حازت الطفلة بتول أبو عقلين (15 عاماً) على الجائزة الأولى، ضمن مشاركتها في مسابقة بارجيل الشعرية الدولية – فئة القصيدة باللغة العربية- لليافعين، التي تنظمها مؤسسة بارجيل للفنون – Barjeel Art Foundation، عن ست فئات في مجال الشعر.
وتُعتبر أبو عقلين أصغر فائزة بالجائزة الشعرية، حيث تبلغ من العمر 15 عاماً، عن نصّها الشعري “لم أسرق الغيمة“، الذي كتبته من وحي لوحة أحلام المُعتقلة (1961)، لــلفنانة التشكيلية المصرية الراحلة إنجي أفلاطون، في سياق دعوة المسابقة للشعراء المتقدمين للتفاعل عبر نصوصهم مع لوحات فنية من العالم العربي.
وعن لحظة الفوز وصفت بتول ذلك قائلة: “الشعور بالإنجاز أمر عظيم!”، وتابعت: “خالتي شغوفة بالكتابة وقامت بإرسال دعوة المسابقة وشجعتني على المشاركة وشاركت فعلاً في أغسطس/آب 2020! فمنذ تلك اللحظة وأنا أَتَفحّص بريدي مراراً بترقب وحماسة كبيرين، حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ثم توقفت عن ذلك، كدت أفقد الأمل حتى فوجئت قبل أيام برسالة من القائمين على المسابقة تخبرني بالفوز وكانت فرحة لا توصف!”.
كيف تشكّلت غيمة بتول أبو عقلين وكيف بدأت الحكاية؟
بتول أبو عقلين من الأطفال الأعضاء الفاعلين في نادي بيت الأدب بمركز الطفل في غزة، ومن روّاد مكتبة المركز. تقول بتول في وصفها لتجربتها الأدبية في النادي إنها مثلت البذرة الأولى التي أنبتت وأينعت فيما بعد أدباً وشعراً.
“جئت إلى “القطّان” لأول مرة عندما كنت في الصف الخامس، كنت أحمل في يدي مذكرة “نوتة” بنفسجية اللون، كتبت فيها أول خاطرة لي كانت عن البحر، وأحتفظ بها لهذا اليوم، كانت مشاركتي خجلة ومترددة في النادي … “.
تضيف: “آنذاك لم تكن تربطني أي علاقة مع الكتب وكنت لا أحب الكتابة … ولكن بمجرد تواجدي في مكان مثل “القطان” يشجع ويحتضن أشخاصاً يقرأون، حفزني ذلك، ومن هنا بدأت الحكاية”.
كانت مشاركة بتول الفاعلة في نشاطات بيت الأدب هي الشعلة التي انطلقت بها في عوالم الكتابة الإبداعية وحملت تلك التجربة على مدار سنوات عبر انخراطها في النادي وخوض غمار التجربة الأدبية ومراكمتها، من خلال مشاركاتها في الأمسيات الأدبية، واستضافات الأدباء والشعراء ومحاورتهم واللقاءات الدورية للنادي، الأمر الذي ساهم في بلورة تجربتها الأدبية وصقلها، وُصولاً لمشاركتها في إصدارات مجلة “بعض من الحب والحياة”.
في هذا السياق، تقول بتول: “هناك كُتّاب وشعراء كان بالنسبة لي حُلم أن أقابلهم، الواقع فاق أحلامي، فالنادي أتاح الفرصة ليس فقط لمقابلتهم، بل مُحاورتهم والاستفادة والتعلّم من تجربتهم، حتى أنني كَوّنت علاقات اجتماعية مع كُتّاب واستمرينا بالتواصل”.
وتضيف: “اللقاءات بالكُتّاب أمدّتني بالشغف الكبير كي أكتب أكثرـ وساهمت في تدفق المشاعر العظيمة بداخلي، فبعد كل لقاء أتحفّز لأكتب كثيراً كثيراً”. وتضيف: “كنت أحظى بتشجيع ودعم كبيرين من قبل مس هبة التي حبّبتني في الكتابة”.
وترى بتول التي استهلّت النص الفائز بعبارة “أجوب أزقة المخيم، صدى كلماتي لا يتسع سوى لقلبي المهترئ”، أنه لا يمكن للكتابة أن تكون بمعزل عن محيطنا، فقد تأثرت برواية للكاتب الفلسطيني يسري الغول بعنوان “الموتى يبعثون في غزة” الذي كان يحكي عن المخيمات الفلسطينية بتفاصيلها، الأمر الذي انعكس على محتوى النص الذي كتبته متأثرةً بذلك، قائلة: “حبي للمخيم تَكوّن في قلبي عبر قراءة روايات اللجوء الفلسطيني، والمخيم هو واحد من الأماكن التي أنتمي إليها في المُخيّلة، وتمنيت أن أعيش طفولتي بها”.
اكتشفت بتول أن المَلَكة الكتابية كانت تسكن بداخلها منذ نعومة أظافرها، قبل مشاركتها في النادي، ولكن على حد تعبيرها: “كان الأمر بحاجة إلى صفعة”، لإخراج ما بداخلها في هيئة كلمات واستعارات وتعابير أدبية مُتمكنة.
وعن أحلامها تقول بتول: “أحلم أن أتخصص في الأدب، وأن أكون كاتبة مقالات في الصحف، أما حلمي الأعظم بأن أصبح في المستقبل مدربة كتابة إبداعية بقلب وخيال كبيرين”.
نادي بيت الأدب في مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، هو المظلة الإبداعية التي تهتم بتنمية قدرات الأطفال في مجال الكتابة الأدبية والإبداعية ودمجهم بالحياة الثقافية والأدبية بكافة أشكالها، ومساعدتهم على النشر؛ سواء كان الإلكتروني أو الورقي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الإصدارات الأدبية الورقية، من خلال تنفيذ ورشات متنوعة ما بين النظري والعملي. كما يتيح الفرصة للأطفال للالتقاء مع أدباء وملهمين ومحاورتهم.
المصدر: موقع مؤسسة عبد المحسن القطان وصفحة الفيسبوك