إلى أنه بإمكان مواطن ارتداء أي ملابس تقضي بها ديانته في قاعة محكمة إذا كانت «معتقداته الدينية صادقة»، وطالما أنها لا تولد «تضارباً مع الحقوق الدستورية لشخص آخر».
وكانت رانيا العلول، وهي مواطنة كندية مسلمة من مونتريال، طُردت من جلسة محكمة عام 2015 بسبب ارتدائها الحجاب.
وأسندت القاضية إيليانا مارنغو، من محكمة كيبيك آنذاك، قرارها إلى أحد تنظيمات المحكمة الذي ينص على أن أي شخص ينبغي أن يرتدي «ملابس مناسبة»، مشبّهة حجاب العلول بـ «قبعة أو نظارات شمس».
ورأى قضاة محكمة الاستئناف الثلاثة بالإجماع أن القاضية لم تأخذ بالاعتبار حق العلول في «التعبير الديني باستنادها إلى مبدأ مهيمن ومطلق هو مبدأ علمانية الدولة الذي كانت تعتقد خطأ أنه مدرج في نظام محكمة كيبيك».
قصة رانيا التي لم تصمت على طردها من المحكمة
وكانت العلول قد بدأت حملة قانونية عام 2015 بعد طردها من المحكمة، لإثبات حقها في المثول أمام القاضي في المحاكم الكندية وهي ترتدي الحجاب.
وتولى محاميها يوليو جيري رفع القضية، وذكر أنه سيتولى تسليط الضوء على العديد من المشاكل الخاصة بحرية العقيدة، مضيفاً: «القضاة ليس لديهم صلاحية اختيار مَن سيمثلون أمامهم. والعلول تسعى لإثبات حقها إزاء ما فعلته القاضية، والحفاظ على هذا الحق».
وكانت العلول قد لجأت إلى المحكمة من أجل استرجاع السيارة التي كانت دوائر السير في مونتريال قد احتجزتها لقيادة ابنها لها من دون رخصة قيادة سارية.
لكن القاضية قالت لها إن هناك قاعدة تمنع مثول أي شخص أمام القاضي وهو يرتدي قبعة أو نظارة شمس، ولا بد أن يكون مرتدياً زياً مهندماً، وطلبت منها خلع الحجاب.
ولما رفضت العلول طلب القاضية، أجّلت القضية إلى أجل غير مسمى، لكنها أخيراً تمكنت من استرداد سيارتها مجدداً.
وكانت حملة تبرعات لصالح العلول بمبادرة من أشخاص لا تعرفهم، قد أثمرت جمع ما يقرب من 52 ألف دولار كندي لشراء سيارة بديلة لها، لكنها رفضت هذه التبرعات بعد عودة سيارتها.
خطوات كندا لتشجيع المحجبات للاندماج في المجتمع
وتشهد كندا عدة خطوات على صعيد حرية ارتداء الحجاب، فقد أعلنت الشرطة الخيالية الكندية في وقت سابق، أنه بات بوسع عناصرها من النساء، أن يرتدين الحجاب كجزء من الزي، وذلك تشجيعاً للنساء المسلمات على الانخراط في صفوف هذه الشرطة.
وأوضح سكوت برادسلي، المتحدث باسم وزير السلامة العامة رالف غوديل، أن مفوض شرطة الخيالة الملكية وافق مؤخراً على تلك الإضافة إلى الزي.
وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو تشجيع مزيد من المسلمات على التفكير في العمل في شرطة الخيالة الكندية الملكية.
ويتشكل زي شرطة الخيالة من سترة حمراء طويلة وحذاء جلدي خاص بركوب الخيل وقبعة عريضة، ويعد رمزاً كندياً.
ويرجع الزي إلى القرن التاسع عشر، عندما كانت تلك الشرطة تفرض حكم القانون في ولايات غرب كندا ومناطق القطب الشمالي.
وتعرضت الشرطة لغضب شعبي عام 1990، حين سمحت للضباط السيخ بارتداء العمامات كجزء من الزي، إلا أن الاستياء تراجع وبدأ الكنديون يتقبلون التغيير.
المصدر: عربي بوست