منحت جامعة الأزهر بغزة، الطالبة منال صبحي بركات، درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط، عن أطروحتها الموسومة بـ”دور البرامج التثقيفية الفصائلية في تنمية الوعي السياسي للمرأة الفلسطينية 2006-2016م- دراسة مقارنة بين حركة حماس والجبهة الديمقراطية”.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر، الأستاذ الدكتور رياض محمود الأسطل مشرفًا ورئيسًا، والأستاذ الدكتور رياض علي العيلة مناقشًا داخليًا، والدكتور إبراهيم يوسف عبيد من جامعة الأقصى مناقشًا خارجيًا.
وتناولت الباحثة في دراستها، دور البرامج التثقيفية في تنمية الوعي السياسي لدى المرأة الفلسطينية في حركة حماس والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال الفترة 2006-2016م، مستعرضةً أدوات التثقيف المتبعة لدى الفصيلين الفلسطينيين، وحجم الثقة والمعرفة بتلك البرامج والمعلومات التي تقدمها، ومدى ما تخدمه البرامج التنظيمية في تنمية وعي المرأة في مجالات المشاركة السياسية والتمكين والقضايا الوطنية والإقليمية والدولية.
كما تناولت تأثير الأحداث السياسية في الساحة الفلسطينية منذ عام 1987م إلى الآن، والتي من أهمها: الانتفاضة الأولى، عملية التسوية، نشوء السلطة، والانقسام الفلسطيني الداخلي، والتمكين، والمشاركة السياسية، وبيان دور التحولات السياسية في التأثير على البرامج التثقيفية.
واكتسبت الدراسة أهميتها، من كونها تبحث في برامج التثقيف الفصائلية، وتؤكد على أهمية دور هذه البرامج في محاولة لتحسين الوعي السياسي لدى المرأة الفلسطينية، إضافة لكونها تسد النقص في حجم الدراسات والجهود التي تناولت المرأة في حركتي حماس والجبهة الديمقراطية، إلى جانب تعزيزها لحالة الوعي السياسي للمرأة بما يسهم في تطوير دورها الوطني، عدا عن خروجها بنتائج تفيد مجتمع الدراسة.
واعتمدت الدراسة في التحليل وعرض المعلومات على منهجين رئيسين هما: المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي التحليلي، وذلك بهدف عرض الموضوع وتحليل أبعاده واستشراف مستقبل دور البرامج التثقيفية في ضوء الواقع القائم ومخرجات الدراسة.
وأظهرت الدراسة، أن هناك تباينًا في برامج وأدوات التثقيف المتبعة لدى الفصائل اليسارية والإسلامية، ورغم هذا الاختلاف في التنظيمات البرامجية، إلا أنها تشابهت في النتيجة، وهي أن هذه البرامج التثقيفية لدى كل من حركتي حماس والجبهة الديمقراطية لم تسهم في عملية تنمية الوعي السياسي للمرأة الفلسطينية بشكل فعال، وعلى مدار الفترة الزمنية الممتدة ما بين عامي 2006-2016م، وهي الفترة التي شهدت وما زالت تشهد الانقسام الفلسطيني.
وكشفت الدراسة، وجود فجوة مشتركة لكلا الفصيلين بين البرامج التنظيمية المتبناة، وبين البرامج المعلنة والمطبقة على أرض الواقع، وأثر ذلك على مستوى البرامج التثقيفية، ودورها في رفع درجة الاستعداد والوعي لدى جماهيرها لتكون قادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية والنوايا الدولية المساندة لها.
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج متعلقة بدور البرامج التثقيفية في تنمية الوعي السياسي للمرأة الفلسطينية منها: غياب دور برامج التثقيف الفصائلية في عملية تنمية الوعي السياسي للمرأة ما أدى إلى تراجع للدور التوعوي الذي تلعبه البرامج التنظيمية، سواء في الأحزاب الإسلامية (حركة حماس) أو اليسارية (الجبهة الديمقراطية).
ومن بين النتائج، أن أزمة التثقيف في الحركة الوطنية الفلسطينية إجمالًا والإسلامية واليسارية على وجه الخصوص، نجمت عن: الأحداث السياسية التي شهدتها الساحة الفلسطينية منذ عام 1987 وحتى 2006 من انتفاضات، وانطلاق لعمليات التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية، ونشأة السلطة الفلسطينية ودخول الفصائل في طور من الانقسام الفلسطيني المدمر، وهي كلها أحداث كان لها أثر سلبي على مدى اهتمام الفصائل الفلسطينية بالجانب الفكري والتثقيفي وانعكس على سلوك الفصائل وبرامج تثقيفها وطرق عرضها.
كما وأظهرت الدراسة، عدم معرفة المرأة الفلسطينية بالأحداث التاريخية المتعلقة بالقضية الفلسطينية مثل: عدم معرفتها بالثورات والانتفاضات الفلسطينية، عدم معرفتها بالقيادات الفلسطينية، عدم معرفتها بالفصائل الفلسطينية، عدم معرفتها بالمشاكل والمصاعب التي تواجه التنظيمات.
وأشارت كذلك، إلى أن الفصائل الفلسطينية أهملت رصد مخرجات ومضامين برامجها التثقيفية الخاصة بتنمية الوعي للمرأة الفلسطينية بشكل عام والمرأة المنتمية للفصيلين بصفة خاصة بقضايا التمكين والمشاركة السياسية والمعرفة التاريخية بالقضية الفلسطينية، وعدم الفهم للأحداث السياسية على الساحتين المحلية والعربية يؤثر على تغييب الموقف لدى المرأة الفلسطينية، بالرغم من وجود نماذج لقياديات نسوية يتمتعن بدرجة من الوعي والمعرفة الصحيحة إلا أنها نتيجة جهد شخصي، وليست نتيجة لدور البرامج التثقيفية الفصائلية.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات منها: ضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول مضمون البرامج التثقيفية، ودورها في تشكيل الوعي السياسي لدى المرأة الفلسطينية، وأن تعمل الأحزاب وفق رؤية استراتيجية جديدة تعطي للمرأة الفلسطينية حقها ودورها في مجمل المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى أساس عدم التفريق بين الجنسين، وإنما بناءً على معيار الكفاءة وحده، إلى جانب ضرورة تبني الأحزاب السياسية مشاريع إنشاء مدارس للكوادر بداخلها لتتمكن من إيجاد قيادات نوعية مدربة وفق منهجية محددة، مع ضرورة تركيز الفصائل في برامجها التثقيفية على القيم الوطنية وثقافة التسامح والتعددية والمشاركة.
ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة: أن تدخل الفصائل في برامجها التثقيفية استراتيجية وأدوات استعادة الوحدة الوطنية، لتفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وإعادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى مساره الصحيح نحو الحرية والاستقلال من جهة أخرى.