يصف الناشط جلال عبيدو، الموظف في قسم التخطيط بمديرية زراعة الخليل الأثر الذي تركته “المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية “مفتاح” في تجربته كقيادي وناشط مجتمعي بأنها محطة مهمة أثرت خبرته في مجال التثقيف والتوعية بحقوق المواطنة والحقوق الصحية والانجابية والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وزادت إلى معرفته مهارات كثيرة لم تكن حاضرة لديه، رغم عمله في الحقل الاجتماعي منذ سنوات طويلة.
كان عبيدو، واحدا من مجموعة من القياديين المجتمعيين الذين انخرطوا في عدة دورات تدريبية نظمتها “مفتاح” لنشطاء من كلا الجنسين ضمن مشروع “دعم حماية المرأة” الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكانUNFPA.
عن مشاركته في الدورة التدريبية الأخيرة والتي نظمتها “مفتاح” مؤخرا حول الحقوق الصحية والانجابية والعنف المبني على النوع الاجتماعي، قال عبيدو:” لقد أكسبتني هذه المشاركة مهارة وثقافة وأغنت معلوماتي في القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحقوق الصحية والانجابية والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة العنف والتمييز ضد المراة. وساهمت في صقل تجربتي وشخصيتي كواحد من القيادات المجتمعية، كما عززت القناعة لديّ بأهمية الإلمام بالصحة الإنجابية بما يهم المجتمع ويحميه “.
يضيف: “كوني أشارك في العديد من اللقاءات أحاول التحدث في هذا الموضوع دائما، علما بأن من أصادفهم من المواطنين ليس لديهم مفهوما شاملا حول الصحة الإنجابية، بل أن هناك عنفا ممارسا على هذا الصعيد. فمثلاً الولادات في فترات قصيرة دون الأخذ بعين الاعتبار لأهمية التباعد الزمني بين فترة وأخرى ينعكس على صحة المرأة بشكل سلبي. وهنا لا بد من تنظيم عملية الإنجاب على نحو يحمي المرأة ويحافظ على صحتها البدنية والنفسية في آن، وهذا ما ترسخ لدي من خلال التدريب الأخير الذي نفذتها “مفتاح”، وبات محتما علي بحكم دوري المجتمعي توضيحه لكثير ممن التقيهم، خاصة ما تعلق بالتزويج المبكر وآثاره السلبية على المجتمع”.
التجربة التي اكتسبها عبيدو، من هذه التدريبات وغنى معرفته بموضوعاتها دفعته إلى التطوع لدى كثير من المؤسسات، كما كشفت تلك التدريبات عن اهتمام المشاركين والمشاركات فيها، ليتبين لهم ضعف معلوماتهم في موضوعات الصحة الإنجابية والعنف المبني على النوع الاجتماعي واثاره المدمرة، ورسخت القناعة لديهم بالحاجة إلى مزيد من التدريب والتوعية، حتى يمكنهم المساهمة في نشر الوعي بخصوصها، وأن يتم تركيز التدريبات لتستهدف فئات الشباب والفئات العمرية الصغيرة، إضافة إلى استهداف الأمهات والنساء في بيوتهن. فهو يرى ضرورة أن ينتبه العاملون في الحقل المجتمعي إلى أهمية العمل على سدّ الفجوة بين جيل الآباء والأبناء. وهو الآن يحرص في جميع التدريبات التي يقوم بها مستهدفا فئات الشباب على التركيز على مشكلاتهم على هذا الصعيد وكيفية مواجهتها وإعطاء الجزء الأكبر منها إلى ما يشغلهم من قضايا، للحد من تأثيرات ما يتعرضون له في هذه الأيام، خاصة مع انتشار بعض الألعاب مثل البوبجي وغيرها”.
يؤكد عبيدو، على دور “مفتاح” في توسيع دائرة الاهتمام بالشباب والنساء ودعم حقوق المرأة، مؤكدا أن كل مجموعة تستهدف بهذه التدريبات تترك أثرا مهما في حياة الفئات المستهدفة، وهم بدورهم يؤثرون بغيرهم، كما يؤثر هؤلاء بآخرين، وهكذا دوليك. يقول:” أتمنى على “مفتاح” أن تستمر في تدريباتها تلك، وأن تقدم المزيد منها وتحافظ على ديمومتها، وعلى إشراك جميع فئات المجتمع فيها، بحيث لا تقتصر على فئة دون غيرها. حيث ثبت أن مثل هذه الدورات تترك تأثيرات إيجابية في كل ما يتعلق بالحقوق، وتغيير بعض المفاهيم، وهو هدف نسعى إليه جميعا”.