استقالة المجلس لم تثنِها عن الاستمرار في النجاح وخدمة أهالي بلدتها
ظريفة محمد الأقطش، ناشطة مجتمعية من بلدة بيتا، خلال عملها كعضوة في جمعية نسوية مدة ثلاثين عامًا، لاحظت بعض المشاكل والشكاوى من السيدات، تمثلت بصعوبة وصولهن للهيئة المحلية في ظل الثقافة المجتمعية السائدة، فقررت المشاركة في الانتخابات، بهدف العمل على إيصال رسالة السيدات وطرح مشاكلهن والعمل على رفع قدراتهن بتوفير أنشطة ومشاريع. وقد لمست التغيير على واقع النساء في البلدة، وتغيير فكرتهن حول البلدية خلال سنوات عملها الأربع.
في بداية عملها في البلدية واجهت التهميش من بعض الأعضاء والمعارضة على حضورها للاجتماعات وطرح وجهة نظرها، أو حول مشاركتها بالأنشطة داخل البلدة، ولكن إصرارها على المعرفة والتعلم، وتواصلها مع وزارة الحكم المحلي أَكَد لها أهمية فعالية المرأة في مناصب كهذه، وشكّل لديها دافعًا للتحدي لإثبات وجودها وأنها لا تختلف عن أي عضو، وخاصة بعد تشجيع الناس لها لنشاطها.
خلال الفترة السابقة، واجهتْ تحدي استقالة المجلس المحلي، نتيجة حدوث خلافات بين أهل البلدة وأعضاء المجلس.
هذه المناكفات لم تبعدها عن استمرارها في تقديم الخدمات المجتمعية رغم شعورها بالإحباط فور اعتماد الاستقالة، فكان برنامج توجيه عضوات الهيئات المحلية الذي تنفذه وزارة الحكم المحلي دورٌ في رفع معنوياتها، ناهيك عن دور موجّهَتِها لبنى الأشقر في دعمها نفسيا ومعرفيا في كيفية تجاوز هذه الأزمة، والتغلب على التحديات وإكمال مشوارها.
في فترة جائحة كورونا ونتيجة الإغلاقات التي أدت إلى إعاقة تنفيذ ما كان مخططٌ له من ورش وأنشطة توعوية، اتجهت للتشبيك مع وزارة الزراعة والحصول على أشتال وزراعتها في مناطق “C” في جبليْ العرمة وصبيح، خاصة أن بلدة بيتا شهدت في الفترة الأخيرة مواجهات في عدة نقاط مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. بالإضافة إلى توفير أشتال لبعض العائلات للاعتماد عليها كمصدر دخل خلال الجائحة، مع الحرص على توجيه العائلات حول كيفية الاعتناء بالمحاصيل وطريقة تسويقها، كما عملت على توفير سلّات غذائية وأدوية وأجهزة طبية لمن يعجز عن توفيرها من خلال تواصلها مع عدة مؤسسات مجتمعية وصحية.
ولدورها في خدمة المجلس المحلي، تم اختيارها ضمن مجموعة من العضوات والنساء الفلسطينيات الفاعلات والنشيطات في لجان الإسناد وتكريمها من قبل وزيرة شؤون المرأة.
كان لبرنامج “توجيه عضوات الهيئات المحلي الذي تنفذه وزارة الحكم المحلي “دورٌ في تمكين قدراتها في عدة قضايا ومجالات وخاصة في مجال القوانين المعمول بها داخل المجالس المحلية، وبناء شبكة علاقات داخل البلدة وخارجها، وساهم البرنامج في إعطائها المهارات والخبرات والدافعية التي تساعدها على خوض تجربة الانتخابات مرة أخرى.
كما مكنها برنامج التوجيه من التشبيك مع مؤسسات محلية، حيث استطاعت افتتاح صف مدرسة الأمهات، ونفذت عددًا من الأنشطة والمشاريع من خلال التواصل مع عدة شركات ومؤسسات، مثل فتح مشروع إنتاج حلويات للسيدات بإشراف مدربة في هذا المجال، وهذا المشروع ما زال مستمرًّا والسيدات يُسوّقنَ هذه المنتوجات، وهذا أعاد لها الاعتبار بعد استقالتها الجبرية، وفرضتْ احترام أعضاء البلدية الجدد لها.
تنصح الأقطش كل امرأة بعدم الخوف من خوض التجربة الانتخابية، فهي بحاجة للثقة بالنفس وحب المغامرة وتحدي الصعوبات كافة، فخوض هذه التجربة أمر رائع جدًّا فهي تعزز مكانة المرأة وتقوي شخصيتها.
متابعة و رصد : رؤى عطا