قالت الأخصائية النفسية ومديرة “سايكولوجي سبا” جمانة كبلنيان أن حرصها على رفع الوعي بعلم النفس، ومحاربة الوصمة الاجتماعية وتحقيق نوع من التحول الاجتماعي فيما يتعلق بالصحة النفسية في فلسطين هي بمثابة إضلاع لمثلث مؤسسة “سايكولوجي سبا ” التي أطلقتها مؤخرا.
وردا على سؤال يتعلق بتعريفها “سايكولوجي سبا” تؤكد كبلنيان أنها للتوعية والتثقيف النفسي في فلسطين”سيتم اثارة ومناقشة أهمية علم النفس والصحة النفسية في مكان خال من الوصمة” أضافت كبلنيان.
و تسعى كبلنيان لتصبح “سايكولوجي سبا “ واحة لمعرفة المزيد عن علم النفس في وضع مريح جدا. مشددة في الوقت ذاته على أن المشاركين سيكون لهم دور نشط وفعال في عملية التعلم ( أنشطة، عرض أفلام).
واضافت “ان الاشخاص في هذا المكان المختلف والمميز سوف يشعرون بالفخر لتواجدهم فيه و ليس الخوف منه او الخجل من الدخول اليه”
و في سايكولوجي سبا سوف يتم تزويد الاشخاص بالمعرفة والمهارات الحياتية لاتخاذ القرارات، والتعامل مع الإجهاد، والعيش بشكل فعال، وتحسين نوعية الحياة. و سيتم التعامل وتقديم الخدمة للفئات العمرية المختلفة حسب الحاجة والخلفية التعليمية والثقافية وغيرها من خصائص المجموعة، وايضا التركيز على الشباب والنساء والمناطق المهمشة في مجتمعنا.
وتحاول كبلنيان اسنغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز أهدافها وتحقيق رؤيتها. وتابعت في هذا الصدد: “سيتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعية لتسليط الضوء على أنشطة سايكولوجي سبا ونشر مقاطع الفيديو القصيرة الأخرى لتقديم نصائح وارشادات مفيدة للحياة بطريقة ابداعية بسيطة. وذلك أيضا لكسر حاجز الوصمة الموجود بين الناس والصحة النفسية.”
ماذا عن حاصل الانجازات من انطلاق المؤسسة؟
• بدأ عقد حلقات النقاش مع مجموعات مختلفة من شهر نيسان 2017.
• 17 مجموعة مختلفة من شباب، و النساء، ومجموعات مختلطة من نساء ورجال.
• المجموعات كانت مختلفة ومتنوعة من حيث الخلفية العلمية، الثقافية. وتم عقد هذه المجموعات في مدن وقرى ومخيمات مختلفة في فلسطين ( بيت لحم، اريحا، الخليل).
• شارك أكثر من 500 شخص في حلقات النقاش خلال فترة 10 أشهر فقط.
• عمل 12 فيديو قصير وتم عرضها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تناقش مواضيع مختلفة منها ( الحفاظ على القوة العقلية، مفاتيح السعادة، سر قبول التغيير، التعامل مع الفشل، الحزن بعد الفقدان، تفريغ المشاعر، الثقة بالنفس، الصحة العقلية، اكتئاب ما بعد الولادة، والية التنفس). تم عرض ومشاهدة هذه الفيديوهات من قبل 220 الف شخص.
• لغاية الان 23 الف متابع ومعجب بأنشطتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.
• لفت انتباه الاعلام محليا، حيث تم اجراء 10 مقابلات اذاعية وتلفزيونية لتسليط الضور على أنشطة سايكولوجي سبا والحديث عن مواضيع مختلفه في الصحة النفسية.
– كيف تقيّمين الاهتمام بجانب الصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني خاصة للمرأة؟
بالرغم من أهمية الاحتياجات النفسية، كثير من الدول النامية، بما فيها فلسطين تنظر لأعراض المشاكل النفسية على انها خطر . وحسب دراسة 2004، الضيق النفسي عادة يظهر في شكل اضطرابات جسدية مثل الصداع، الم المعدة، الم الظهر الخ. العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية لا يتم الابلاغ عنها, حيث أنه كتير من الحالات يتم تسجيلها كمشاكل جسدية.
كما نعلم، تعرض الشعب الفلسطيني لسلسلة من الأحداث الصادمة، مثل الاعتقال، القتل، التعذيب، الاذلال، اختراق لحقوق الانسان الخ، ونتج عن ذلك شريحة كبيرة من الناس تعاني من اضطرابات وصدمات نفسية وعاطفية.
و حسب دراسة في 2004، المشاكل/الاضطرابات النفسية هي من أكثر مشاكل الصحة والأقل اعترافا بها في فلسطين, و بالرغم من ذلك، فإن البحث عن الارشاد النفسي وطلبه ما زال من الصعب تقبله نتيجة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالصحة النفسية بالمجتمع. يركز مقدمو خدمات الصحة النفسية في فلسطين على تقديم المشورة والعلاج.
وغالبا فإن المؤسسات المحلية هي التي تصل للناس لتقديم المساعدة لهم، ويسعى اغلب الاشخاص للحصول على المساعدة عندما يصلون إلى مراحل متقدمة من الاضطراب.
تقتصر معرفة علم النفس على الأخصائيين الاجتماعيين أو علماء النفس ومن هنا جاءت الحاجة لوجود سايكولوجي سبا كمكان خال من الوصمة يتم فيه نشر الوعي والتثقيف النفسي ليصل الناس الى مرحلة يؤمنون بها بأهمية الاستشارة والعلاج النفسي كونها لا تقل أهمية عن العلاج الجسدي.
ماذا بالنسبة للفتاة الفلسطينة ..؟
الاهتمام في مجال الصحة النفسية لكافة شرائح المجتمع ما زال دون المستوى المطلوب، وذلك كما ذكرت نظرا لوجود الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالاحتياجات النفسية.
بالتأكيد النساء هن من الفئات التي نركز العمل معها و خاصة في المناطق المهمشة في مجتمعنا نظرا لافتقارهم للفرص اللازمة لاكتساب المهارات والمعلومات التي تساعدهم على تحسين نوعية حياتهم.
ونشجع الفتيات الفلسطينيات على التميز والابداع وريادة مشاريعهم الخاصة، وان يشقوا طريقهم بالرغم من التحديات والصعوبات وعدم السماح للاحباط و اليأس ان يسيطر على أفكارهم، وان يتأكدوا دائما أن الفشل والشعور بالاحباط هو مجرد مرحلة من مراحل الطريق الى النجاح.
“أهم شي وانت في طريقك لتحقيق حلمهك ما تتشتتي بالمعيقات والنقد السلبي اللي ممكن يرجعك للوراء، وانه يجب عليك ان تنظري على حلمك وتتذكري دايما قديش الحلم مهم!”