في ظل ما نشهده في مجتمعاتنا من تكاثر لأمراض و حالات متعددة، أصبحنا بأمسّ الحاجة للتوعية بهدف الوقاية قبل أن نصل لمرحلة العلاج، ومن المعروف أن الديسك أصبح مرضًا شائعًا يصيب النساء والرجال على حد سواء، وقبل أن يصبح هذا المرض مزمناً وخطيراً، يجب أن نعي أسبابه و العادات السليمة التي يجب أن نكتسبها لحماية أنفسنا من الوقوع في مشاكل عديدة.
نظراً لأهمية هذا الموضوع أقامت الشبكة الوطنية للرعاية في جامعة mubs وجمعية “كونوا معنى” محاضرة طبية توعوية ضمن سلسلة محاضراتها في منطقة الشوف (جبل لبنان) تحت عنوان :”أمراض الديسك بين الوقاية والعلاج” حيث ساهم كل من الدكتور عمر الأعور (جراّح أعصاب) والدكتورة لورانس البعيني (علاج فيزيائي) في تقديم معلومات طبية أفادت الحاضرين.
استهلّت الدكتورة البعيني محاضرتها بتعريف عن حقيقة هذا المرض، وأوضحت أن العمود الفقري يتكوّن من 33 فقرة، وعرّفت الديسك على أنه مادة لزجة توجد فطريًّا بين فقرات العمود الفقري، وتحيط بها عدد من الأربطة التي تمنعها من الانزلاق، أمّا مرض الديسك فهو وجود مشكلة في الديسك، وليس وجود الديسك نفسه.
ولفتت إلى أن مكوّنات الأقراص الغضروفية تتكون من مادتين داخلية وخارجية: الأولى تتكون من مادة رخوة تسمّى النواة اللبيّة، والثانية من مادة ليفيّة صلبة القوام تسمّى الحلقة الليفيّة.
أنواع أمراض الديسك وأسبابه
أضافت الدكتورة البعيني أن الديسك ينقسم إلى نوعين: “الديسك الضاغط على العصب والديسك غير الضاغط، وأكدت أن أسباب هذا المرض قد تكون نتيجة سلوكيات خاطئة كالجلوس لساعات طويلة على المكتب، أو حمل أوزان ثقيلة، أو نتيجة هشاشة العظام، التقدّم بالعمر، أو السمنة المفرطة.
وتابعت حديثها لتوضيح طريقة التشخيص وطرق الوقاية والعلاج، فالتشخيص قد يتم من خلال الفحص السريري، الفحص العصبي، صور الأشعة، وصور الرنين المغناطيسي، أما الوقاية فتكون بالمحافظة على الوزن المثالي وممارسة التمارين الرياضية، واستخدام الطرق السليمة لرفع الأشياء، المحافظة على استقامة الظهر، والجلوس السليم.
أمّا العلاج فيكون بالمسكنّات، ثم الأدوية المخدّرة، مضادات الاختلاج، حقن الكورتيزون، العلاج الفيزيائي، وصولاً إلى الحل الجراحي.
العلاج الفيزيائي: وفي الختام أكدت على أهمية دور العلاج الفيزيائي الذي يتم من خلال الموجات الكهربائية لتحفيز العصب،و الموجات الفوق – صوتية للحد من الألم، وسرير الجر القطني، والتمارين، مشددةً على ضرورة عدم نقل التمارين من مريض إلى آخر، لأن الحركات تختلف باختلاف الحالة، وما ينفع مريض ما قد يؤدي إلى ضررٍ معين اذا قام به مريض آخر.
متى نجري عملية ديسك؟
وبعد ذلك كان للحل الجراحي حيّز في حديث الدكتور الأعور، وأفاد أولاً بتوضيح الفرق بين الديسك الضاغط على العصب، والديسك غير الضاغط، وبعض الحالات والعوارض التي قد تؤدي إلى أوجاع معينة عند مريض الديسك.
ثم انتقل ليتحدث عن الحالات التي تستوجب الانتقال لإجراء عملية الديسك، موضحاً أن كل حالة تختلف عن الأخرى وهناك عمليات سهلة ومعقّدة، ولكل عملية هدفها، فإذا وُجد في ظهر المريض ضغط على العصب، تهدف العملية إلى إزالته، وإذا وُجد خلل ما تهدف العملية إلى تثبيته، وإذا وُجد خلل بين الورك والظهر وأدى إلى إنحناء خاصة عند الكبار في السن، فهنا العملية تهدف إلى إعادة هذا التوازن.
وتابع د. الأعور موضحاً كيفية إجراء العمليات، والطريقة التي تجرى بها كل عملية، مع صور توضيحية مفصّلة، وأفاد أن هناك الكثير من الأدوية التي قد لا تفيد المريض بحسب حالته، ناصحاً بضرورة معرفة كل مريض لجميع الإجراءات التي سيقوم بها الطبيب، والاستفسار عن كل شيء قبل إجراء العملية.
وفيما يخص انواع العمليات عرض الدكتور عمر صوراً للطرق القديمة التي كانت تحتاج إلى شق كبير في الظهر في حين أن التطور ساهم في استخدام تقنيات حديثة ومتطوّرة، ساعدت في التخفيف من فتح شقوق كبيرة في الظهر، وبذلك يتمكّن المريض مغادرة المستشفى في اليوم الثاني من إجراء العملية، وبأوجاع أقل.
وختم اللقاء بفتح باب النقاش والأسئلة، حيث كان للحاضرين فرصة لتوجيه الأسئلة والاستفادة من خبرات ومعلومات طبية مهمة، على أمل أن نسعى دائمًا لمعرفة سبل الوقاية من أي مرض قبل الوقوع فيه.
المصدر: الميادين