سيباشر “تكوين” أول مركز فلسطيني مختص بالعناية الدماغية والنفسية للأطفال أعماله قبل نهاية شهر شباط الجاري، حيث سيستقبل المركز والذي يقع في مدينة رام الله رواده من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ليقدم لهم ولأسرهم خدمات متخصصة ونوعية، بأسلوب ممنهج ومتكامل يشمل التشخيص والعلاج الطبي والسلوكي والتأهيل بمختلف أنواعه، بالإضافة إلى وضع خطة العلاج ومتابعة تنفيذها وقياس تقدم الأطفال.
تأسس المركز على يد أخصائية طب أعصاب الأطفال د. رند عسقلان، والتي تشغل حالياً منصب مديرته التنفيذية، والحاصلة على شهادة دكتوراة في علم الأعصاب من جامعة كامبريدج البريطانية والباحثة في جامعة تورونتو – كندا. وعن سبب تأسيس المركز تقول عسقلان: “بالرغم من وجودي في بلاد الاغتراب لسنوات طويلة، إلا أنني لم أنقطع عن فلسطيننا الحبيبة، فكنت آتي إلى فلسطين مرة أو مرتين كل عام لأعمل تطوعاً في مجال تخصصي. وخلال هذه الزيارات المتكررة، لمست مدى الضعف والحاجة إلى المزيد من التخصصية في الخدمات المتوفرة التي تقدم لمرضاي الصغار في فلسطين، بالمقارنة بالخدمات المتوفرة لمرضاى في كندا، وكان ذلك يزعجني جداً، فقررت العمل على تأسيس مركز تكوين في فلسطين “.
يعتبر مركز تكوين مختصاً لعدة أسباب أهمها فريقه المؤهل ليغطي جميع احتياجات الأطفال وعائلاتهم، بالإضافة إلى مبناه الذي يحتضن مختلف الحالات. وتضيف عسقلان متحدثتاً عن رؤية المكان ورسالته المجتمعية: “نسعى لأن يكون مركز تكوين مكاناً محبباً على قلوب الأطفال ليشعروا بالراحة والسعادة أثناء تواجدهم فيه، وليكون حيزاً آمناً لكل أفراد العائلة. شومن المهم الإشارة إلى أن هدف مركز تكوين لا ينحصر فقط بتمكين أطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة للانخراط في المجتمع، بل أيضاً بكيفية جعل مجتمعنا جزءاً من العالم نفسه الذي يراه أطفالنا – فهم لهم عالمهم الخاص، وعلينا نحن المسؤولية الأكبر أن نسعى لنكون جزءاً منه”.
وبالإضافة إلى د. رند عسقلان فإن مركز تكوين يجمع فريقاً من الخبراء المتخصصين الذين تم تدريبهم محلياً ودولياً. ففريق المركز يتألف من أخصائيين في طب أعصاب الأطفال، وعلم النفس السريري، وتحليل السلوك التطبيقي وتطور الطفل، والبصريات والتأهيل البصري، وطبيب أطفال. كما يضم الطاقم أخصائي تعليم خاص، وعلاج وظيفي، وعلاج النطق والسمع، والعلاج الطبيعي، علاوة على مجموعة من الأخصائيين النفسيين وأخصائي الخدمة الاجتماعية، وأخصائي العلاج بالموسيقى والفن.
أما مبنى مركز تكوين فقد صمم ليخلق بيئة مبهجة ومحفزة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي ذات السياق تقول عسقلان: “صمم المبنى ليأخذ بعين الاعتبار أدق التفاصيل، ابتداء من التوزيع الداخلي لأقسام المركز، والألوان والأثاث والألعاب المنتقاة للأطفال. تكوين واحة أمل لمهنيين شغوفين بعملهم، ولعائلات متفانية في رعاية أطفالهم، ولمجتمع ملتزم بالمساعدة على منح كل طفل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة حياة ومستقبلاً أفضل”. وبخبرتها العلمية والعملية التي تزيد عن عشرين عاماً في هذا المجال تؤكد المديرة التنفيذية للمركز: “إن المؤثرات الخارجية المحيطة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبأدق تفاصيلها تؤثر على مشاعرهم اتجاه المكان والأشخاص فهم بحاجة بشكل دائم لحاضنة تخلق بيئة مريحة لهم وتؤثر بهم بشكل إيجابي ليشعروا بالأمان والراحة، فيزيد تفاعلهم وتجاوبهم مع المعالجين وبرنامج العلاج”.
مبنى المركز الذي يقع في حي المصايف بمدينة رام الله يضم سبعة عيادات تخصصية، منها عيادة أعصاب الأطفال، بالإضافة إلى عيادة قسم الصحة النفسية وعيادة الشلل الدماغي وعيادة البصريات. ويحتوي أيضاً على قسم خاص بإعادة التأهيل، يشمل العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق، والعلاج المائي، والعلاج بالفن والموسيقى، وروضة علاجية متخصصة لضمان حصول الأطفال على الرعاية اللازمة التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والانسجام مع محيطهم.
ويفتح المركز أبوابه يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، ما عدا الخميس والجمعة.
المصدر : وطن