غيداء الكوبري
تحدت الصعاب وكل ما وقف في طريقها من أجل قضيتها و لتحقيق حلمها، المرأة الفلسطينية كعادتها تجتاز كل الصفوف للوصول إلى أفضلها وأولها، تتمسك بموهبة داخلها و تبرزها لتوصل رسالتها ورسالة شعبها لكل العالم.
وها هي هدى حبش سارت وما زالت تسير خطى من سبقها من الشاعرات، اخذت من القلم وسيلة بل سلاح تشبثت به لإيصال رسالتها وما يجول بخاطرها، صممت ان تصبح كاتبة منذ الطفولة، جعلت دفترها رفيقها الى اليوم ولم تتخلى عنه ابداُ، فتاة لاجئة تسكن في مخيم بلاطة مستمرة في تحقيق حلمها تركت المدرسة مبكراً لأسباب ما، إلا أن هذا الأمر لم يعرقل هدفها و طموحها بل استمرت في القراءة و الكتابه و إنتاج الكثير من الخواطر و الأشعار.
قالت هدى لأنت لها ” عشت كغيري من الفلسطينيات ظروفاً صعبة وخاصة كوني لاجئة في احد المخيمات، هذا الأمر ابداً لم ييأسني، بل كان يدفع الطاقة إلى يدي لتستمر بالكتابة”.
عائلتها أمها والدها جميعهم كانوا سندا لها و كانوا دائما يدعمونها، بالإضافة الى صديقتها و ابنة خالتها نور حبش من اول الداعمين و المشجعين لها، ” عند كتابتي لأي شيء او عن اي موضوع كنت أرسل إلى ابنة خالتي كانت دائماُ تشجعني على الإستمرار في الكتابة، تحفزني و كنت أعتبرها مصدر التفاؤل لدي”.
وأضافت هدى ” لم آخذ جانب معين في المواضيع التي أتطرق لها في كتابتي، كتبتُ عن الأسرى عن الشهداء و والداتهم وكافة المواضيع الاجتماعية، وكتبتُ أيضاً عن الام و خصوصاً والدتي رحمها الله، ولكني في الفترة الأخيرة بقيت أغلب كتابتي عن أمي لأنني الى اليوم اعتبرها مصدر قوتي و الهامي، فشوقي لها و حزني على فراقها دفعني الى الإستمرار في الكتابه عنها وإستمرار إبداعي”.
“يوجد كثير من الأشخاص قاموا بدعمي هناك من حول كلماتي الى أنشودة وأخر من قام بنشر خواطري بتسجيل صوتي، جميع من حولي يرون موهبتي و مستمرون في دعمي”.
هدى حبش لديها الكثير من الكتابات وهنا بعض الاقتباسات من خواطرها و كتاباتها اخترناها لكم:
- “في شده الظلام فتحت باب غرفتها .. فهي لاتحسن الكلام … جلست جانبها .. وقلت اين مفتاح النور لأشعله ويزول الظلام …. لم تجب .. قمت ابحث عنه .. وجدته اشعلت النور .. وغادر الظلام المكان … رأيت في عينيها دموع وإحمرار يكاد يشتعل من الالام..”
- “تغزل له معطفا
تنتظرعودته بفارغ الصبر
مع كل غرزه تدعو له
قرب النافذه تجلس بجانب المدفئة
وقلبها يرتعش من برودة الخوف
تنخز اصبعها مرارا وتكرارا وهي لاتبالي فألم الفراق اصعب
تهمس في انفاسها كيف يكون اللقاء
متى ستدق ساعة الفرح..”
- “…شلت الهم يايما من عمر عشريني وصار ماضي حزين
اي والله حزين بموتك الى كان مايطرى على بالي
وكيف اقدر اخلي هاليوم يجي بخيالي
يما تتركيني بعد ماكنتي تقولين اني معك عطول واني اعز غالي
يما كبرت وعرفت انو القدر مكتوب
يشهد الله ماحد غيرك بقالي
قوميلي يايما بقلبي تشتعل نار
محتاج لحنانك يلا ضميني
قوميلي يايما عيوني جابتلك اخبار
تشكيلك عذابي وغربة سنيني
اريد بقربك اغفى وياكي خليني
قوميلي يايما قوميلي يايما والله تعبان
قوميلي يايما والله تعبان بس بشوفتك افرح وتبتسم عيني
بس انتي الوحيده بالكون بتراب الكفن يحبيبه تشريني
اشتقتلك يايما ياقمر غاب وترك النور فيني
بعشقك يايما من كتر بحضانك ضميتيني
كنا نحلم سوا بلمحة بصر وخطفين القدر
غبتي عني يايما وتركتيني
ضاع الفرح يما وضاعت ايامي
رحتي متل فراشة على جنة الله ورب العالمين
رحتي عند خير البشر واصدق الصديقين
بهنيكي يايما الله إختارك لتكوني من المكرمين”