شروط خيالية لانقاذ حياة طفلة..45 دقيقة من المفاوضات
تقرير وكالة وطن
ليست الحالة الاولى ولن تكون الاخيرة بأن يموت مواطن على ابواب المستشفيات الخاصة، لضيق الحال وتعسر امكانية توفر كلفة العلاج الباهظة جدا، الطفلة ليان طقطق من سلفيت كان ضحية مفاوضات صعبة وقاسية مع المستشفى الاستشاري في رام الله.
توفيت الليلة الماضية الطفلة ليان والتي كانت تبلغ من العمر 6 اعوام، بعد مفاوضات عسيرة مع المستشفى الاستشاري استمر لمايقارب الساعة، بحسب عائلتها.
تواصلت وطن مع خال الطفلة خالد معالي، والذي اطلعنا على الشروط الخيالية للمستشفى الاستشاري مقابل تقديم خدمة العلاج للطفلة ليان.
وقال: بعد تعرض ليان لحادث السير في المدينة، حيث كانت برفقة شقيقتيها، بسرعة تم ادخالها لمستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، حيث اخبرنا المستشفى ان حالة ليان صعبة فقد تعرضت لنزيف في الرأس ونجم عن الحادث ايضا ثقب في الرئة وهو مايستدعي تحويلها الى المستشفى الاستشاري حيث التجهيزات والامكانات الاعلى والافضل من مستشفى حكومي كمشفى سلفيت.
وبعد ان اخبر المشفى والدي ليان بذلك اتصل الاب على ” الاستشاري” الذي تفاوض معهم خلال 45 دقيقة وطلبو شروطًا غير معقولة ولكن تمت الاستجابه لها امام لحظة الموت، فعند الموت يرخص مال الانسان، وان تطلب الامر من العائلة لباعت نفسها مقابل انقاذ حياة ابنتهم، فاشترطو للموافقة على الاستقبال دفع مبلغ 45000شيكل نقدا وشيك مفتوح والا لن يستقبلها المشفى، وهو ماوافقت عليه العائلة.
وتوفيت الطفلة بعد انتهاء المفاوضات في مستشفى سلفيت قبل نقلها الى الاستشاري.
واضاف معالي، أن حالة الوفاة هذه تثير أمرين وهما السرعات الزائدة في الشوارع الداخلية والخارجية والتي تهدد الصغير والكبير ونناشد بشكل متكرر التأني من قبل السائقين، والامر الاخر هو ان المستشفيات تتحكم بأرواح الناس وأموالهم وكأنها تجارة، فلا يصح أن تكون صحة الانسان تجارة.
واكد أن كل دقيقة يمكن ان تفرق في حياة الانسان، المفاوضات طالت مع المستشفى الاستشاري ، و45 الف شيقل امام اب عاطل عن العمل او مزارع بسيط ومعملة مدرسة من اين سيوفرون هذا المبلغ، وهنا يمكن ان نقول بأن سبب الوفاة هو هذه المفاوضات.
ودعا معالي بأن لاتكون صحة الانسان والقيم النبيلة مادة تجارية.
وكانت وطن قد حذرت من توقف تعامل بعض المستشفيات الخاصة ببطاقات التأمين وهو ماهدد حياة المرضى المؤمّنين، مطالبا اياهم بالدفع المسبق قبل تلقي الخدمة العلاجية، واعدت مادة بعنوان “الموت على ابواب المستشفيات” للاطلاع عليها اضغط هنا.
لم نقف هنا فزرنا بعض المستشفيات الحكومية واطلعنا على اوضاع المرضى وكيفية تقديمها للخدمات العلاجية لتكون هنا المفارقة، فلن يسمع المريض جملة: “حاسب ثم تعالج”، فهذه الجملة الاولى التي ستسمعها إذا قررت التوجيه للعلاج في بعض المستشفيات الخاصة، لأن سلامتك ثانياً في حساباتهم وأموالك أولاً.
هل سنصل الى مرحلة نبكي فيها على رفض علاجنا ثم على موتنا كما بكينا على الطفل الفلسطيني الرضيع الذي رفضت مستشفيات لبنان استقباله لعدم توفر تكاليف العلاج مع عائلته، فمات على أبواب المشافي !.