نابلس:
اكدت نتائج دراسة أجرتها الباحثة شهيرة البلبيسي بعنوان التحديات التي تواجه الارملة المعيلة بالمجتمع الفلسطيني ” محافظة نابلس نموذجا” وجود تحديات اجتماعية وقانونية واقتصادية تنطلق من نظرة المجتمع للمرأة.
وهدفت هذه الدّراسة التي قدمت لنيل درجة الماجستير من جامعة النجاح الوطنية بنابلس، كما تشير الباحثة إلى التّعرف على التّحديات الّتي تواجهها الأرامل المعيلات بالمجتمع الفلسطيني ” محافظة نابلس نموذجاً ” بأشكالها المختلفة : نظرة الأرملة المعيلة لذاتها ولدورها ضمن أدوار النوع الاجتماعي ، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية التي تواجه الأرملة المعيلة واتخاذ القرار، كما هدفت الدراسة إلى معرفة اقتراحات الأرامل المعيلات لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها في سبيل إنجاح أداوراهن المزدوجة في الأسرة والمجتمع .
تكون مجتمع الدراسة من أرامل معيلات لأسرهن بمحافظة نابلس والبالغ عددهن عشرون أرملة ، وأجريت الدراسة مع سبع عشرة أرملة معيلة واللواتي وافقن على إجراء المقابلة، واتبعت الباحثة المنهج الكيفي لتحقيق أهداف الدراسة ولدراسة الظاهرة كما هي بالواقع، والتعبير عنها كماً وكيفاً، وتم اعتماد المقابلة المعمقة كأداة دراسية رئيسة لجمع البيانات .
وخلصت الدراسة إلى نتيجة عامة مفادها وجود تحديات مختلفة تواجه الأرامل المعيلات فمن خلالها نظرة الأرملة المعيلة لذاتها ولدورها ضمن أدوار النوع الاجتماعي والتي اتسمت بالتنوع ، وواضح أن هذا الاتسام له ارتباطات عدة لدى الأرامل المعيلات بتعزيز ثقتهن بأنفسهن والدور المزدوج الذي يقمن به، ومنحهن طاقة من القوة ، أما القسم الثاني من الأرامل المعيلات فقد تبين أن لديهن إحساس بالضعف والدونية والانكسار؛ كونهن يعشن في أُسر ممتدة تفرض هيمنتها على الأرملة المعيلة وأسرتها ، ونظرة المجتمع السلبية اتجاهها وتعزيز الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، وعلاقة الاستغلال والتحرش والتميز مع الرجل، ووجود صعوبات مختلفة نتيجة ممارسة الأرملة المعيلة خلال أدوارها المزدوجة .
كما تمثلت التحديات الاجتماعية التي تواجه الأرملة المعيلة بحرمانها من الإرث خوفاُ من انتقال بناتها لعائلة أخرى وانتقال الثروة لرجل آخر، وسوء معاملات الأبناء لها نتيجة التميز بين الأبناء والخلافات ما بين الأم وأبنائها، وتدخلات أهل الزوج وعدم ﺘﻔﻬﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺯﻭﺝ لطبيعة ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻔﻘﺩ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭﺘﺤﻤﻴﻠﻬﺎ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬﻡ، وعدم قدرتها على إدارة البيت؛ ويعود ذلك إلى تعددية الأدوار التي تقوم بها داخل وخارج البيت وﺼﻌﻭﺒﺔ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻀﻐﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؛ كون ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻴﺘﺭﻙ ﻋﺒﺌﺎﹰ كبيراًﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺭﻤﻠﺔ ﻤﺘﻤﺜﻼﹰ ﺒﺘﻌﺩﺩ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﻭكثرة ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺘﻬﺎ ﻭﺘﺒﻌﻴﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻭﺯ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، كل ﺫﻟﻙ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻀﻐﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
أما التحديات الاقتصادية فتتمثل في صعوبة الوضع الاقتصادي لهن، وصعوبة الإنفاق على الأسرة وعدم تقاضي الحد الأدنى للأجور في العمل، مما يفاقم من التحديات الاقتصادية لديها ولأسرتها .
وتمثلت التحديات القانونية التي تواجه الأرملة المعيلة بالوصايا على الأولاد وحضانتهم والإجراءات القانونية المتعلقة بالأمور المذكورة .
ويعتبر التعليم والعمل من مصادر القوة للأرملة المعيلة، حيث ساهما في زيادة قدرتها على اتخاذ القرارات المتنوعة سواء الروتينية أو الإستراتيجية لها ولأسرتها.
وأشرف على الدراسة كل من د. فدوى اللبدي والدكتورة سماح الصالح.
المصدر: موقع أصداء وصفحة الباحثة شهيرة البلبيسي