مرتديةً معطف المختبر العادي ومحاطة بالأوراق التي توثق من خلالها مساعيها الحاذقة لعلاج البشرية – وكان في إحدى أيام عام 2007 عندما دخل رجل بدوي مكتبها ومهد لها الخطوات الأولى في اتجاه الرحلة التي غيرت حياتها، واقفًا بفخر في وسط مكتبها الأب المحب الذي أعلن للعالم بأجمعه وليس فقط لها أن أبنته مريضة السرطان قد تم شفائها لأنها لم تشرب سوى حليب الجمال. وبكونها امرأة، فلطالما وجدت الفرص في ظل الصعوبات ولم تنصت فقط باهتمام شديد لما قاله بل قامت بتتبع نصيحته حتى وصلت إلى فجر عصر جديد في مجال التكنولوجيا الحيوية.
نشأت بينولوبي شهاب – التي دائمًأ ما يتم تقديمها بكونها واحدة من أكثر العرب تأثيراً والعقل المدبر وراء أبرز الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا الحيوية- في فلسطين حيث تعلمت المثابرة والقدرة على الصمود، فهي امرأة لم تسمح ابدًا للحرب بالتحكم بها.
وتوضح لنا بينولوبي بشأن دوافعها غير المشكوك فيها لإجراء الأبحاث على الفائدة العلمية لحليب الجمال قائلة “بالنسبة للفلسطينيين الذي يعيشون بفلسطين، فإن الدرس الذي نتلقاه يوميًا هو إنه علينا القيام بأفضل ما لدينا اليوم لأنه من الممكن أن نموت غدًأ. إذا كان لديك فكرة عملية عبقرية أو فكرة مبتكرة للعمل التجاري فعليك السعي لتحقيقها بكل ما لديك من قوة، فلا يوجد ما تخسرة.”
وبعد عدد قليل فقط من التجارب، جازفت بينولوبي بكل ما لديها حيث تركت عملها من أجل تأسيس شركة ” Monojo” العاملة مجال التكنولوجيا الحيوية والمتخصصة في العلاجات المستخلصة من إنتاج الأجسام المضادة. وعلاوة على ذلك، قد أطلقت رائدة الأعمال منتجات Skinue بعمان أيضًا.
ويستخدم خط منتجات الرعاية بالبشرة الذي ليس له مثيل حليب الجمال في معالجة البشرة التي تعاني من الحبوب.
وبعد سنوات من البحث والتطوير، تشيد بينولوبي الآن بتأثير الأجسام المضادة بحليب الجمال المبخوس قدره والتي تصفه بكونه فريد وضئيل ولكن له تأثير محوري في عدد من الأغراض المختلفة.
ويعتمد عمل العالمة بشكل كبير على فهمها العميق لعلم وظائف الأعضاء وعلم التشريح الخاص بالحيوانات، حيث تعمل على جهاز مناعة الحيوانات من أجل الحصول على الأجسام المضادة المعينة التي تنتجها الجمال.
بينما لم تكن أبدًا العوائق المتوقع وجودها مثل النوع أو الدين أو الجنسية موضوعًا صالحًا للمناقشة بالنسبة لها إلا أن العالمة ما زال عليها تخطي التحديات التي تواجهها في الطريق لأن تصبح ظاهرة دولية.
وتضيف بينولوبي قائلة “بعد أن نجحت الأبحاث التي قمت أنا وفريقي بالعمل عليها لسنوات وبعد أن ابتكرنا ما نطلق عليه “تكنولوجيا الجمال”، قد واجهتنا بيئة الاستثمار الصارمة في الأردن، حيث تم رفض كل مقترحاتي ومجهوداتي لجمع الأموال من الكثير من المستثمرين.” …”وحدث ذلك في عام 2009، وقد أصبت بالإكتئاب وقررت بالخروج من البلد والذهاب بهذه التكنولوجيا إلى المملكة المتحدة حيث كنت أدرس للحصول على شهادة الدكتوراة تحت إشراف البروفيسور كريستوفر .ر. لوي بجامعة كامبريدج”.
لم يفهم البروفيسور لوي مشكلتها ولكنه عرض أن يقدم بينولوبي إلى رجل أعمال أردني صاحب شركة أدوية دولية بقيمة مليار دولار وهو الدكتور سميح دروزة مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أدوية الحكمة.
وتقول بينولوبي بثقة وقوة معتادة “قد قابلت دكتور دروزة عندما عدت إلى الأردن واستطعت إقناعه بالاستثمار في شركتي، وهذا غير كل شيء بالنسبة للشركة وبالنسبة لي.”
وبوجود مستمثر أساسي واحد معنا، ومع 18 عضو بفريق العمل في الأردن والبرازيل والمملكة المتحدة بالإضافة إلى المكون الرئيسي القادم من مزارع مصنع إنتاج الحليب ” كاميليشيس” بدبي- الإمارات العربية المتحدة، تقوم شركة Skinue بتصنيع المنتجات في مصنع بفرنسا وتقوم بتوزيعها في الولايات المتحدة الأمريكية ( من خلال موقع أمازون Amazon.com) والبرازيل وأستراليا ومجلس التعاون الخليجي وأوروبا.
ووفقًا للمؤسِسة، فإن الولايات المتحدة هي أكثر الأسواق التي من الممكن أن تحتل مكانة بارزة بها. “فإنها سوق كبير ومتنوع، حيث يدرك العملاء التكنولوجيات الجديدة والمتقدمة في مجال الرعاية الصحية، فإنهم يميلون إلى تجربة الابتكارات الجديد والغريبة بشكل عام،” وذلك حسب قول العالمة التي تؤمن بإنها يمكنها بناء قاعدة عملاء قوية والتوسع من العالم الجديد.
وعلى الجانب الآخر، ترفض بينولوبي أن تدير ظهرها تمامًا عن الأردن، بالرغم من تكلفة البيع العالية.
وتوضح العالمة قائلة “في الأردن، تفوق تكلفة بيع منتجات Skinue حاليًا تكاليف الإنتاج، ويرجع هذا بصفة خاصة إلى تكاليف الضرائب والجمارك والعمال والضمان الاجتماعي.
بالإضافة إلى أن السوق الأردني صغير جدًا. ولكننا ندرس الآن وضع الأردن في خريطة أعمالنا في المستقبل.”
وقد حققت العالمة ربح بمبلغ وقدره 500.000 دولار في عام 2017 بفضل تركيبتها الناجحة لمنتجات Skinue و Monojo، وإن هذه الأرقام الظاهرة وبعد أن أصبحت منتجاتها أفضل منتجات البشرة في هوليوود وبعد أن أصبحت مدعوة للمناسبات المتعلقة بجوائز الأوسكار هي نتيجة لـ13 عامًا من العمل الجاد والدؤوب بعد أن رفضت بينولوبي أن تستسلم للظروف.
وبعد أن وصلت لمرحلة كسب الأرباح، تسعى العالمة ورائدة الأعمال إلى توسيع أسواق بيع منتجات الشركة لتشمل أمريكا اللاتينية.
و اختتمت بينولوبي حديثها قائلة “لقد بدأنا في عملية تسجيل منتجات الشركة هناك، وعلاوة على ذلك، سنقوم بمتابعة القيام بحملات التسويق ووضع العلامة الجارية. أما بالنسبة للأسواق التي نعمل بها بالفعل، فنخطط لزيادة الجهود المبذولة في التسويق بهدف تنمية عائداتنا وأرباحنا بشكل أكبر”.