أسباب جديدة لحصول الطلاق بين الأزواج ظهرت في فلسطين وتزايدت مؤخرا تتعلق بعالم التكنولوجيا وبالاخص اتساع استعمال موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
فيسبوك تحول إلى مصدر إزعاج للعديد من الأزواج، وفجر مشاكل وصلت بعضها إلى المحاكم، وانتهى كثير منها بالطلاق وفق ما يؤكده مختصون وإحصاءات وشهادات العاملين في المحاكم الشرعية.
البيانات الصادرة عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني لعام 2017 تفيد بان عدد عقود الزواج المسجلة بلغت في ذلك العام 47218 منها 29977 في الضفة و18241 في القطاع.
بينما سجلت المحاكم 8568 حالات طلاق في نفس الفترة منها 5326 في الضفة و3242 في القطاع اغلبها كانت قبل الدخول.
وبالنسبة للعام 2018 فقد اشار ديوان قاضي القضاة لـ”رايـة”، الى ان العمل ما زال جاري عليها وبحسب الارقام الاولية فان النسبة قريبة جدا من العام الذي قبله كما ان عدد حالات الطلاق سجلت انخفاضا طفيفا عما كانت عليه في عام 2017.
15 ملف طلاق يوميا
القاضي عبد الله حرب رئيس هيئة التفتيش القضائي في ديوان قاضي القضاة، بين لـ”رايـة” ان المحاكم الشرعية في اربع محافظات رئيسية وهي: رام الله، والخليل، ونابلس، جنين ، تتلقى لوحدها يوميا من 10 الى 15 ملف طلاق، لافتا الى ان محافظة رام الله والبيرة سجلت اعلى نسبة بين المحافظات في حالات الطلاق.
فيسبوك من ابرز الاسباب
القاضي حرب اكد ان سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تحديدا فيسبوك كان من ابرز الاسباب الرئيسية في الانفصال بين الزوجين او الخاطبين، بالاضافة الى الوضع الاقتصادي للاسرة والتدخل الخاطئ من قبل الاهل، وتكاليف الزفاف الباهظة التي تفرض على الشاب وتحول دون قدرته على تلبيتها ما يؤدي الى الانفصال.
واوضح حرب ان تطور التكنولوجيا خاصة من خلال تعدد مواقع التواصل الاجتماعي شكلت ابرز الاسباب لحدوث الطلاق في فلسطين لسهولة انتهاك خصوصية الاخرين من خلالها والاستخدام الخاطئ لها، مشيرا الى ان المحاكم تعاملت مع اعداد كبيرة من حالات الانفصال كان سببها اكتشاف علاقات لاحد الزوجين تشكلت عبر هذه المواقع وتطورت لتشكل صعوبة في استمرار الزواج بينهما.
وبين رئيس هيئة التفتيش القضائي بان عدد حالات الطلاق الناتجة جراء مواقع التواصل الاجتماعي في ازدياد ملحوظ، داعيا الى استخدام الانترنت ومواقع التواصل ضمن الحدود والمعايير التي يحددها الشرع.
من جانبها اشارت سحر القواسمي مديرة مؤسسة ادوار للتغيير الاجتماعي الى ان معظم حالات الطلاق تقع في فترة الخطوبة، لافتة الى ان السبب الرئيس لذلك يعود الى عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وشخصية عدة.
ورأت ان التعارف السريع بين الطرفين وما يتبعه من خطوبة وكتب كتاب في فترة قصيرة اضافة الى تقليد الاخر في اعراف وحفلات الزفاف وما يرافقها من تكاليف باهظة تطلب من الزوج تعتبر ايضا من ضمن الاسباب الرئيسية للانفصال.
قصص صادمة
وتروي القواسمي قصص صادمة لحالات طلاق وقعت لاسباب صادمة احدها كانت بين خطيبين انفصلا بعد ان قام الشاب بنشر صورة تجمعه مع خطيبته عبر”الفيسبوك” عقب كتب الكتاب الامر الذي اثار غضب اهل خطيبته وعلى اثرها تطورت الامور بينهما الى ان وصلت الى الطلاق.
وفي قصة اخرى اشارت القواسمي الى ان خطيبين انفصلا عن بعضهما بعد ان قامت الفتاة بالتعليق على منشور عبر “الفيسبوك” مدحت فيه احدى العائلات التي اتضح فيما بعد انها مع خلاف من عائلة خطيبها وعلى اثرها حدث الانفصال.
ضمن المعدل
ورغم الاحصائيات السابقة لحالات الطلاق في فلسطين اعتبر القاضي عبد الله حرب انها ضمن المعدل الطبيعي وهي تتفاوت من عام لاخر.
واوضح انه بالنسبة لعدد السكان وعدد حالات الزواج التي تتم في نفس الفترة فان عدد حالات الطلاق في فلسطين هي ضمن المعدل ولا يمكن الحديث عنها بانها تشكل ظاهرة.