اتفق عدد من الأمهات بأن التعليم عن بعد، الذي فرضته جائحة كورونا، لم يكن خيارا موفقا، وتسبب بنتائج سلبية على الصحة النفسية للأطفال ومستوى التحصيل الدراسي لهم، علاوة على كونه عبئا ثقيلا على الأمهات والآباء، الذين تحملوا مسؤولية متابعة دروس الأبناء وواجباتهم المنزلية ومستواهم الدراسي في أثناء قيامهم بأعمالهم التي تمليها عليهم وظائفهم.
بات الجميع مجبرا على القيام بأدوار إضافية؛ لكن البدائل غير متاحة حتى الآن، إلا أن ما لا يمكن إغفاله هو كيف يمكن إقناع الطفل الملول، أو الذي تم تشخيصه باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أن ينتبه لدروسه في ساعات طويلة بالمنزل لا في بيئة المدرسة.
ويفتقر الأشخاص المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة إلى مهارات الأداء التنفيذي؛ مما يعني أنهم غير قادرين على إدارة المهام مثل الانتباه والتنظيم والتخطيط، والمراقبة الذاتية؛ لكن فهم سبب مشكلاتهم مع هذه المهارات سيسمح لك بفهم الإستراتيجيات التي تساعدهم على النجاح.
هناك طرق لمساعدة طفلك على التركيز خلال عام دراسي غير عادي، بغض النظر عن طريقة التعلم. و ستساعدهم هذه الإستراتيجيات الموصى بها من الخبراء على الانتباه أثناء مذاكرة دروسهم، حتى لو كانوا ممن تم تشخيصهم بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
التنظيم
يميل الطلاب المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى فقدان الأشياء، ونسيان التعليمات، وتأخير أداء واجباتهم المدرسية، وغالبا ما يبدؤون مشروعاتهم المدرسية في أوقات متأخرة من الليل؛ لذلك تصبح مساعدتهم في تنظيم جدولهم وأدواتهم خطوة أساسية ينبغي البدء بها.
اشتري مخططا أو لوحة كبيرة لتنظيم المهام وتوضيح مواعيد التسليم أو الانتهاء منها. وكذلك خزانة أو صندوقا للكتب وآخر للأدوات المكتبية، وعلى الطفل أن يضع كل ما يتعلق بالدرس الذي تم الانتهاء منه في المكان المخصص له، قبل البدء بدرس آخر.
الجدول
يمكن للوالدين والأطفال العمل معا على تصميم جدول يومي ثابت في بداية كل يوم أو أسبوع. وتأكدي من تضمين الأعمال المدرسية والغداء والأنشطة الترفيهية ضمن الخطة اليومية؛ ولكن الأهم من تصميم الجدول هو الالتزام به.
وسيحتاج الأمر إلى مزيد من المتابعة حتى يعتاد طفلك على الروتين اليومي.
الحد الزمني
لا يستطيع الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه معرفة مقدار الوقت الذي مر؛ لذا فإن تخصيص حد زمني للأنشطة لا يمكن أن ينجح إذا لم يكن لديهم إشارة إلى الوقت. لذلك ينبغي الاستعانة بالمنبه لتوجيههم بانتهاء الوقت.
وحتى لو تطلب النشاط مزيدا من الوقت، يجب أن يتم إضافة 10 دقائق أخرى كي يدرك الطفل أن المهام دائما مرتبطة بالوقت وليست عشوائية. ويجب أن يتم تنبيه الطفل إلى انتهاء الوقت.
المكافآت
كافئي طفلك حتى لو لم ينته من مهمته بصورة كاملة، لا سيما لو لاحظت محاولته التركيز قدر استطاعته لأداء المهام، وينبغي أن يشعر أن المكافأة مرتبطة بانتهاء المهمة؛ لكنك تقدرين في الوقت ذاته مثابرته لتنفيذ الواجبات.
واحرصي على أن تكون المكافأة مُرضية لطفلك، لا أن تكون مجرد ما هو متاح لديك. فإذا كان طفلك لا يحب الشوكولاتة، فهي بالتأكيد ليست مكافأة محفزة له. حتى لو كانت المكافأة من أكثر الأشياء المزعجة لك كاللعب أو مشاهدة التلفاز، يمكن أن تصبح تلك الطريقة تقليل ساعات التعرض لتلك الألعاب بتحديد وقت بسيط كمكافأة له على تنفيذ المهام.
تشجيع الحركة
قد يبدو الأمر غير منطقي بالنسبة لشخص غير مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ لكن لا تحاربي طبيعة طفلك المصاب بفرط الحركة، حاولي فقط السيطرة على سلوكه، يمكن للحركة أن تساعد في الحفاظ على التركيز. لذا استخدمي الألعاب الحركية لمساعدته على فهم الدروس، ولا تعتمدي فقط على الدروس التي تتضمنها الكتب الدراسية.
التشجيع والمساندة
ينبغي أن تدركي قبل الآخرين أن الجميع يمرون بظروف استثنائية، فلا تتوقعي نتائج غير تقليدية، التحصيل الدراسي المتوسط والبسيط يعد إنجازا كبيرا لطفلك في ظل هذه الظروف المربكة، لا تقارنيه بأقرانه، وكل ما لا يمكن إدراكه الآن سيتم تعويضه لاحقا.
وكل ما تحتاجينه أن تحافظي على الروتين اليومي التدريجي لتنفيذ المهام الدراسية والسلوكية.