نقلا عن الباحثة رنا عواده -مديرية التنمية الاجتماعية نابلس.
اثناء الزيارة بدت ملامحها منتعشه لم يعد الفقر يهددها ،لم يعد احد يتمنن عليها ،ها هي تقطف ثمار شغفها في مهنتها وتصعد السلم المهني درجة درجة.
اليوم من الصباح مر كيوم عادي خالٍ من أية مصادفات ،يحمل الروتين، اليوم ،لدي العديد من المهمات التي علي إنجازها ،هذا كل ما كنت افكر به ،هممت على عجل في انجاز المهام المطلوبة ،ولكن حضرت اليوم الى المكتب (ع،ر)مبتسمه ،طبعا كنت اتابع معها بشكل اسبوعي سير عملها في مشروع المرأة تستطيع الممول والمنفذ من مؤسسة انيرا ،حيث استلمت مشروع صالون تجميل منذ شهرين .
قالت مبتسمة: “هاي المره انا مش جاي عشاني انا جايه عشان جارتي، ساعديها متل ما ساعدتيني” تذكرت حينها البدايات التي بدأت بها أنا ومرشدة المنطقة في شهر 1/2019 حيث لم تكن تعلم ماذا تريد او حتى اين تتوجه كان جل تفكيرها يتمحور في تأمين دخل يمكن أطفالها الثلاثة من العيش الكريم، كون زوجها يعاني من امراض مختلفة تمنعه من العمل.
فحصنا توجهاتها والتي كانت تميل بشكل كبير لتعلم التجميل، واذكر من المقابلة الاولى كانت دافعيتها عاليه لتغيير واقعها، وتحسين مستوى اسرتها ،وكان التنسيق مع مؤسسة التدريب المهني التابع لمديرية العمل، وبالشراكة مع مشروع منفذ من قبل مؤسسة رؤيا لدعم التدريب المهني .
وكانت فرصتها بالتدرب ،ابتدأت من الصفر ،تعرفت خلال التدريب على صالون تجميل لتتدرب فيه مجانا ما بعد الدورة ،التطور لم يتوقف إنما اصبحت تشارك بجميع الانشطة التي تعقدها شركات التجميل ،وكان مشروع (المرأة تستطيع) بمثابه قفزة نوعيه لحياتها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية، ابتداء من تدريب ادارة المشروع وكيفية الاستفادة من عائد المال من المشروع ،وكان ايضا بتهيئة المكان الخاص للصالون، حيث قامت باعادة احياءه بلمساتها الأنثويه .
وكان المشروع الذي بدأ بزبون او اثنين يوميا مع تواصلها مع الشركات في متابعة المنتجات الحديثة اضافه الى حصولها على مزاولة المهنة ،الكثير من التفاصيل مررنا بها معا ،وكانت اخرها زيارة مشتركة مع مؤسسة انيرا ،تحدثت عن التغيير الذي احدثه المشروع ،عن اطفالها الثلاثة وزوجها ،عن تقسيم يومها ما بين عمل وشراء احتياجات المنزل ، ورعاية الابناء حيث تم حساب دخل الشهر الماضي بصافي ربح 3 الاف شيكل .
تضيف احيانا لا استطيع ان اقوم بجميع الامور وحدي حيث يكتظ الصالون واحتاج إلى مساعده ،فاقوم بالاستعانة بجارتي ،واعطيها أجراً لقاء عملها اليومي، وأدربها لتتمكن من المهنة، ليكون لها شيء ما في المستقبل كما صار لي،فلا أحب أن أرى امرأة تعاني ،ساقوم بتدريبها وباذن الله اشجعها لتيسر الطريق الذي سلكته أنا، والله سيرزقنا سوية،.بهذه الكلمات اختتمت حديثها ،وذهبت .
كنت بحاله فرح داخلي لا يوصف ،كم ساعدها عملها وجديتها ومثابرتها بأن تقف في مواجهة كل الاشياء وأمنة بنفسها وقدرتها ،كنت ممتنة جدا لدعم مؤسسة انيرا في تدريب وتنفيذ المشروع ،اضافة الى الدعم بالزيارات الدائمة.
تحيه لكل امرأة صبرت وكافحت وتحدت وتعثرت ونهضت .
المصدر : وزارة التنمية الاجتماعية