تطمح الشابة الغزاوية نور أبو سيدو لتحويل مبادرات أنا إنسان التي باشرت بها منذ سنوات قليلة إلى مؤسسة خيرية تخدم المرضى في قطاع غزة وذلك نظرا للحاجة الماسة لخدمة مثل هذه الحالات التي بالكاد تستطيع توفير قوت يومها أو تفاضل بين طعامها و دوائها في بعض الأحيان.
موقع ومجلة المرأة الفلسطينية والعربية أنتِ لها رصدت ما قدمته الشابة في هذا الإطار وخصصت لقاء موسعا معها للتعرف عليها أكثر وعن تلك الأسباب التي دفعتها نحو هذا العمل الخيري رغم دراستها في مجال التحاليل الطبية.
أنتِ لها: من هي نور أبو سيدو؟
نور: أنا نور ماهر أبو سيدو مواليد 26/6/1996 عمري 26 سنة وتخرجت من تخصص التحاليل الطبية في كلية العلوم الصحية من الجامعة الإسلامية في مدينة غزة وذلك وفقا لإرادة والدي رحمه الله.
درست الإبتدائية في مدارس الحكومة والإعدادية في مدارس الوكالة التابعة للأونروا ثم التحقت بدراسة الثانوية العامة بمدرسة بشير الريس وتخرجت من التوجيهي بمعدل ٨٢% عام 2015.
ولدي خبرة في العمل الخيري منذ ٣ سنوات، وخبرة في عمل المختبرات منذ عامين.
وهواياتي الموسيقى والقراءة والرسم.
ا
أنتِ لها: ما هي التحولات المفصلية في حياتك؟
نور: خلال دراستي الجامعية مرض والدي مرضا شديدا بالكبد، وهو مريض بالسكري منذ صغري، وساءت صحته في آخر سنة لي في مرحلتي الجامعية، وفي يوم حفلة تخرجي أصابته نكسة صحية شديدة منعته من حضور التخرج.
وبعد شهرين من تخرجي بيوم عيد ميلادي الـ ٢٤ دخل والدي بغيبوته الأخيرة وتحديدا في غيبوبة الكبد وتوفي بعدها بأيام.
أنتِ لها: ماذا عن مسيرتك بعد ذلك؟
نور: بعد وفاة والدي التحقت لفترة التدريب بمختبرات في مستشفيات غزة وبدأت أنخرط بالمجتمع، وانصدمت بالواقع الصعب الذي يعيشه القطاع وخاصة في نقص العلاجات والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى، وكنت أصادف مرضى بعدد كبير غير قادرة على توفير العلاجات وعمل التحاليل المخبرية.
وأكثر موقف كان بمثابة حافز لي لعملي في المجالات الإنسانية هو مصادفتي لطفل مع أمه في مستشفي رنتيس بغزة ، كان الطفل يعاني من التهابات شديدة ومحتاج لإبرة البنسلين وإجراء تحاليل الحساسية وهما غير متوفرين بمستشفيات الحكومة والأم من أسرة متعففة جدا وكانت تبكي، فقمت بأخد روشتة الطفل المريض وصورتها على هاتفي خاص ونزلت مناشدة طارئة على صفحتي عبر مواقع تواصل الأجتماعي وبعد دقائق من مشاهدة المناشدة تبرع مختبر بإجراء التحاليل وصيدلية تعهدت بتوفير الأبر للمريض.
كما أن تجربتي من مرضي والدي ومعاناتنا بتوفير علاجاته وصولا إلى وفاته وهذه الصدفة مع المريض كانت أكبر دافع لي لدخولي إلى مجال العمل الخيري، وبعدها أصبحت أنشر مناشدات عاجلة لمرضى غير قادرين ماديا لتوفير علاجاتهم.
أنتِ لها: ما الذي جرى بعد ذلك؟
نور: تحولت من المناشدات لمبادرات خيرية سميتها “أنا إنسان” مبادراتي كانت شاملة المرضى غير القادرين ماديا لمساعدتهم بتوفير العلاجات وإجراء تحاليل مخبرية وتوفير طرود نقدية وزكاة مال مقدمة من أهل الخير لمبادرات أنا إنسان شملت توفير طرود غذائية ولحوم وكسوات للأطفال لأسر متعففة جدا.
من خلال مبادرات أنا إنسان وصلت لأكثر من ٢٠٠ أسرة متعففة وأكثر من ١٠٠٠ مريض بمجهود شخصي تطوعي مني وأنا لا أنتظر أي مقابل من أحد، وأبذل جهدي دائما وأبحث جيدا قبل تقديم المساعدة حتى لا أقع في فخ التسول الكاذب.
وفي ظل استمرار الشابة نور على مبادراتها الخيرية حصلت على تكريم من الاتحاد الدولى للأدباء والشعراء والعرب وحصلت على درع تكريمي من شركة مأرب وتم منحها لقب سيدة مجتمع.
حضور في الإعلام
وتم استضافة الشابة نور من قبل قنوات فضائية محلية ودولية، ومنها قناة الكوفية والجزيرة aj+، والقدس اليوم ووكالة سبق الأخبارية ٢٤ .
أنتِ لها: ماذا عن طموحك؟
نور: أطمح أن أحول مبادرات أنا إنسان إلى مؤسسة خيرية أساعد فيها كل مريض محتاج إلى الدواء وأقف بجانب الأسر الفقيرة.