نجحت المهندسة وعد علي (24 عاماً)، من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، في إنشاء مزرعة فراولة معلّقة كمشروع إنتاجي، بعد تخرجها من كلية الزراعة والبيئة في جامعة الأزهر بمدينة غزة، في محاولة لإيجاد فرصة عمل تعتاش منها بدلاً من الالتحاق بصفوف المتعطلين في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة.
تقول علي لـ”الأيام”: بعد تخرجي التحقت متطوعة في مؤسسات عدة ومنها وزارة الزراعة؛ لأتلقى العديد من التدريبات في مجال الزراعة حتى اهتديت إلى فكرة زراعة الفراولة المعلّقة الخالية من المبيدات الكيماوية”.
وأضافت: “يمتاز مشروعي بأنه في أرض معزولة على تربة صناعية دون استخدام أي مواد كيماوية، إلى جانب استخدامي لطرق حيوية في مكافحة الآفات والأمراض الزراعية، وذلك لإنتاج محصول الفراولة الآمن”.
وأشارت إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات في بداية المشروع؛ لعدم توفر رأس المال اللازم، مبينة أن خمسة من أصدقائها في نفس التخصص انضموا إليها لإكمال المشروع، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، ما خفف العبء عنها.
وأوضحت علي أنها تغلبت على مخاوفها بدعم وتشجيع عائلتها لإكمال مشروعها والإصرار على التقدم به حتى النهاية، لافتة إلى أنها تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لديها حتى تضمن تسويق ما يتم إنتاجه دون خسائر.
ولفتت إلى أن إنتاج الفراولة من مشروعها يتم تصديره إلى الضفة الغربية من خلال العديد من الصداقات والعلاقات التي جمعتها مع مؤسسات ذات علاقة بالتصدير إلى الضفة الغربية، مؤكدة أنها تسعى إلى تطوير مشروعها لزيادة الكميات المنتجة في المستقبل.
وتطمح المهندسة إلى توسيع المساحة الزراعية الخاصة بها، دون البحث عن تمويل يقيد حريتها في التصرف في مشروعها، من خلال إنتاج كميات فراولة آمنة أكثر، وخالية من المبيدات الضارة التي جعلت الكثير من المواطنين في غزة يعزفون عن شراء هذا المحصول؛ بسبب ما يتم استخدامه من مواد ضارة.
ونوّهت إلى أن نجاح الزراعة المعلّقة في قطاع غزة سيعالج الكثير من المشاكل المرتبطة بالواقع الزراعي، خاصة في ظل التوسع العمراني وتلوث مياه الخزان الجوفي، موضحة أنها تعطي إنتاجاً وفيراً من الفراولة والمحاصيل الأخرى.
ودعت الشابة وعد كافة الشباب الخريجين إلى عدم الاستسلام واليأس أمام الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، مؤكدة أن السعي وراء الطموح ينتهي بالوصول إلى نتيجة إيجابية. وذلك وفق ما نشرته صحيفة الأيام