أكد متحدثون خلال مؤتمر عقد مؤخرا بمدينة البيرة، ضرورة تمكين المرأة الفلسطينية، وخصوصا التي فقدت زوجها بفعل جرائم الاحتلال، والعمل على إعادة دمجها في المجتمع، وتأهيلها لتصبح عنصراً فاعلاً في بناء مؤسسات الوطن.
وقالت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد إن نساء فلسطين تعرضن لفقدان المنازل، وفقدان أزواجهن، ولا زلن يبحثن عن لقمة العيش الكريمة، رغم الألم الساكن في وجدانهن من تبعات الاحتلال، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية كانت ولا زالت نموذجا ورمزًا للإرادة والصمود والتحدي.
بدورها، قالت المديرة العامة لمركز الدراسات النسوية ساما عويضة خلال المؤتمر الذي نظمه المركز، والخاص ببرنامج المرأة الفلسطينية “الاحتلال والفقدان”، إن المركز بدأ العمل في البرنامج منذ العام 2002، وتحديدا بعد الانتهاكات الشرسة التي تعرض لها مخيم جنين، والبلدة القديمة في نابلس، وذلك لتوثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المرأة الفلسطينية، وما سببه من فقدان لزوجها، أو ابنها، والعمل على مساعدة المرأة الفاقدة للتخلص من صدمة الفقدان، وإعادتهن لحياتهن الطبيعية، وإدماجهن في المجتمع.
ولفتت عويضة الى أن المركز أعد عدة استراتيجيات لتمكين المرأة، أولها استراتيجية التدخل الفوري، وذلك من خلال الجلوس مع المرأة الفاقدة لتوثيق الانتهاك بحقها، والاستماع لهمومها ومشاكلها، واستراتيجية التدخل الجماعي عن طريق جمع النساء الفاقدات معا، حتى يساعدن بعضهن، ويسمعن قصص نجاح وصمود كل واحدة، فضلا عن استراتيجية التوعية المجتمعية.
وأشارت الى المؤسسة النسوية السويدية التي كان لها دور كبير في هذا المجال، حيث تمكنت عدد من الفاقدات من زيارة برلمانات أوروبية للحديث عما تعرضن له من انتهاكات من قبل الاحتلال.
في هذا السياق، أشار رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر الى أن هناك 38 أسيرة فلسطينية منهن 16 أسيرة متزوجة، يقبعن في سجون الاحتلال، ويتعرضن يومياً لاعتداءات مختلفة، وتمارس بحقهن أقسى وأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
ودعا لضرورة تمكين المرأة وخصوصاً الأسيرة المحررة وإعادة دمجها في المجتمع وتأهيلها، لتصبح عنصراً فاعلاً في بناء مؤسسات الوطن