وأنت تهم بدخول مركز ديمة للعقم وأطفال الأنابيب والأمراض النسائية في مدينة نابلس لا تملك إلا أن تردد مقطع الأغنية الشهيرة: (ربي ما تحرم بيت من الأطفال)، لأن رائحة الرغبة في أولاد (يملو البيت حب وجمال)، تفوح من كل أركان المركز من بين عيون المنتظرين في أمل، فلا مكان لليأس هنا كما قالت مديرة المركز الدكتورة أماني مرمش استشارية و طبيبة النسائية و التوليد.
ولفتت الدكتورة مرمش إن كلفة خدمات المركز منخفضة اذا ما قورنت بغيرها من المراكز وتم طرحها على شكل باقات تشمل عملية أطفال الأنابيب وعملية الحقن المجهري والتلقيح المجهري للبويضات المجمدة والتلقيح الاصطناعي وتحفيز التبويض، إضافة إلى حزم التسجيل للزيارة الأولى والتي تشمل “الاستشارة الطبية”.
تحديد جنس الجنين
وأوضحت مرمش لـ أنتِ لها أن المركز تلقى خلال السنوات الماضية عشرات الطلبات للمساعدة في تحديد جنس الجنين، حيث بلغت نسبة النجاح 99.9%، وهذا خاضع في الأول والآخر إلى إرادة الله سبحانه تعالى، وعملية التحديد نفسها لها العديد من الشروط والضوابط التي يتم وفقها قبول مثل هذه الطلبات والتي تراعي الحاجة الفعلية للوالدين ووضع الأسرة وعدد وتوزيع الأبناء فيها.
وأشارت مرمش الى أن تقنية تحديد جنس الجنين، ترتكز أساساً على الوقاية من بعض الأمراض الوراثية، فربما تظهر أمراض في أحد الجنسين دون الآخر، فعندها يلجأ الأهل إلى تحديد جنس الجنين تجنباً لإنجاب طفل مريض.
تقنيات
وأوضحت أن مركز ديمة للعقم وأطفال الأنابيب والأمراض النسائية يستخدم تقنيات حديثة ومتطورة لتشخيص وعلاج العقم، تتضمن فحص الكروموسومات قبل الزرع في رحم الأم، وحدوث الحمل بهدف تحديد التكوين الجيني، وفصل الأجنة التي تحمل مورثات الأمراض الوراثية أو تحمل خللاً في التركيب الجيني والذي يؤدي إلى عدم حصول الحمل أو الإجهاض المتكرر أو الحمل بجنين غير طبيعي.
وكشفت مرمش عن نية مركز ديمة للعقم وأطفال الأنابيب والأمراض النسائية شراء تقنية جديدة في قادم الأيام من الخارج لأول مرة في فلسطين وذلك في سبيل النهوض بالجانب التقني والتكنولوجي للمركز.
وردا على سؤال يتعلق بالفحص الوراثي شددت مرمش على أن المركز يستخدم تقنيات الفحص الوراثي المبكر بهدف زيادة فرص الحمل للأزواج الذين يعانون من عدم القدرة على الإنجاب أو الإجهاض المتكرر، ويعد من أوائل المراكز على مستوى فلسطين والمنطقة في إدخال التقنيات الحديثة في هذا المجال للكشف عن التركيب الوراثي للأجنة الأولية قبل زرعها في رحم الأم وحدوث الحمل.
“لقد حققنا معدلات حمل ممتازة تماشياً مع أفضل المعايير الدولية”. أضافت د.مرمش.
وحقق المركز تقدماً لافتاً ومميزاً منذ انطلاقه ، حيث نجح في رفع معدلات عمليات الإخصاب إلى 60% وهي نسبة تفوق النسب العالمية بحسب شهادة احد المستشفيات البريطانية وقا لما اكدته الدكتور أماني مرمش.
