قُتلت ولكنها لم تمت
كتب الناطق الاعلامي باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات
لم تكن تعلم رجاء (اسم مستعار ) ان صورتها التي ارسلتها لفارس احلامها في لحظة ضعف غرامية اعطته فيها الثقة والحب والحنية والصدق ،معتقده انه انسان موثوق ولطيف وحريص عليها ، وانه يبادلها الحب كما بادلته واخلصت له .
رجاء شابة لطيفة في مقتبل العمر سلمت صورها طواعية ودون اكراه او تردد لشاب احبته بصدق وتسامرت معه لساعات طويله تبادلا فيها الحب والغزل واستمعت منه للكلام المعسول عبر الفيس بوك والواتس اب لكنه مغموس بالمكر والغش والحقد والتخطيط للايقاع بضحيته الجديدة كغيرها من عشرات الضحايا …هي تحبه وهو يمكر لها ..هي تَصدُقه المشاعر وهو يكذبها ويتفنن في طرق اذلالها ..هي تفرح لسماع صوته ومشاهدة صوره وترسم وتخطط لتشق طريق حياتها مع زوج المستقبل وهو يتنغص ويتذمر ويتململ لطول الوقت قبل حصوله على اداته لابتزازها بهدف جمع المال منها او وصوله لجسدها ..
لحظات وتبادل للكلمات المعسولة في محادثة عبر الفيس بوك في صدفة جمعت رجاء ” في عالم افتراضي ” مع شاب عبر الفيس بوك ولم تراه ولم تلتقيه ولم تعرفه سابقا ولكن وَعدها باحلام اليقظة ووعدها بالزواج وببيت مستقل ومركبة جديدة ورغيد العيش في بيت الزوجية .. احبك اعشقك .. كلمات نزلت على قلب رجاء كالصاعقة ، صدقتها صدمتها …. امنت بها ، غمرتها فرحة كبيرة ، وشعرت بان قلبها توقف بسهم جاءها واصابها في فؤادها ، كيف لا !! وهي لم تسمعها من قبل… فوالدها مشغول بالعمل والزيارات وتبادل النكات مع اصدقائه .. والام منهمكه في عمل البيت وتربية الابناء .
رجاء عندما سمعت هذه الكلمات اعتقدت ان ملاكا من السماء نزل ليأخذها لملكوت الحب والجمال والحنان ..ولم تلتفت للنصائح ولكل ما ترامى لمسامعها من ارشادات وتحذيرات وقصص معتقدة ان الحب لهذا الوحش المتثل في انسان خلوق مؤدب اسمى من كل ما يحيط بها وانبل من كل المثاليات ..ففيه ترى المستقبل ، وفيه ترى فارس الاحلام ، وفيه ترى ابنائها وحياتها … ولم تفكر ولم تتردد في تنفيذ ما يطلب منها وترسل صورها ومعلوماتها عبر الفيس والواتس وكانت على استعداد للقائه في اي مكان ، كيف لا ! وهو الحبيب والصديق والقريب والاخ والاب كما نظرت اليه واعتقدت …لكنه هو المتربص الطامع الذي يطمع ويطمع لان الصور لا تكفي ويريد مشاهدتها بفيديوهات مسجله وهي لا تتردد في تنفيذ مطالبه في لحظات ظنت انها اجمل اللحظات التي تعيشها في حياتها ولكنها لم تكن تعلم انها ستكون نفس اللحظات التي ستجلب لها الويلات …
رجاء سعيدة جدا بهذا الحب وهذا الحبيب ، ولكن فجاة يغيب الحبيب وتغيب معه الاحلام ويختفي لايام قليله عاشتها رجاء بقلق ونكد وخوف شديد على الحبيب ولا تعرف عنه شيء ولم تكن تعلم ان غيابه كان للتدبير والتخطيط وتجهيز ما لديه من صور ومعلومات ليبتزها ويدمر حياتها.
عشرة ايام لا اتصال ولا رسالة اطمئنان ولا سؤال ولا معلومات ..مرت وكانها عشر سنين ..وفجاة … تصل رسالة من هذا الغائب ولكنها رسالة الويلات والتهديدات…رسالة وصلتها نظرات رجاء بسرعة البرق لتقرأ كلمات الغزل المعتادة ولكنها لم تكن كذلك ..وكانت بمثابة الصاعقة المدمرة ، انها رسالة التهديد والوعيد اما الدفع باموال كبيرة واما تسليم الجسد للمصير المحتوم والانزلاق في وحل لا تعود منه . رسالة قلبت حياتها راسا على عقب وحولتها من حياة الحب و الفرح والسرور لحياة الغم والهم والحزن والنكد والجحيم . كما هو حال الاف الفتيات والشبان الذين وضعتهم ظروفهم وتصرفاتهم واستسلامهم في نفس الظروف التي وضعت بها رجاء …وبدات افكار تراودها وتحاورها بين قلبها وعقلها واهلها الذين لو علموا بالتاكيد سيقتلونها وتُلصق بهم العار للابد ، وبعد طول تفكير انحسرت خياراتها بامرين احلاهما مر اما الاستسلام ودفع المال والجسد والشرف واما الانتحار والرحيل عن هذه الدنيا.
ولكنها تختار الطريق الاخر الاسلم والانجع وفيه تنقذ نفسها واهلها ، وهو المواجهة والتحدي والابلاغ عنه وعدم السكوت وتتوجه للشرطة لتحضره ويقبع في السجن . كيف لا وهو من قتل فؤادها وقتل مشاعرها كما قتل معنوياتها وروحها المرحة الفرحة لكن ! لم يقتل جسدها ولم تمت وبقيت على قيد الحياة متعظة بعد درس عظيم تعلمت منه الكثير.. فلكل شابة وشاب لا تسلموا صوركم ولا تثقوا بالعالم الافتراضي المسمى فيس بوك