نهاد وهدان… علامة فارقة في بلدية بيتونيا
أول مَن شكلت لجانًا للسلم الأهلي في الهيئات المحلية… ساهمت في تغيير الصورة النمطية عن أداء المرأة
لا تقصّر أبدًا في عملها، وتحاول أن تساعد الجميع، تحب الاستفادة من كل فرصة تتاح لها، تحرص على الاستفسار عن كل مشروع تنفذه البلدية من مبانٍ وتعبيدٍ للطرق، كانت مشاركةُ نهاد وهدان، رئيس وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الداخلية، في الحياة السياسية بدافع تقديم خدمات للمواطنين في بلدية بيتونيا بعد مشاركتها في الانتخابات الأخيرة.
كان لإصرارها على المتابعة والاستفسار الدائم عن كل الأنشطة والمشاريع التي تنفذها البلدية، دَوْرٌ في تغيير الصورة النمطية عن المرأة، فكان عليها أن تكسب ثقةَ مَن اختارها في الانتخابات، فوجودها دعمٌ للنساء، وترى أن عملها كرئيس وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الداخلية، يجب عكسه على عملها في البلدية، من خلال مراعاة المشاريع للنوع الاجتماعي والتأكيد على أن هذا المصطلح لا يقتصر على المرأة فقط بل يشمل الفئات كافة.
بعد إعلان حالة الطوارئ نتيجة لانتشار فيروس كورونا كان لها دورٌ في تشكيل لجان الطوارئ في مدينة بيتونيا لمواجهة الجائحة، فكانت عضوًا في خلية الأزمة وبدأت في وضع برنامج يعمل على مراعاة ظروف النساء وتوفير احتياجاتهن في الجانب الإغاثي والنفسي، ومتابعة قضايا العنف مع الأمن في غرفة العمليات، إضافة لعمل دراسة بحثية بعنوان “أثر جائحة كورونا على النساء في مدينة بيتونيا” بالتعاون مع المركز الفلسطيني للدراسات والأبحاث، عن طريق أخذ عينات من مؤسسات المجتمع المدني ومن النساء اللواتي استفدن من الخدمات التي تم تقديمها، وكانت أكثرها من نساءٍ يعملْن في رياض الأطفال والحضانات والمشاريع المنزلية، ناهيك عن الأنشطة الترفيهية المميزة التي ساهمت فيها بلدية بيتونيا ودعمتها، من أجل التخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأطفال، فكانت هناك فعالية في عيد الفطر السعيد تتضمن فقرة الحكواتي وتوزيع الألعاب.
إن الجائحة أعادتها إلى صور التطوع في الانتفاضة الأولى، من خلال تقديم كلّ ما يمكن للشعب والمواطنين، فخلال هذه الفترة كان يتم توفير أكثر من ألفين وجبة غذائية وتوزيعها في بيتونيا والمناطق التي حولها، وتشمل بشكل خاص المسنين والأحداث.
كانت نهاد وهدان مُبادِرة في تشكيل لجان السلم الأهلي التي تضم رجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والأمن، بهدف الحفاظ على النسيج الوطني الفلسطيني وللتأكيد على أنه رغم كل الاختلافات فإن الوطن أكبر من كل شيء، إضافة إلى تنفيذ برنامج زراعة مناطق “C” الذي يهدف لتعزيز الثبات والصمود، والذي تم اقتراحه في اليوم الوطني للمرأة، وقد كانت متواجدة منذ اليوم الأول على حواجز المحبة، وبتواصل دائم مع الناس لتوفير كافة احتياجاتهم، وخاصة مصابي كورونا.
عملت مع خلايا الأزمة على متابعة قضايا عدة، وأشرفت على جمع التبرعات من خلال التواصل مع الأهل في الشتات والمستثمرين في المدينة، لتقديم الاحتياجات وعدم التصرف بميزانية البلدية المقرة من الحكومة، وقامت بتقديم خدمات بأكثر من اثنين مليون شيقل لبلدية بيتونيا والقرى المجاورة.
واجهت عضو الهيئة المحلي عدة تحديات في بدايات عملها في الهيئة المحلية منها تفاوت واختلاف الأفكار بين أعضاء الهيئة، حيث يعتقد بعضهم أن بعض القضايا لا وجود للمرأة فيها، فكانت أزمة المياه التي تعرضت لها بلدية بيتونيا في بداية عملها دافعًا لتقديم الخدمة للمواطنين والتأكيد على أنها على قدر المسؤولية، وأن ساعات العمل الطويلة ولساعات متأخرة في الليل، لا تشكّل مانعًا لدعم الأهل والاستماع لشكواهم والعمل على إيجاد حلول لها.
ما أضافه برنامج توجيه عضوات الهيئات المحلي الذي تنفذه وزارة الحكم المحلي لها بإشراف موجهتها ريما نزال هو مهارة تنظيم الأمور.
كان هدفها من المشاركة في البرنامج هو كسب الهدوء في التعامل، وكيفية تنظيم الأمور، وأهمية العمل والتخطيط للعمل والبحث عن بدائل خاصة بعد العالم الرقمي الذي فرضته الجائحة، وهذا ما حققته عبر اشراف موجهتها وطاقم برنامج التوجيه حيث انعكس إيجابا على أدائها في عملها في وزارة الداخلية، فتم تصميم خطة طوارئ لتنفيذ الأنشطة ، وتنصح وهدان كل عضو، بالابتعاد عن كل الأمور السياسية والعشائرية، وأن تحرص على تقديم الخدمة للمواطنين كافة، وأن تكون صاحبة كلمة حق ولا تتأثر بأي إنسان، فهي كالرجل وهو ليس أقوى منها، وتتمنى استفادة عدد أكبر من الهيئات المحلية بعد التحاقها في البرنامج بعد إجراء الانتخابات القادمة.
متابعة و رصد : رؤى عطا