كما زادت نسبة نجاح عمليات الإخصاب للسيدات اللاتي تقل أعمارهن عن 40، وارتفع معدل نجاح عمليات الإخصاب عن طريق التلقيح المجهري إلى 51٪وأطفال الأنابيب إلى 60٪.
متابعة
ويقوم المركز بتقديم سلة من الخدمات الصحية الرئيسية المتعلقة بالأمراض النسائية كالكشف عن سرطان عنق الرحم وعلاج تكيس المبايض وعلاج الالتهابات التناسلية، إضافة إلى خدمات التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن الألياف والتكيسات قبل البدء بعلاج الإخصاب، ومتابعة عدد الحويصلات وحجم الرحم بعد بدء العلاج، ومتابعة نمو الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
سعادة
وتحرص الدكتورة أماني مرمش والفريق الطبي العامل في المركز على إسعاد المرضى ورفع مستوى الأمل والرضا من خلال إدخال تقنية جديدة ومطورة ضمن خدمات العلاج وذلك لرفع نسبة نجاح الحمل وخفض مخاطر حدوث إجهاض مبكر لحالات يتكرر لديهم الإجهاض من خلال استخدام تقنية ثورية متقدمة في هذا المجال.
وأكدت مرمش أن اخذت قرارا ببناء مركز في مجال العقم رغبة في مساعدة الناس، وترك بصمة في حياة الفلسطينيين، وإدخال السعادة في قلوب المرضى وإعطائهم أملاً بأن هناك حلولاً من الممكن أن تحقق لهم حلم العائلة، وهذا جزء من رد الجميل لوطني، خاصة أن تواجد المرأة الفلسطينية في هذا التخصص محدود جداً.
“دوري لا يقتصر على الجانب الطبي كطبيبة متخصصة في العقم، بل اقترب من مرضاي انسانيا عبر تقديم الدعم النفسي والتخفيف على كاهل الكثيرين ماديا ومنحهم طاقة إيجابية”. أكدت د.مرمش.
الضغوط النفسية أحد أسباب تأخر الإنجاب
وحول أسباب تأخر الإنجاب بالنسبة للرجال وللنساء، قالت د. أماني مرمش أن الطموح وتأخر الزواج والاكتفاء والعمل المستمر، ونمط الحياة والضغوط النفسية ، ومن أكثر المشكلات شيوعاً لتأخر الحمل بالنسبة للنساء هي تكيس المبايض، وقلة الخصوبة، ويعود جزء كبير منها لأسباب وراثية، والجزء الآخر يعود إلى نظام الحياة الحديثة كنوعية التغذية التي تؤثر في طريقة توزيع الدهن بالجسم، أما بالنسبة إلى الرجال فأبرز المشكلات لديهم تعود إلى الاضطرابات النفسية، وتناول المنشطات الرياضية، وأخذ الأدوية من دون استشارة الطبيب.
العمر الأقصى لعمليات الإخصاب يصل إلى ٤٥ سنة
وتفصيلا لما سبق أكدت د.أماني مرمش أن العمر الأقصى لعمليات الإخصاب في بعض المراكز تصل إلى ٤٥سنة وبعضها الآخر يصل إلى ٤٧ سنة، ونسبة الحمل بمركز ديمة للعقم وأطفال الأنابيب والأمراض النسائية نتيجة عمليات الإخصاب وصلت إلى 60% للسيدات تحت سن الأربعين سنة، و45% للسيدات فوق سن الأربعين وهي تتماشي مع النسب العالمية في هذا المجال، خاصة أن المركز يقدم الفحوصات اللازمة للكشف عن الامراض الوراثية وخلل الجينات والكشف عن مرض الثلاسيميا، حيث أن مختبرات المركز المتطورة تعمل على الكشف عن الاضطرابات الوراثية وعلاج المرضى الذين يعانون حالات الإجهاض المتكرر، ونستخدم تقنية الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية للأجنة ما حد بشكل كبير من الأمراض الوراثية وساهمت بإنجاب أطفال أصحاء.