عندما يولد طفل جديد بعد أشهر حمل طويلة، يرغب الجميع في إغراقه بالقبلات تعبيرا عن الحب، لكن يبدو أنه “من الحب ما قتل”.
ورغم ندرة حالات وفاة الرضع نتيجة التقبيل من أشخاص يحملون بعض الفيروسات المعدية حتى إن كانت الأم، ولم تلامس القبلة الشفاه، فإنها تمثل خطورة على الرضيع، حسبما ذكرت إيملي سكوت، رئيسة قسم حديثي الولادة بالمستشفى الميثودية التابعة لجامعة إنديانا الأميركية، في مقال لها نشر على موقع الجامعة.
غير أن حالات إصابة الرضع والأطفال بفيروسات “قبلة الموت” باتت متكررة، أحدثها عندما أعلنت أم بريطانية في 30 يناير/كانون الأول الماضي، نجاة ابنها من الموت بعد أن صارعه لمدة عام بسبب قبلة نقلت إليه فيروس الهربس البسيط.
الهربس البسيط
أدت القبلة التي تلقاها الطفل رومان درانسفيلد (11 شهرا) من أحد أقاربه قبل بلوغه أسبوعه الأول، إلى طفح جلدي في رأسه تحولت فيما بعد إلى قرح كاد يودي بحياته.
وكانت دانييلا، والدة الطفل، قد أكدت أنه لم يكن ظاهرا على أي من الأقارب الإصابة بفيروس الهربس البسيط، مما دفعها إلى إطلاق تحذير عام طالبت فيه بوقف تقبيل الرضع والأطفال بشكل تام -في جميع مناطق الجسد- حتى إن كان الشخص في حالة صحية جيدة.
وقالت في رسالة عبر صحيفة “ميرور” البريطانية “لم نكن نعرف شيئا عن مدى خطورة القبلة على المولود الجديد، لذلك نأمل من خلال مشاركة قصتنا تشجيع الآخرين على التفكير مرتين قبل أن يفعلوا ذلك. أنا وزوجي لم نقبل رومان منذ اليوم الذي رأينا فيه الطفح الجلدي على رأسه في المستشفى”.
وفي 2018، توفيت طفلة حديثة الولادة من أوكلاند بولاية ماريلاند في الولايات المتحدة بعد تلقيها “قبلة الموت”، التي نقلت لها فيروس الهربس البسيط.
وفيروس الهربس البسيط، شديد العدوى وينتشر عن طريق القروح الباردة، ومن أعراضه الخمول والصراخ ورفض الطعام والحمى والطفح الجلدي وتقرحات الجلد أو العين أو الفم من الداخل أو الأذن.
وقال أطباء إن الهربس البسيط قد يسبب وفاة الأطفال والتهاب السحايا إن وصل الطفح الجلدي إلى كافة أعضائهم الجسدية.
وذكرت واقعة أخرى في ولاية نيوجيرسي الأميركية، بالأمراض التي يمكن أن تنقل للأطفال نتيجة الاحتكاك بهم وتقبيلهم في عمر صغير، وأن قبلات الشفاه ليست وحدها الممنوعة في تلك المرحلة العمرية التي تتسم بضعف المناعة.
ونشرت أريانا ديغريغوريو، في سبتمبر/أيلول الماضي، صورة لابنها أنطونيو على موقع فيسبوك وهو يرقد في سرير المستشفى بعد إصابته بما يسمى “الفيروس المخلوي التنفسي”.
ورجحت الأم إصابته بالعدوى نتيجة قبلة تلقاها واقتراب بالغين من وجهه وأقدامه ويديه.
والفيروس المخلوي التنفسي هو عدوى تصيب الرئتين ومسار التنفس، وتحدث خلال موسم الإنفلونزا.
وتشبه أعراضه نزلات البرد، إلا أنه قد يتسبب في عدوى حادة ربما تهدد حياة بعض المراحل العمرية، خاصة الرضع والأطفال وكبار السن أو أي شخص يعاني من الضعف الشديد لجهاز المناعة.
احذروا مستحضرات التجميل
حذر موقع “بيبي غاغا” المعني بأخبار الحوامل والمواليد الجدد من أن تؤدي قبلة واحدة من أحد الأشخاص إلى إثارة الحساسية الغذائية لدى الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه بعض منتجات الطعام.
مرض التقبيل
أشار موقع “هيلث لاين” الطبي (مقره مدينة فرانسيسكو الأميركية) أن تقبيل الأطفال قد ينقل إليهم ما يسمى بـ”داء التقبيل” (Infectious Mononucleosis) الذي يعد جزءا من مجموعة الهربس، أكثر الفيروسات المسببة للالتهابات في جسم الإنسان عالميا.
وسمي بهذا الاسم كونه ينتقل عبر اللعاب، ويصاب العدد الأكبر من الأشخاص به بعد عامهم الأول وحتى مرحلة المراهقة.
كما يمكن اكتساب الفيروس عبر العطس والسعال ومشاركة المأكولات والمشروبات مع حامله.
يشار إلى أن أغلب حالات مرض التقبيل تكون خفيفة وتشفى من تلقاء ذاتها خلال شهر أو شهرين.
ومن أعراضه الشعور بالإعياء والاحتقان في الحلق وانتفاخ الغدد اللمفاوية في الرقبة والإبط، والصداع وتورم اللوزتين والطفح الجلدي وتضخم الطحال.
المصدر : الجزيرة، مواقع إلكترونية، أنت لها