أطلقت وزارة الإعلام وهيئة التوجيه السياسي والوطني وبالتعاون مع مدرسة عين البيضاء للبنات، مبادرة للتاريخ الشفوي، وجمع روايات حول النكسة، والقرى التي أصبحت أثراً بعد عين في الأغوار الشمالية.
وحملت المبادرة اسم “مؤرخات صغيرات”، وتشترك فيها 20 طالبة بإشراف المعلمة فلسطين أبو زهو. وانخرطت الصغيرات في تمرين تفاعلي وحوار أبرز أهمية التاريخ الشفوي، وطرق جمعه، ومصادره، وشروطه.
وأشارت الطالبات في مداخلاتهن إلى قصص عديدة تتصل بعين الساكوت، وخربة الدير، وتل الحمة، وجباريس، وقاعون، وتجمعات أخرى دمرها الاحتلال بعد عام 1967، كما استعرضن قصص الأجداد حول المقاومة التي اتخذت من الأغوار معبرًا لها، ومعركة جبال جباريس، وأحداث عين البيضاء، والهجمة الشرسة على أراضي القرى الثلاث: بردلا، وكردلا، وعين البيضاء، وتجفيف شريان الحياة فيها.
واستعرض منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية، عبد الباسط خلف، برنامج التاريخ الشفوي، الذي أطلقته الوزارة واللجنة الشعبية للخدمات في مخيم الفارعة منذ ست سنوات، باسم (ذاكرة لا تصدأ) وفيه جرى توثيق عشرات القصص عن القرى المدمرة عام 1948، وتفاصيل الحياة فيها كمواسم الزراعة، وشهر الصوم، والأعياد، والأفراح، والمهن، والمدارس والكتاتيب، والتجارة، ولحظة الاقتلاع المرة.
وبين المفوض السياسي والوطني العقيد محمد العابد أن المبادرة ستنشر قصص الصغيرات في وسائل الإعلام، بعد تنقيحها، وستنظم أنشطة تدريبية أخرى للطالبات، وستعقد ندوة تستضيف فيها شخصيات لها تجارب في التوثيق الشفوي.
وقدمت المعلمة أبو زهو إرشادات حول طرق جمع الراويات المحكية، وأهمية الحفاظ على التاريخ الشفوي باعتباره مصدرًا هامًا للأحداث والوقائع الماضية.