الطفلتان المقدسيتان انتصار ومنار تتأملان يوميا صور والدهما الأسير علاء البازيان المعلقة على جدران المنزل، وفي التأمل كثير من الشوق والمحبة رغم قلة اللقاء بينهم، فالأسير البازيان أعيد اعتقاله بعد أقل من ثلاث سنوات على تحرره في “وفاء الأحرار/ صفقة شاليط”.تزوج البازيان بعد تحرره ورزق بابنته انتصار، وفي اسمها نهاية للظلم الذي رافقه في السجن لـ32 عاما، ثم أعيد اعتقاله منتصف العام 2014.
وكانت زوجته حامل بابنته الثانية منار، حيث حرمه الاحتلال من أن يشهد ولادتها وطفولتها، وحال لسان الطفلتين اليوم “بابا اشتقنالك بدنا تروّح وتعيش معنا”.قبل سبعة أعوام بتاريخ 18/10/2011، أفرجت سلطات الاحتلال عن 46 أسيرا مقدسيا من أصحاب الأحكام العالية، ضمن وفاء الأحرار/ صفقة شاليط، 7 منهم أعيد اعتقالهم وأعيدت الأحكام المؤبدة ضدهم، وفي الذكرى السنوية للصفقة تسلط وكالة معا الضوء على معاناة أحد الأسرى وعائلته التي تنتظر الإفراج عنه.
السيدة نسرين زوجة الأسير علاء قالت” إعادة اعتقال الأسرى المحررين ظلم، فاعتقالهم جاء لأسباب سياسية، ولا تهمة وجهت ضدهم، نستذكر الفرحة التي عمت بالأراضي الفلسطينية يوم الإفراج عنهم قبل 7 سنوات.”
وأضافت البازيان” ارتبطت بعلاء بعد الإفراج عنه بشهرين، وبدأنا بتأسيس حياة جديدة وحلم جديد، بعد أن قضى 32 عاما من الظلم والقهر في سجون الاحتلال، وأنجبت طفلتنا الأولى انتصار، وبعد عدة أشهر فوجئنا باقتحام منزلنا بالمدينة واعتقاله مرة أخرى، لتبدأ رحلته في سجون الاحتلال من جديد.”وأضافت البازيان” 4 سنوات مرت على اعتقال علاء، نتمنى في كل يوم الإفراج عنه وأن يعود لمنزله ولطفلتيه ونحقق حلمنا الذي بدأناه، انتصار ومنار بحاجة لحنان ورعاية الأب، في كل يوم أتحدث لهما عن علاء وأعرفهما عن والدهما ليشعروا بقربه ووجوده معنا،
فالاحتلال حرمنا أن من نكون سوياً”.
وقالت: علاء انسان ضرير لم يرَ طفلتيه، وبسبب السجن وجدرانه وظروف الزيارة لا يتمكن حتى من لمسهما، منار تبلغ اليوم تبلغ 3 سنوات ونصف، مرة واحدة فقط سمح لعلاء باحتضانها فقط.أما انتصار فهي تدرس وتجتهد وحلمها أن تصبح طبيبة عيون وقالت” بابا ما بشوف بعيونه بس هو بشوفنا بقلبه، ولما أكبر بدي اعالجه”، حيث فقد البازيان نظره بانفجار عبوة ناسفة كان يعدها واعتقاله لسنوات حال دون علاجه.
زوجة الأسير علاء البازيان وكغيرها من عائلات الأسرى المحررين الذين أعيد اعتقالهم لأسباب سياسية تطالب المسؤولين الفلسطينيين التمسك بمطلب الإفراج عن المختطفين وأن يعودوا الى عائلاتهم.من جانبه، قال أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين ان الاحتلال خرق صفقة وفاء الأحرار وأعاد اعتقال سبعة محررين مقدسيين وهم: علاءالدين البازيان، وناصر عبد ربه، وجمال أبو صالح، ورجب طحان، وسامر عيساوي، وعدنان مراغة، وإسماعيل حجازي.
وتعمدت سلطات الاحتلال تدمير العائلات اجتماعيا خاصة وأن معظم الأسرى تزوجوا وأنجبوا وأصبحت لديهم حياتهم الخاصة.ولفت أبو عصب إلى وثيقة أرسلت للعائلات من الشرطة الاسرائيلية عقب اعتقال الاسرى المقدسيين جاء فيها بعد ذكر كل اسير وتاريخ اعتقاله (لقد تم التحقيق مع أبنائكم بتهمة العضوية بتنظيم إرهابي وخرق بنود الإفراج، ولكن تقرر إغلاق الملف وعدم تقديمهم للمحاكمة لعدم وجود أدلة كافية ضدهم)، الا ان سلطات الاحتلال شكلت اللجان وأعادت الأحكام المؤبدة ضد الأسرى.
(المصدر: معا)