في إطار خطة الحكومة الفلسطينية وقيادتها السياسية بالعمل على تمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها، تقدمت د. آمال حمد، وزيرة شؤون المرأة بالشكر لسيادة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية ومجلس الوزراء ، على إيمانهم العميق بالعمل على ترسيخ مبدأ المساواة والعدالة والإنصاف في الحقوق والواجبات بين الجنسين في المجتمع الفلسطيني، والعمل بأقصى ما لديهم من طاقات بهدف تمكين المرأة الفلسطينية لأخذ مكانتها الطبيعية كرائدة طليعية في كافة مناحي الحياة الوطنية، السياسية، الثقافية، الاقتصادية والمجتمعية.
ونتج عن ذلك إعتماد اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية ، تعبيراً من الدولة على جهود المرأة وعلى دورها النضالي في كافة ميادين التحرر، وعليه فقد اعتمدت الحكومة في جلستها رقم (13) والمنعقدة بتاريخ 17 تموز 2019، يوم السادس والعشرين تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يومأً وطنياً للمرأة الفلسطينية.
وكانت وزيرة المرأة د. حمد قد قامت بتقديم مذكرة توضيحية مفصلة لمجلس الوزراء تطالب فيها اعتماد هذا التاريخ والذي له دلالات قيمة وعريقة بمسيرة المرأة وكفاحها لأن هذا اليوم الذي عُقد به أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس بتاريخ 26 تشرين أول/أكتوبر 1929م، وسط مشاركة فاعلة وبحضور أكثر من 300 سيدة، والذي خرج بمجموعة من القرارات القوية، التي عبرت بصدق عما كان شعب فلسطين يتطلع إليه ويطلبه آنذاك.
خاصةً في ظل الأجواء السياسية الوطنية التي كانت سائدة انذاك، مع وجود الاحتلال البريطاني، الأمر الذي جعل النساء تنشط سياسياً بهدف مساعدة الرجل الفلسطيني في ميادين النضال، ومن هنا لم يُعد دورها مقصوراً على الجوانب الاجتماعية، بل تعداها لمراحل وطنية نضالية.
وكان انعقاد هذا المؤتمر قد تزامن مع حراك نسوي فعال على الأرض، إذ آزرت النساء الفلسطينيات الرجال في العمل الوطني النضالي، وشاركن في المظاهرات وتقديم المساعدات وجمع الأموال للمجاهدين وقام بعضهن بنشاط سياسي في الخارج، يؤكد على الدور الذي حظيت به المرأة الفلسطينية منذ البداية.
وبهذا فقد شهد العام 1929 بداية مشاركة المرأة الفلسطينية الفعلية المنظمة في العمل السياسي، إثر تصاعد أحداث ثورة البراق، وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين، وقد وقع على النساء عبء كبير واستشهدت تسع نساء، وهدمت البيوت وتشردت الأسر وزج بالكثيرين في السجون.
ومنذ ذلك الحين والمرأة الفلسطينية تمارس دورها النضالي عبر المراحل المختلفة بدأً من الانتداب البريطاني ومروراً بالغزو الصهيوني وحرب 48 و 67، والإنتفاضات الفلسطينية وحتى يومنا هذا، الأمر الذي حتم علينا تكريمها بيوم خاص بها يُمثل رمزيتها وعطاؤها، فكل التهاني للمرأة الفلسطينية أينما تواجدت.