وحسب حركة الرياح المتوقعة غداً الأحد فمن المتوقع أن تكون جنوبية شرقية قادمة من الأراضي السعودية ، وهو ما يعزز فرص انتقال أسراب الجراد نحو جنوب الأردن ومن ثم جنوب فلسطين غداً خصوصاً في وقت متأخر .
الرياح السطحية المتوقعة صباح الاثنين
وإذا ما علمنا أن سرعة أسراب الجراد تصل الى 19 كم/ساعة ، ما يعني أنه يستطيع قطع مسافة تقدر بحوالي 130 كم في اليوم ، وهو الأمر الذي يعني أن الجراد يحتاج الى ثلاثة أيام أو أكثر للوصول الى وسط فلسطين إذا بقيت الرياح جنوبية أو جنوبية شرقية ، وهو الأمر المستبعد تماماً بإذن الله.
المنخفض الجوي يقف حاجزاً منيعاً أمام اجتياح الجراد
وحسب توقعات موقع طقس فلسطين فإن منخفضاً جوياً بارداً و”ثقيلاً” سيقترب من فلسطين يوم الثلاثاء بحيث تبدأ الرياح بالتحول الى جنوبية غربية في البداية بدون أمطار تذكر في الوسط والجنوب ، لكن هذه الرياح الجنوبية الغربية القوية في ساعات الصباح ستؤدي الى “طرد” أسراب الجراد الجائعة نحو الشرق ، حيث قد تتأثر المناطق الشرقية والبوادي الأردنية والسورية بأسراب الجراد لاحقاً .
الرياح السطحية المتوقعة صبيحة الثلاثاء
ويتوقع أن تستمر الرياح الغربية والجنوبية الغربية الرطبة والقوية بالهبوب من البحر الأبيض المتوسط صوب فلسطين والأردن بالإضافة الى تساقط الأمطار ليلة الثلاثاء/الأربعاء على الشمال ثم تنتشر الى معظم المناطق يومي الأربعاء والخميس ، ما يؤدي الى انعدام فرص وصول أسراب الجراد الى المناطق الشمالية والوسطى من فلسطين والأردن ، في حين تبقى أقصى المناطق الجنوبية من فلسطين والأردن وأجزاء من المناطق الوسطى في الأردن في دائرة الخطر في ساعات متأخرة يوم الاثنين وصباح الثلاثاء وخصوصاً صحراء النقب .
ورغم أن وصول الجراد الى المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية ليس محتملاً بشكل كبير ، إلا أن ذلك لا يمنع الاستعداد والتأهب للحد من أي تأثير محتمل على القطاع الزراعي في البلاد خصوصاً في المحافظات الجنوبية بما فيها غزة.
يذكر، أن الجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، وتتغذى الحشرات على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم وبصفة عامة يصعب تقدير الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم العالية، حيث تعتمد الأضرار على المدة التي سيبقى بها الجراد في المنطقة الواحدة، وحجم الجراد، ومرحلة المحصول.
تفشي الجراد في فلسطين 1915
وكانت فلسطين وسوريا العثمانية قد تعرضت في عام 1915 لأكبر أزمة تفشٍ للجراد في تاريخها الحديث ، حيث أتت أسراب الجراد على الأخضر واليابس وأدت الى كارثة زراعية وغذائية في الفترة من آذار وحتى تشرين أول من العام ذاته أدت الى أزمة غلاء تاريخية في الأسعار، ففي 25 نيسان من عام 1915، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الزيادات في الأسعار بقولها: “الدقيق يُكلِّف 15 دولارًا، وكيس البطاطس أصبح بستة أضعاف سعره العادي. والسكر والنفط صعبا المنال والمال لم يعد يُتداوَل”.
يذكر أن آخر مرة شوهد فيها الجراد في فلسطين كان في العام 2013 ، حيث شوهد الجراد في مناطق واسعة من البلاد آنذاك.
نقلا عن طقس فلسطين – م.محمد جانم