أكدت الأديبة ديما جمعة السمان أن رواياتها جميعها تتحدث عن فلسطين ، ومعاناة أهلها ، منذ العهد العثماني، مروراً بالانتداب البريطاني، وانتهاءً بالاحتلال الاسرائيلي الذي استهدف الأرض و الإنسان، وأن أحداث الروايات تدور من خلال بعض العائلات الفلسطينية التي عانى فيها الأجداد والآباء والأبناء، وصولاً الى الأحفاد الذين يتسلمون الراية لمواصلة النضال .
جاء ذلك خلال مشاركتها في برنامج “طلات ثقافية” الذي بثته وزارة الثقافة مساء اليوم الخميس، عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
وأضافت بأن الروايات تعكس الواقع الفلسطيني المرير، وتسجل الحياة اليومية للأسرة الفلسطينية في المراحل المختلفة ، وأدخلت القارئ إلى البيت الفلسطيني في تفاصيله كافة، وتصل أحداث بعضها إلى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام ١٩٨٧م.
وأوضحت أن الروايات التي كتبتها ركزت على أهمية الصمود في الأرض الفلسطينية، ورفض الهجرة رغم قهر الاحتلال ، وما يجري في القدس الشريف من نضال وطني ، ومأساة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ، وتدور معظم أحداث ثنائية (وجه من زمن أخر) و(بنت الأصول) في القدس ، زمن العهد العثماني والانتداب البريطاني ، من خلال عائلات القدس العريقة ، وتتحدث عن العادات والتقاليد وأساليب احتيال المشعوذين، كما تتناول الثنائية التراث الفلسطيني وتصف الاحتفالات التي كانت تجري بمناسبة موسم النبي موسى .
وتطرقت السمان لمولدها ومسيرتها التعليمية فهي من مواليد القدس وتحمل البكالوريوس في اللغويات من جامعة بير زيت ، ودبلوم عالي إخراج أفلام وثائقية قصيرة، وعملت مديرة دائرة الإعلام التربوي، ومدير عام وحدة شؤون القدس ، في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ، ومخرجة أفلام وثائقية سابقة في هيئة الإذاعة والتلفزيون ، بالإضافة إلى عضوية الهيئة العامة لرابطة الصحفيين العرب في فلسطين، و اتحاد الكتاب الفلسطينيين، ومديرة ندوة اليوم السابع الثقافية الإسبوعية في القدس وغيرها .
وأصدرت الروائية ديما السمان عددا” من الروايات وهي: ( القافلة)، و(الضلع المفقود)، و (الأصابع الخفية)، و( جناح ضاقت به السماء)، و(برج اللقلق) ، و(رحلة ضياع)، و(ثنائية وجه من زمن آخر) ، و(بنت الأصول)، و( غفرانك يا رب)،و ( هذا الرجل لا أعرفه ) عما يسمى بالربيع العربي، ولها عدة مخطوطات تنتظر النشر.
وأشارت في حديثها إلى أن النشر من التحديات التي تواجه الأدباء، حيث إن نسبة القراء متواضعة، مما يشعر الأديب بالخذلان. وأشادت بالأدباء والمبدعين الذين يهتمون بالتفاصيل الصغيرة التي لا يذكرها التاريخ.
وذكرت أنها لا تعترف بما يسمى أدبا نسويا، فالأدب هو الأدب، سواء كتبه رجل أو إمرأة. وأكدت أن من الخطأ أن يكتب الأديب عن مرحلة لم تنته بعد .
و حصلت السمان على جائزة أفضل رواية كُتبت عن القدس لعام ٢٠٠٨م ؛ بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية عام ٢٠٠٩م،وتم تكريمها من عدة مؤسسات فلسطينية و عربية .
صدرت عن كتاباتها الروائية رسالة ماجستير بعنوان( توظيف التراث والأمثال الشعبية في روايات ديما جمعة السمان)، بالإضافة إلى عدة دراسات نقدية نُشرت في بعض الدوريات، داخل الوطن وخارجه، وعلى صفحات المواقع الالكترونية ، ومنحت وزارة الثقافة الأديبة السمان لقب شخصية القدس الثقافية للعام ٢٠١٣م .
متابعة ورصد : رؤى عطا