تحرير – رهف خليل
الفنان منتمي أبو عرب يضعنا بلقائه التالي مع “أنتِ لها” في تجربة مختلفة من مسيرته الفنية كما يدخلنا الى عالمه الخاص ويعطينا رأيه في العديد من القضايا.
عرفنا بنفسك؟
أنا مخرج افلام جاءتني فكرة تقديم محتوى على السوشيال ميديا (يعبر) عن الواقع الفلسطيني وكل ما استطيع تقديمه (هو) محتوى فلسطيني يتحدث عن احوالنا ما بين نقد ساخر و مواضيع سياسية واجتماعية الى كوميديا سوداء.
قمت بإنشاء صفحة على فيسبوك لاقت اقبالا من كل الوطن العربي وليس فقط من فلسطين مما شجعنا على الاستمرار بفضل دعم الجمهور لنا.
البداية كانت بتصوير على “الجوال” ومن ثم تطورت الامور وأصبحنا نستخدم الكاميرات (الاحترافية)
وانا لا أصنف (نفسي) كوميدياً انا شخص يقوم بعمل فيديوهات لأفكار تخطر في باله, ولا اصنف (نفسي أيضا) مشهورا او مؤثر(ا) بل الجمهور هو من يعطينا هذه المسميات, وتطبيقها مهمة صعبة.
وتالياً نص الحوار:
هل يتمتع منتمي بحس كوميدي مع عائلته؟
الصراحة انا على الطبيعة لست كوميديا أٌضحك الناس وهذا حال الكثير من (الكوميديين في العالم و الكوميديا تأتي من الالم والمعاناة.
ما هي المهنة التي كنت تحلم بها قبل الكوميديا؟
كنت احلم ان اكون مخرج افلام على مستوى عالمي وما زلت اعمل على هذا الامر وامتلك افلام حصدت جوائز عالمية.
هل انت راضي عما وصلت اليه في مشوارك الفني؟
انا أعمل بكل جهدي في ظل الظروف التي يعيشها الفلسطيني من احتلال ومشاكل اجتماعية وهموم اقتصادية خلال الثلاث دقائق التي اعرض فيها الفيديو التخفيف عنهم واضحاكهم قليلاً (بإنتاج) يعتمد على الظروف التي نمر بها.
هل ثمة شروط اليوم للفنان منتمي للوقوف على المسرح؟
وقفت على المسرح عدة مرات من قبل وقدمت عروض في جامعات فلسطينية وعدة اماكن وتوفقت بهذه العروض, ويجب على الكوميدي ان يمتلك الجرأه للوقوف على المسرح ويكون الجمهور على علم به ولديهم خلفيه عنه وعن اعماله ليكون العرض ناجحاً.
كيف يستطيع المنتمي ان يضحك الشعب بعز ازماته؟
من خلال (طرح) الفكرة المسببة للازمة او مسببة اشكالية للجمهور وتضيف عليها الكوميديا وتحاول تحويلها من ازمة الى سخرية ومن مشكلة الى نكته, بهذه الطريقة سيحاول الناس استلطاف المشكلة والتعامل معها.
من اين لك هذه الطاقة على الاضحاك؟
ان الامر صعب جدا فهذه الحلقة التي مدتها ثلاث او اربع دقائق تحتاج الى أيام من التصوير والانتاج الومونتاج وغيرها, واصبح الامر اصعب في ظل وجود اعداد كبيرة من الكوميديين في العالم فأصبح الناس يقارنوك بهم وانت لا تريد هذه المقارنة ويجب ان تقنع الناس فالجمهور يكون تقييمه الاول في العادة سلبي مما فرض علينا ان نخرج بمحتوى قوي يعجب الجمهور ليرى المتابع ان منتمي لديه اكثر من 130حلقة ونصف مليون متابع و140 مليون مشاهدة وهذه ارقام جيدة بالنسبة لجهد فلسطيني بسيط, ونحن نتعب بدرجة كبيرة لعمل حلقة كل اسبوع.
يضايقك احياناً وصفك بالكوميدي والمؤثر؟ وهل من الممكن ان تتخلى عن هذه الحلقات؟
الشيء الوحيد الذي من الممكن ان يمنعني من عمل هذه الحلقات هو ان يصل الجمهور لمرحلة لا ينظر فيها الى منتمي ككوميدي او وسيلة اضحاك لذلك اقوم بتطوير نفسي لانال اعجابهم ورضاهم عن اعمالنا.
