تقرير بسام أبو الرب – وكالة وفا
الاسير المحرر ابو عيشة دخل منزله المعد لزواجه، للحجر المنزلي عقب الافراج عنه، كان المفترض ان يدخله يوم زفافه
نابلس 14-4-2020
قبل شهور كانت عائلة الأسير إسماعيل عبد اللطيف أبو عيشة، تعمل على قدم وساق، وتسابق الزمن من اجل إنهاء أعمال تشطيب منزله في قرية بيت وزن غرب محافظة نابلس، والتحضير لأجواء الفرحة بالإفراج عنه، وفرحة زواجه المخطط له فور الإفراج عنه.
اليوم الثلاثاء، أفرجت قوات الاحتلال، عن الأسير أبو عيشة (45 عاما)، من سجن “ريمون”، بعد أن أمضى 18 عاما في الأسر، وجرى استقباله في مقر محافظة نابلس، وكان قد نقل عبر مركبة إسعاف إلى مدينة نابلس، دون الاحتفال به بسبب تفشي فيروس كورونا، والتزاما بتعليمات الحكومة وإعلان حالة الطوارئ للحد من انتشار الفيروس.
الأسير أبو عيشة انتقل فور وصوله إلى قبري والديه، ووضع إكليلا من الزهور عليهما، ثم توجه إلى منزله كي يمضي فترة الحجر المنزلي، في إطار الالتزام بالإجراءات الوقائية والحد من انتشار الفيروس، والتي تفتقر لها سجون الاحتلال.
عائلة أبو عيشة التي انتظرت 18 عاما، حتى تلتقي نجلها بعيدا عن قضبان السجون، لم يتسن لها احتضانه أو مصافحته.
إكرام أبو عيشة (33 عاما) خطيبة الأسير المحرر أبو عيشة، تقول “كنا نسابق الزمن من أجل تجهيز المنزل وتشطيبه بشكل كامل، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا والحد من التنقل، والتي شكلت بدورها عقبة كبيرة أمام الانتهاء منه بشكل كامل”.
وتضيف في حديث مع مراسل “وفا”، “اليوم يعود اسماعيل إلى منزله من أجل قضاء فترة الحجر المنزلي، بعد أن قمنا بتجهيز غرفة خاصة له”.
وتؤكد أن هذا المنزل كان معدا لاستقباله كعريس، بعد 18 عاما من الأسر، ليدخله بإرادته بهدف الحجر المنزلي، حفاظا على سلامته، وسلامة عائلته التي حرمت حتى من مصافحته.
حلم المواطنة أبو عيشة تحقق بعد عام ونصف من إعلان خطبتها على الأسير اسماعيل، بلمس يده رغم ارتدائه الكفوف. وقالت “خلال الخمس زيارات التي رأيته فيها داخل السجون، كانت أمنيتي دائما بإزالة الحواجز بينينا وإمساك يده، اليوم تحقق الحلم رغم الاحتياطات التي جرى اتخاذها في ظل تفشي فيروس كورونا”.
وتشير المواطنة أبو عيشة إلى أن آخر زيارة للسجون قد ألغيت، و”لم نستطع رؤيته بسبب انتشار كورونا”.
وتضيف “كنا نخطط للاحتفال بزواجنا عقب أربعة شهور من الإفراج عنه، وندخل المنزل عروسين، لا أن يدخله وحده للحجر المنزلي، خوفا على سلامته نتيجة الإهمال المتعمد الذي يتعرض له الأسرى من قبل إدارة السجون”.
يشار الى ان مؤسسات حقوقية محلية ودولية، حذرت من الإهمال المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال، وعدم اتخاذها تدابير الوقاية اللازمة داخل السجون في ظل تفشي فيروس كورورنا، خاصة عقب اكتشاف حالات بين السجانين مصابة بالفيروس.
وعملت أنتِ لها على توثيق العديد من اللقطات الجميلة والفيديوهات التي رصدتها عبر صفحات التواصل الاجتماعي والتي التقطها صحافيون ونشطاء.
المواطنة إكرام أبوعيشة تستقبل خطيبها الأسير المحرر اسماعيل ابوعيشة بعد قضاء( 18 عاماً) في سجون الاحتلال ، بالورود التزاما بالاجراءات الوقائية
(تصوير: أيمن نوباني/وفا)