كانت العلوم في صغرها حصتها المدرسية المُفضّلة.. وعلى مرّ مرحلتيّ الدراسة الإعدادية والثانوية، حظيت بأفضل معلّماتٍ كنّ دافعاً قوياً لتعرف التخصص الذي تريده ويناسب ما تطمح له في حياتها؛ فاختارت تخصص الفيزياء على بساطته وتعقيده إلاّ أنه كان ساحراً… ساحراً للدرجة التي تلاشت فيها كل الصعوبات لحظة تخرّجت فيه بتقدير امتياز..
“أفنان الأستاذ” عشرينية فلسطينية من قطاع غزة، تعمل على أن تكون نموذجاً ناجحاً في مجال العلوم ومُلهماً لغيرها من الفتيات.. فانخرطت في مشاريعٍ علمية لتبسيط العلوم للمهتمين، وكان أحدثها في علوم الفلك، والتي وجدت معها متعةً في توعية الناس من حولها بها..
تقول أفنان لشبكة العودة الإخبارية «عام 2016 اخترتُ لأكون عضواً مشاركاً في المدرسة العربية الأولى لعلوم الفلك والفيزياء والتي انعقدت في المغرب، وكنتُ أكثر حظاً لأنني استطعتُ المغادرة إليها في ظل الإغلاق المفروض على قطاع غزة»..
وتضيف أفنان «كما حصلتُ قبل فترة على فرصةٍ للمشاركة في تدريبات المدرسة الفيزيائية المتقدمة في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية والتي دعمها وموّلها الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينج، ولكن حال بيني وبين المشاركة الصعوبات المعروفة التي يواجهها كل فلسطيني يرغب في أن يعبر الحدود ليرى الجانب الآخر من وطنه أو من العالم».
فخسارة أفنان للكثير من الفرص والتدريبات المتنوعة في تخصصها منحتها الفرصة لتتحدث عن الصعوبات التي تواجه البيئة العلمية في فلسطين في المؤتمر العالمي للعلوم والذي انعقد في جامعة كامبريدج البريطانية مطلع عام 2018 الجاري، من خلال فيديو وثائقي قصير يُقرّب الصورة على ما يحدث في الجامعات وما يعانيه الطلبة والأكاديميون للحصول على فرصة التعلم والبحث والتطوير.
فسعادة أفنان كبُرت ولا تزال تكبر بكونها محط ثقة للكثيرين، ومصدر إلهامٍ ويد بناء.. مؤكّدةً أنّه ليس على الفتاة سوى أن تؤمن بنفسها أكثر وتبدأ حكايتها.