الامر الذي يضايقني هو طريقة تعامل الجمهور معنا في بعض الاحيان نحن نصبح سعداء ان اصبحنا مشاهير ولكن عندما ندخل الى تفاصيل هذا الموضوع نجد انه لم يعد لنا خصوصية في حياتك ولا تتعامل بالعفوية التي يجب ان تتعامل فيها بالوضع الطبيعي ويجب ان تحرص على ان تكون جاهزاً للضحك دائما حتى لو لم تكن كذلك او تمر بظروف (لا تسمح لك بالضحك) وطريقة تعبير الجمهور عن محبتهم أحيانا خاطئة مما قد يؤدي للتصادم والفهم الخاطئ واخذهم فكرة خاطئة عنك وانا الى الان لم اجد طريقة صحيحة للتعامل مع هذه الحالات بما يرضيني ويرضيهم.
ماذا عن المرأة في اعمال منتمي هل تخطط للاهتمام بقضايا المرأة في اعمالك القادمة؟
للمرأة الفلسطينية في مخيلتي شكل خاص ..
هي المرأة المقاومة والام التي ربت جيل فلسطيني يقاوم وليس لديه ثقافة الاستسلام وقادر على التغيير.
وقررت أن ادخل الى أعمالي شخصية “شريفة”. (التي أحاول من خلالها اقتباس أحداث أو سلوكيات للمرأة الفلسطينية في حياتها اليومية وتحويلها الى كوميديا، أقصد في ذلك صفات كالغيرة والاهتمام بالجمال والزواج)
وان اردت ان اقوم بعمل كوميدي عن المرأة يجب ان يكون هناك حذر لان المرأة الفلسطينية لها قدسية عند الجميع لذلك هذه الخطوة بحاجة الى الاعداد والترتيب.
ما الفرق بين كوميديا هذه الايام وكوميديا ايام زمان؟هل تتغير المواصفات والمقاييس بتغير الفترة؟
لست أنا من يحدد الفرق، ولكن بحكم تجربتي القصيرة كوميديا ايام زمان كانت تعتمد على الممثل وخبرته وعلى النص وكاتب النص والمخرج, كوميديا هذه الايام هي الكوميدية الساخرة(البسيطة والسريعة) عبر السوشال ميديا لأن كوميديا التلفزيون لها شروط (ومعايير)مختلفة تماماً اما كوميديا (السوشال ميديا) كل ما تحتاجه فكرة مقبولة وموجودة بحياة الناس وحقيقية نضع فيها قالب السخرية او كوميديا وتوظفها لايصال فكرة عن حالة يعيشها الناس.
وذوق الناس يختلف والقضايا اختلفت وتطور التكنولوجيا فرض شخصية معينة للكوميديا ولكن لا جواب واضح لدي.
ما هي المدرسة التي ينتمي اليها منتمي في الكوميديا؟
انا عفوي بشكل تام ولا اصنف من ضمن مدرسة أو ما شابه نحن مجرد شباب منحاول ننتج هاي الكوميديا لنعطي انطباع ان فلسطين لها حضور في مجال السوشل ميديا.
هل يكتب منتمي محتواه؟
نعم.
ارتجالي ام تحب النصوص؟
يوجد نص او يتم رمي نكته مباشرة خلال التصوير .
هل يمكن ان تنتقل كوميدياك الى يوتيوب؟ ومن ساحة فلسطين الى اخرى؟
(هي على اليوتيوب مؤخرا) و لدي جمهور في كل الدول العربية, الطموح ان اصل للمرحلة التي يكون فيها منتمي معروف في كل بيت فلسطيني واعتقد انني خلال فترة قصيرة سأحقق هذا الامر.
لأي جمهور يحلم منتمي ان يقدم ستاند اب كوميدي؟
الاردن وتونس, انه امر صعب ويضعك امام الحكم الفوري وهو اصعب من التمثيل لان التمثيل يمكنك من الاعادة ام الستاند اب لا يمكن اعادته والشباب اللذين يفعلون ذلك يملكون الجرأة التي لم تنضج لدي بعد واتمنى ان اعمل ستاند اب كوميدي في عروض اكبر ونطرح معاناة الفلسطينين بطريقة كوميدية.