تقرير: عروبة عليِ
تغيب التحضيرات لشهر رمضان في قرية بيت ايبا التي تقع في الشمال الغربي من مدينة نابلس، عكس الأعوام السابقة، فزادت صعوبات الحياة من التحديات اليومية التي يعيشونها لتأمين متطلباتهم اليومية ، فأجواء رمضان المعتادة حدت وسط المخاوف من تفشي فيروس كورونا.
بدأ ملايين المسلمين يوم الجمعة شهر رمضان المبارك في ظل إجراءات إغلاق غير مسبوقة لاحتواء فيروس كورونا المستجد الذي تأمل الدول مكافحته عن طريق إيجاد لقاح أو الاستمرار بإجراءات الحجر الصحي للحد من انتشاره.
فقد يكون رمضان هذا العام أغرب شهر صوم في تاريخ المسلمين، فجائحة كورونا جعلت اجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس وهذا يلقي بظلاله على طقوس العبادة الإسلامية التي تقوم على الجماعة.
عزز المجلس القروي لبيت ايبا إجراءات الحجر الصحي للتصدي من انتشار الفيروس، وذلك عبر حظر التجول ليلاً خلال الشهر الفضيل، فقام بتشديد الإجراءات اللازمة لحماية سكانها من وباء كورونا (كوفيد-19)، واستمر العمل باللجنات التطوعية بشكل كبير.
فأخذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح-موقع بيت ايبا بالتعاون مع المجلس القروي بعمل مبادرات رمضانية لتقوم بإعادة الجو الرمضاني من جديد في ظل انتشار الفيروس.
ففي بداية الشهر الفضيل بدأت بمبادرة لتزيين شوارع القرية، وإنارة فانوس داخلها، ويقول أحد الشباب القائمين على هذه المبادرة أحمد سماعنه: “كنا نأمل أن يكون رمضان هذا كباقي الأعوام السابقة، وللأسف حكمنا هذا الفيروس وهذه الجائحة بأن يكون رمضان هذه السنة ليس كما اعتدنا، فقرر أعضاء حركة فتح أن يجمعوا التبرعات من أبناء القرية لتزيين الشوارع وإنارة فانوس كبير في القرية”.
ويضيف سماعنه: “بدأ أبناء القرية بالتبرع، وقمنا بتجميع 3700شيقل من التبرعات ودعم فتح، فقمنا بشراء الزينة وبدأنا بتزيينها بالتعاون مع أبناء القرية”.
وكان لمجلس قروي بيت ايبا الدور الأكبر بالتكلف بمصاريف استهلاك الزينة للكهرباء، ويقول رئيس مجلس قروي بيت ايبا فايز اسماعيل: ” كم كان جميلاً أن أرى شباب القرية يعملون لتزيين قريتهم، فدعماً منا قمنا بالتكفل بدفع فواتير الزينة لكهرباء الشمال”.
ويتابع اسماعيل في حديثه: “بعد تزيين القرية والتكفل بجميع الفواتير اعترض أهالي القرية وبادروا في دفع بعضها، وأتمنى أن يستمر الخير في القرية ويبقى أبناء قريتي يعملون لحماية قريتهم”.
لم يكتفي شباب القرية بأجواء الزينة الملونة داخل القرية، فقاموا بعمل مبادرة جديدة وغير معتادة فيها، فيقول أمجد اسماعيل أحد الشباب الناشطين: “كنا نرى التوتر على أهالي قريتنا، ففكرنا بعمل شيء جديد يعيد لرمضان نكهته الجميلة، فقمنا بالتعاون مع حركة التنظيم الفلسطيني- منطقة بيت ايبا بإحضار مجموعة من الشباب (مسحراتي رمضان) لعمل جو جميل داخل القرية قبل البدء بالسحور”.
في ليلة الثاني عشر من رمضان تفاجئ أهل القرية بأصوات الطبول قبل موعد السحور، فيقول منتصر اسماعيل: “كانت من أجمل المبادرات التي يقوم بها أهالي القرية في ظل جائحة كورونا، فكم عادت لنا رائحة رمضان التي لم نستطع أن نشعر بها في هذا العام”، وكان يعبر عن مدى إعجابه بهذه اللفته من القرية، ويتابع حديثه: “نأمل أن نتخلص من هذا الفيروس وأن تعود الحياة لمسالكها، وما زلت كمواطن ألتزم بمعايير السلامة لأحمي قريتي ووطني”.
ونختتم الحديث مع يزن اسماعيل أحد أعضاء حركة فتح: “بعد مبادرة تزيين وإنارة القرية والفانوس قدمنا مسحراتي رمضان لإعادة تراث الأجداد، ورسم نوع من البهجة والسرور على أبناء القرية في ظل هذا الوضع الراهن، ونحن ما زلنا مستمرون في المبادرات وأخص بالذكر مبادرة المسحراتي”.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس في فلسطين ما مجموعه 543 مصاب حتى صباح الأربعاء، بينهم 222 تماثلوا بالشفاء، و 4 توفوا.