فعندما يبدأ الأطفال باللعب سيكونون مدركين، بدرجة ما، بتعرّضهم للمخاطر، ولأنهم لا يريدون القلق بشأن الحفاظ على توازنهم عند التركيز على لعبة ما، غالباً ما يعتمدون في جلوسهم على وضعية الحرف W، للحصول على ثبات إضافي وثبات في الفخذ للسماح باللعب بشكل أسهل.
وأثناء هذه الوضعية، سيجلس الطفل على المؤخرة مع ثني الركبتين والقدمين على الجانب، ويفضل الكثير من الأطفال الجلوس في هذه الوضعية، لأنها توفر قاعدة واسعة من الدعم، وتسمح للطفل باللعب من دون تحدي توازنه أو إشراك الجهاز العضلي للجذع.
ما الخطأ في الجلوس بوضعية W؟
1- تقلل من قوة المفاصل والعضلات
يوفر وضع الجلوس W للأطفال قاعدة دعم واسعة تعوّضهم عن استخدام عضلات ومفاصل أخرى، في الوقت الذي يكون فيه من المهم لهم أن يكونوا قادرين على تغيير وزنهم وتدوير جذوعهم من أجل تطوير وبناء عضلات قوية، وتطوير التحكم الوضعي، وتحقيق مراحل التطور بصورة جيدة.
2- شد العضلات والأوتار
يسمح وضع الجلوس W بزيادة خطر حدوث تمزّق في أوتار الركبة، وهذا يمكن أن يؤثر أيضا على انحناء العمود الفقري للطفل، بسبب سحب أوتار الفقرات في العمود الفقري. كما أن العضلات المسؤولة عن الحركة الدورانية للورك معرّضة لخطر أن تصبح ضيّقة.
ويمكن أن يؤدي ضيق العضلات إلى عدم التوازن، وضعف التنسيق، وتأخير الحركة الإجمالية مع تقدم الطفل في العمر، مما يحدّ من قدرته على القيام بأنشطة مثل الركض والقفز.
3- مشاكل العظام في الأطراف السفلية
يمكن أن تسبب وضعية الجلوس W مشاكل في عظام الوركين والركبة والكاحلين، بما في ذلك خلع مفصل الورك، وعدم استقرار الركبة، وقفل الركبة وإصبع الحمام pigeon toe، والمشي بوجود أصبع الحمام يؤدي إلى ألم في الظهر أو الحوض.
4- عدم وجود تنسيق بين الطرفين
وضع الجلوس W يخل بالقدرة على دوران الجذع، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الالتفات، وهذا بدوره يؤثر على اللعب والمهارات الحركية الدقيقة، وغيرها من الأنشطة.
* كيفية تصحيح وضعية الجلوس هذه؟
الطريقة الأكثر فعالية والأسهل لمنع مشكلة الجلوس بطريقة W، هي منعها من أن تصبح عادة في المقام الأول، اقض عليها منذ أن يبدأ الطفل بالتعلم عليها، قبل أن تصبح عادة يصعب عليه وعليك التخلص منها.
وحاول دائما ألا تشعر الطفل أنه يقوم بأفعال خاطئة، بل حاول أن تقوم بفرد قدميه إلى الأمام من دون لفت نظره، وحاول تعليمه على وضعيات جلوس بديلة.
مثلا، عندما تلعب مع طفل على الأرض، أمسك ركبتيه وقدميه معًا وافردهما على الأرض، أو دعه يجلس على ساقيه، أو يجلس على ساق ويقوم بثني الأخرى، وتتطلب هذه الوضعيات كمية معينة من دوران الجذع وتحول الوزن الجانبي.
أما إذا كان الطفل غير قادر على الجلوس بمفرده في أي وضع آخر غير W، تحدث مع معالج حول المقاعد الداعمة أو المواقف البديلة. قد يكون الجلوس على طاولة صغيرة وكرسي هو خيارا آخر، وسيكون لدى المعالج العديد من الأفكار الأخرى.
كذلك يمكنك القيام بعمل تمارين لعضلات الطفل من خلال وضع كرة وتجعله يجلس عليها ويحركها في كل الاتجاهات في اليمين واليسار ثم للخلف وللأمام في هيئة لعب، وبهذا الطريقة تقوي عضلاته، كما أنك تعوّده على فرد قدمه مرة بعد مرة.
ويجب عليك تحفيز الطفل دائما عندما يقوم بعمل إيجابي والتحلي بالصبر، حيث إن تغيير هذه الوضعية يحتاج إلى الكثير من الوقت.
المصدر: صحتك