يرسل اليوتيوب درعًا فضيًا لمن تصل قناته إلى الـ ١٠٠ ألف متابع، ودرعًا ذهبيًا لمن تصل قناته إلى المليون. أحد الأصدقاء وصلت قناته إلى ١٠٠ ألف متابع فأرسلوا له الدرع الفضي ورسالة شكر من فريق العمل. لفتني التوقيع أسفل رسالة الشكر؛ الرئيس التنفيذي لليوتيوب سوزان ستان.
عادتي أن أتتبع مسيرة الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى فأطالع سيرهم الذاتية وأقرأ مقالاتهم وكتبهم وأفتش عن طرق تفكيرهم واستراتيجياتهم في حل المشاكل التي واجهوها.
بطلة قصتنا لهذا اليوم ليست سوزان ستان الرئيس التنفيذي لأكبر منصة مرئية إلكترونية في التاريخ، بل أمّها!
الصحافية إستير وجسيكي.
هذه المرأة السبعينيّة هي أم لثلاث بنات:
سوزان ستان الرئيس التنفيذي لليوتيوب.
جانيت ستان أستاذة طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا ورئيسة قسمه.
آن ستان المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة 23andme.
أم لثلاث إناث يرأسن ثلاث من أعظم المؤسسات والأقسام في العالم.
إستير ووجسيكي لها كتاب ماتع بعنوان: كيف تربي أشخاصًا ناجحين: دروس بسيطة لتحقيق نتائج جذرية.
How to raise successful people : simple lessons for radical results.
تحكي فيه كيف قامت بتربية بناتها وجعلهنّ من أنجح إناث هذا الكوكب.
ذكرت فيه وفي مقابلات كثيرة موجودة على اليوتيوب مجموعة من النقاط العلميّة العمليّة تساعد الآباء والأمهات في تربية أولادهم وتقديمهم لمجتمعاتهم بنفوس سويّة وشخصيات قياديّة، شدّني في مقابلتها الموجودة في التعليق الأول قولها:
كنّا في البيت خمسة: هنّ ووالدهم وأنا. خمسة أفراد بخمس أصوات لكل قرار يُتخذ في البيت مهما كان صغيرًا؛ يطرح والدهم سؤالًا: أين سنتناول عشاء الليلة؟ ما لون الطلاء المناسب لغرفة المعيشة؟ ما الحجم الأنسب لشاشة غرفة الطعام؟ لو كنت رئيسًا تنفيذيًا لشركة نوكيا كيف ستحل هذه الأزمة؟ وأسئلة كثيرة على كل صغيرة وكبيرة في مجتمعنا الصغير (البيت) ومجتمعنا الكبير (العالم).
الجميع يدلي بدلوه. إن كانت الغلبة لهن -وعادة ما تكون- ينصاع الجميع لرأي الأغلبية مهما كنّا نراه خاطئًا. كنّ يشعرن بقيمة عقولهن منذ نعومة أظفارهن. تعلّمن كيف يتخذن القرارات وهن في سن السادسة والسابعة.
كان في بيتنا قانون مقدّس ينصّ على:
إياك أن تتقدم بشكوى على أي شيء ما لم تجد حلًا له. لك الحق في تقديم اعتراضك على أي شيء لا يعجبك، لكن عليك أن تقدّم مع شكواك حلًا جذريًا له.
المقابلة عظيمة والكتاب أعظم وتربية أولادكم وبناتكم أمانة في أعناقكم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته.