في إطار متابعات موقع ومجلة المرأة الفلسطينية والعربية رصدت أنتِ لها تلك السيدة التي كانت وما زالت تحظى باهتمام إعلامي وشعبي ومؤسساتي وثقة الجمهور ببساطتها وعفويتها ومشاركتها للجميع في مختلف المناسبات. وفي ظل أزمة وتفشي وباء فيروس كورونا وإعلان القيادة والحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ العامة وتكليف المحافظين بتنفيذ ومتابعة الإجراءات كانت الإطلالة اليومية وعبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لمن كانت حاضرة بالميدان على مدار الساعة تتابع باهتمام بالغ تنفيذ كافة الإجراءات والخطوات الاحترازية لمنع تفشي الوباء. نعم إنها محافظ محافظة رام الله والبيرة السيدة الوحيدة التي تتولى مهمة المحافظ بين محافظات الوطن الدكتورة ليلى غنام.
وفي هذا الصدد لن نتحدث كثيرا فمهما كتبنا لن نوفيها حقها ولا نشكرها فحسب فهي تقوم بواجبها نعم ولكنها تتقنه على أكمل وجه ومن هنا نرصد ما كتبته الدكتورة دلال عريقات لصحيفة القدس وبعض الفيديوهات المصورة لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا ووكالات أخرى عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
دلال عريقات تكتب: غنام هي العنوان …
يقول ميكاڤيللي في كتابه الأمير: أن أول طريقة لتقييم ذكاء القائد هي أن تنظر إلى الرجال المحيطين به!
مَن مِنَ الرجال لا يحيط بالدكتورة ليلى غنام؟
كيف نُقيمْ ذكاء الدكتورة غنام؟ والتي اذا نظرنا حولها لا نستثني أحداً من الرجال!
قائدة ناجحة توازن بين ثقافة القيادة ومبادئها وبين المزاج العام.
تدرك أن القيادة هي مسؤولية وتكليف وليست تشريف، وتكرس فكرة ان القيادة هي أبلغ أشكال الأمانة وحسن التربية والالتزام.
تعلم جيداً ان نجاحها ونجاح اَي قائد لا يتحقق دون وضع الناس في المقام الاول وقبل اَي شيء كان.
ذكية في الموازنة بين مركزية ولا مركزية الحكم، فهي توزع الأعمال على الموظفين الأكفاء للقيام بأغلبية المهام، تشعرهم بقيمتهم وتوفر جهدها حتى يحققوا معاً المنال.
مواكبة لكل جديد فهي تدرك تماماً أن التجديد هو ما يميز القائد عمن يتبعه، فنراها لا تترك أداةً ولا منصةً ولا تكنولوجيا ولا كلمات، تلاعب الصغار، ولا تنسى الكبار، لا مجال للانكسار، هدفها الأسمى هو الصالح العام.
وكأنها تطبق كلام نابليون بونابرت الذي وصف القائد الناجح بتاجر الأمل، هي لا تقود الشعب بل تريه المستقبل، هي تنشر الأمل بالمجان.
الجميع متفق على حبها ولكنني لن اختار الحب لوصف علاقتنا بها، فالأهم من الحب هو الاحترام، قد يأتي الحب من الله لأي إنسان، ولكن الاحترام لا يُعطى لأيٍ كان.
عادة ما يُكتب المديح في شخصيات لأسباب منفعةٍ شخصيةٍ أو في الرثاء بشكل عام. أما في هذه الحالة الاستثنائية، فالثناء واجبٌ لمن نشرت الأمل بين الأنام.
أستطيع التنبؤ أنه سيتم تكريمها رسمياً بعد هذه المحنة ويمكن ان يقلدها سيادة الرئيس وسام الدولة في القيادة ويجند لها كل الاحترام.
تستحق الكلمة الطيبة، تستحق التكريم وتستحق القيادة، هنيئاً لمحافظة رام الله والبيرة، هنيئاً لكل سيدات فلسطين هذا المقام. تمكنت غنام ومن خلال المثال الرائع في الحزم والقيادة والتواضع ان تقلب موازيين السياسة الذكورية التي تسيطر على مجتمعنا منذ أزمان، استطاعت ان تعيد تعريف الأبوية فالقيادة لا تميز الجنس ولا الجغرافيا ولا الأيديولوجيا، كل ما تعرفه القيادة هو فن الأمانة والالتزام.
طالما طالبت المرأة الفلسطينية بلعب دور في صناعة القرار مما اضطر الراحل ابو عمار لتبني “الكوتة” في القانون الأساسي الفلسطيني لضمان تمثيل السيدات في مواقع شتى في الشأن العام. للأسف حتى الشهر الماضي لم تستطع المرأة ان تتجاوز نسب ضئيلة في مراكز صناعة القرار؛ فحسب ديوان شؤون الموظفين، 13% فقط من السيدات تمثل منصب أعلى من مدير عام، 5% تمثيل النساء في المجلس المركزي الفلسطيني، 11% تمثيل النساء في المجلس الوطني الفلسطيني، 14% تمثيل السيدات في مجلس الوزراء الفلسطيني و11% تمثيل السفيرات والسيدات في السلك الدبلوماسي. التمثيل ضعيف في الهيئات المحلية، في القضاء، في النيابة، في النقابات ومجالس الطلبة. بالنسبة للمحافظات، محافظة سيدة واحدة من 16 محافظ في فلسطين. حتى في مواجهة وباء كورونا، عند تشكيل لجنة الطوارىء الوطنية لمواجهة الكوفيد 19، انضمت سيدة واحدة بحكم الاختصاص، هي وزيرة الصحة ولها كل الاحترام.
يقول Sun Tzu في كتابه “فن الحرب”: أن القيادة تتجسد بتحويل ما هو محنة الى مكسب، وهذا ما يقدمه تخصص التخطيط الاستراتيجي لتحويل الفرص لنقاط قوة، وهذا تماماً ما فعلته غنام، جعلت من محنة كورونا فرصة تم استثمارها لإثبات جدارة وكفاءة المرأة في القيادة، هنيئاً للمرأة وللشعب الفلسطيني هذا الاختيار.
القيادة هي مزيج من الاستراتيجية و الشخصية و لكن إن كان على القائد ان يتخلى عن احدهما، فليتخلى عن الاستراتيجية وليتمسك بالشخصية، مثل كاريزما محافظ رام الله والبيرة، القائدة التي اخترقت عقول الناس قبل قلوبها، الدكتورة ليلى غنام، لكي مني وباسم الشعب الفلسطيني كل الاحترام.
بقلم: د. دلال عريقات: استاذة التخطيط الاستراتيجي وحل الصراع، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الأمريكية
المصدر: القدس
تقرير وكالة وفا
موقف يدرس ويحترم
محافظ رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام: “عممت على جميع البلديات بأنه ممنوع تستنوا حد يحكيلكم أنا محتاج بدكم أنتم تدوروا ع الناس المحتاجة لأنه الناس إلها كرامتها.”