✅ الزميلة الدكتورة سحر أبو شخيدم .. الكفيفة التي صنعت الإبداع .. وقهرت الظلام ✅.
✅إنضمت الى اسرة جامعة النجاح الوطنية الدكتورة سحر أبو شخيدم .استاذة مساعدة زائرة في كلية التربية وإعداد المعلمين ،تخصص التربية الخاصة. تحمل شهادة بكالوريوس اللغة الإنجليزية، وماجستير ودكتوراه في التربية الخاصة من الجامعة الأردنية. وشهادة دولية في التدريب على برنامج Insight N للتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة الحسية المتعددة من جامعة يوتا الأمريكية..
✅د. سحر سالم ابو شخيدم زميلة كفيفة، حرمها الاحتلال الإسرائيلي عام 1988 بصرها بعد أن اصطدمت طاترتان تابعتان لقوات جيشه فوق منزل والدها في رام الله ، وتسبب ذلك بنزيف في عينيها، أفقدها بصرها ، فمنحها الله البصيرة الثاقبة ، والرؤية الدقيقة لمسارات النجاح والتفوق والإبداع..
✅ سحر .. فتاة فلسطينية خلوقة ومتواضعة وطيبة ، ولدت في 23 شباط عام 1983 في مدينة رام الله .وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة. “كفيفة” .إنتصرت على واقعها المؤلم ورسمت طريق مستقبلها الذي تمنته ، وسعت إليه بخطى ثابتة . واتثبت لكل الناس بأن الشخص الذي يمتلك ثقة في الله، وإتكالا عليه ، وإصرارا وطموحا .. لا بد وأن يصل الى ما يطمح إليه مهما كان حجم الصعوبات التي تواجهه ..
✅طفلة إنتزع الاحتلال منها “نور عينيها” كيف سيكون مستقبلها؟ وكيف ستكون حياتها؟ وكيف ستتأقلم مع الوضع؟ ، أقرانها الذين كانوا يلاعبونها وتلعب معهم.. كيف سيلعبون معا بعد ما حدث؟ وكيف سيحتفظون بعيونهم صافية وخالية من الدمع وهم يرونها ولا تراهم؟ وهل ستبقى صديقة لهم وقريبة منهم بعد الذي جرى لها؟ وأحبتها الذين حملوها بين أيديهم ولاعبوها ، وابتسمت لهم ، وخوَّفوها أحيانا بحركاتهم حتى تبكي.. كيف سيتقبلون الوضع الجديد لطفلة جميلة كانت عيناها تشع نورا بجمالها وأصبحت “كفيفة”..
✅تغلبت “سحر” بفضل والديها وأحبتها من حولها على ما أصابها وواصلت دراستها وتفوقت في “التوجيهي” بمعدل عالْ ، ودخلت الجامعة ، فأبدعت وتفوقت وتخرجت من الجامعة الاردنية ، وحملت درجة البكالوريوس في “اللغة الانجليزية” ، وطرقت باب العمل في الاردن ، فعملت كمدرسة متطوعة في “مدرسة المكفوفين” التي طبقت فيها دراستها ، بانتظار ان يتم تعيينها كمدرسة في مدرسة للمكفوفين في البلد الذي إحتضنها وأحبته..
✅قامت “سحر” بعمل مميز أبدعته في سبيل مساعدة الاشخاص الذين إبتلاهم الله بنفس ماابتلاها به. للتسهيل عليهم في دراستهم ، حيث تلقت وعدا من المعنيين في “التربية والتعليم” باعتماد ما أنجزته..
✅ طبعا كل حادث مؤلم يحدث مع أي شخص لابد له من تبعات مؤلمة على الشخص نفسه وعلى من حوله ، وقد يتألم الشخص الذي بجانب صاحب الحادث ويعاني أكثر منه. وبالنسبة لها فقد تقبل الأهل الأمر بصبر وتوكل على الله ، فقد حدث ما حدث.. واستعانوا بالصبر والصلاة والدعاء الى الله ان يخفف عنهم هذا الحدث ، ولم يفقدوا الأمل ، فاهتموا بها كثيرا ، واعطوها من جهدهم ووقتهم الكثير ، وكانوا يخففون عنها ما أصابني بالترفيه عني وبالهدايا وبتلبية طلباتها وبكثير من الامور التي تسعدها .. فجزاهم الله كل خير..
✅ هذا الحادث غيّر مسار حياتها وحرمها من التمتع بطفولتها ،ودفن أحلامها البريئة ، ووأدها في مهدها ، ولكن محبة من حولها وخاصة والدها خفف عنها ما جرى ، وبدأت تتعود على الوضع الجديد وأكملت حياتها. وخطت اولى خطوات النجاح نحو مستقبلها. خطى ثابتة ولكنها ثقيلة بعض الشيء..
✅ بفضل وقوف أهلها الى جانبها إستطاعت ان تصمد في وجه العقبات وتتخطاها ، وتقفز نحو مستقبل ربما يكون مشرقا . ودخلت المدرسة وواصلت دراستها من صف الى صف بنجاح وتفوق ، وتقدمت لامتحان شهادة الثانوية العامة “التوجيهي” في مدينة رام الله ونجحت بمعدل 91,5 في المائة ، فكانت بداية فرحها الصادق . ، وأقامت أسرتها حفلة كبيرة بهذه المناسبة التي لم يكن أحد يتوقعها..
✅ أحبت ان تدرس في الاردن و تمنت ذلك ، فهي تحب هذا البلد ، وتقدمت بطلب للجامعة الاردنية ، و تم قبولها في تخصص اللغة الانجليزية حيث “إستبسلت” وثابرت ، من أجل العودة الى أهلها بشهادة أخرى بعد “التوجيهي” تزيد فرحتهم .وأنتصرت من خلالها على ما حصل لها .وواصلت الليل بالنهار على الكتب،و ألتهمتها إلتهاما بدون يأس ولا تردد.. فنجحت وتخرجت وحصلت على درجة البكالوريوس بتقدير جيد جدا. فكانت فرحة لها وأهلها..
✅ كانت أمورها في الجامعة تسير على أحسن ما يرام ، وزاد من حبها لها ، ما وجدته من محبة من قبل الأساتذة والطلبة على حد سواء . فكانوا خير عون لها في إجتياز هذه المرحلة من حياتها ..
✅ – أثناء دراستها في الجامعة الاردنية، قامت بالتطبيق العملي في “المدرسة الثانوية المختلطة للمكفوفين” في منطقة عبدون في عمان .وكانت تشعر بتواصل روحي مع الجميع من طلاب ومعلمين ، وبعد تخرجها وحصولها على البكالوريوس عملت في نفس المدرسة كمدرسة “بديلة” ، من أجل تعليم طريقة برايل للمكفوفين باللغة العربيةوالانجليزية.
✅ من خلال عملها “البديل” في مدرسة المكفوفين ، خطرت على بالها فكرة تأليف كتاب للتسهيل على الطلاب والمعلمين ، لأنه لا يوجد منهج مستخدم او خطة معدة لكيفية تدريس طريقة برايل للمكفوفين. وقامت بعمل كتاب ووضعت له عنوان “المنير لتعليم طريقة برايل للمبتدئين”. نال استحسان الكثيرين من الذين يهمهم الامر. ويعتبر هذا الكتاب الاول من نوعه في الشرق الاوسط. استفاد منه جميع المكفوفين في الاردن والوطن العربي..
..” نص جمال خليفة ” ..