امرأة اجتماعية ومغامرة، ومتطوعة لأبعد الحدود، لديها شبكة علاقات واسعة، وقدرة على التكيّف مع أي عمل تقوم به، هكذا تصف ابنة بيرزيت رانيا جاسر عبدالله نفسها، فهي عضو مجلس بلدي بيرزيت لدورتين متتاليتين ، ففي عام 2017شاركت في الانتخابات ضمن قائمة فتح ونجحت بالتزكية، وهي متزوجة وأم لأربعة أولاد.
عملها السابق كحارسة في جامعة بيرزيت ساعدها كثيرًا في التأقلم مع العمل الجديد كعضوة في بلدية بيرزيت، فكانت حريصة على معرفة كيفية تنفيذ الخطط الاستراتيجية والمشاريع والعطاءات التي تقوم بها البلدية، وكان عليها التأقلم مع هذا الوضع الجديد بالإضافة للتعامل مع الناس، وتنمية معلوماتها وزيادة ثقافتها والتعرف على القوانين التي تعمل بها البلدية، فشاركت في الدورات التي عقدتها وزارة الحكم المحلي.
كانت مُشارِكة فعّالة جدًّا في النشاطات ، وحاضرة بشكل مستمر للاجتماعات، وتقدم معارضتها على بعض القضايا المطروحة، ومتواجدة في أغلبية اللجان المشكَّلة داخل المجلس مثل لجنة العلاقات العامة، العطاءات والمشاريع، تنظيم وبناء… إلخ.
كانت عبارة “رانيا لا تصلح لأن تكون عضوة مجلس بلدي” أول التحديات التي واجهتها في بداية عملها، إضافة للتحديات الحزبية والعائلية التي وقفت عائقًا أمام عملها، ورغم الاستهانة بها فقد أثبتت وجودها بقوة وأنها امرأة لا تستسلم بسهولة، وإن المحاولات الكثيرة لتوريطها في اية مخالفات أعطتها دافعية للاستمرار في مهامها وإثبات وجودها.
في فترة جائحة كورونا رغم صعوبتها على البلديات، كانت متواجدة في الميدان وتقدم المساعدات لكل من يلجأ لها، وأثبتت أنها قادرة على مساعدة الجميع.
بصمتها وإنجازها كانا واضحيْن في النشاطات والمبادرات التي كانت تنفذها، من حيث تقديم المساعدات للأسر الفقيرة في البلدة، إضافة لتشكيل مجلس ظلّ للبلدية يضم سيدات نشيطات مجتمعيًّا في البلدة، حيث يتم عقد اجتماعات دورية للمجلس، لنقل الخبرة لهن، في حال انعقاد انتخابات جديدة في المجلس القادم
فإن هؤلاء النساء تكون لديهن الخبرة والمهارة الكافية للانضمام والمشاركة بفعالية في الهيئة المحلية، إضافة إلى كونهن مساندات لعضوات المجلس عند تنفيذ الأنشطة، مثل تنظيم يوم طبي لكبار السن، ونشاط ترفيهي للأطفال، وتنفيذ مبادرة إعداد وجبات طعام في منازلهن لطلبة جامعة بيرزيت خلال جائحة كورونا.
انضمت رانيا جاسر إلى لجنة إسناد البلدية التي تم تشكيلها من قبل وزارة شؤون المرأة بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي، معتبرة وجودها في المجلس وتقبّلها بين الناس والتحرك بحرية داخل البلد من أكبر الإنجازات التي تفخر بها.
كان لمشاركتها في برنامج توجيه عضوات الهيئات المحلية الذي تنفذه وزارة الحكم المحلي أثرٌ في التعرف على القوانين التي لم تكن العضوات على اطلاع عليها داخل المجلس، فالبرنامج أتاح لها فرصة للنقاش والاستفسار، وهذا الأمر ساعدها على النقاش بقوة داخل اجتماعات الهيئة المحلية، فالبرنامج زادها قوة وفعالية وإدراكًا للكثير من القوانين والقضايا التي تواجه عمل المجالس المحلية.
وكان لموجهتها ريما نزال دورُ في توجيهها الى مكامن القوة في شخصيتها وكيفية استثمار طاقاتها في التنظيم والتخطيط الجيد لتفعيل دورها في الهيئة المحلية وخدمة المواطنين والمواطنات.
ومن اللقاءات الهامة في البرنامج التي استفادت منها كثيرًا كما تقول: “لقاء إدارة الأزمات داخل البلدية وكيفية فرض صوتك على الأعضاء بالحجة والبرهان، ناهيك عن لقاءات كيفية التعامل مع التكنولوجيا واستثمارها خلال فترة الجائحة واستخدام تقنية ال zoom لحضور الاجتماع خلال فترة إصابتي بالفيروس”.
تشجع رانيا جاسر كل امرأة على خوض هذه التجربة، رغم عدم سهولتها فكل امرأة لديها قوة وقدرة على أن تكون في موقع صنع القرار وأن تتدرج في عدة مناصب، معتبرة المرأة كل المجتمع وليس نصفه، وعليها عدم الالتفات للحزبية والعائلية وأن تكون صاحبة قرار، وأن تلجأ دائمًا لكسب المعرفة والثقافة والمعلومات والاطلاع على القوانين التي تفيدها في عملها، وأن تكون فعّالة ومشاركة في النشاطات واللجان كافة.
متابعة ورصد : رؤى عطا