المهندسة أحلام تجعل من الحلم حقيقة وتنتج ثمار التنين الإستوائية في جيوس، بعزم وإصرار ومساعدة زوجها وأهلها تخطت الصعاب والتحديات مؤمنة بمقولة اليد العليا خير من اليد السفلى.
أنتِ لها: من هي أحلام صاحبة مشروع التنين؟
م.أحلام: اسمي أحلام عادل عبد اللطيف صالح، 47 عاما، من بلدة جيوس قضاء محافظة قلقيلية ودرست بكالوريوس الهندسة الزراعية في تخصص الانتاج النباتي من الجامعة الأردنية وتخرجت سنة ١٩٩٧.
أنتِ لها: ماذا عن البداية؟
م.أحلام: البدايات كانت في قطعة الأرض الخاصة بنا والتي تعرضت لاقتطاع جدار الفصل والتوسع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية حيث تم اقتلاع أشجار الجوافة والزيتون بعد سنوات من جهودي أنا وزوجي في رعايتها والعناية بها لسنوات، وتحملنا مرارة وويلات الدخول عبر بوابات الجدار وممارسات الإحتلال في الحصول على تصاريح لاجتياز البوابات، وعند القطف ووقت جني الثمار جاء جدار الضم والتوسع ليعيق الحركة كاملة ويقتلع هذا العمل وما تبقى من الأرض جزء يسير صعب ووعر خارج الجدار.
أنتِ لها: ماذا حصل بعد ذلك؟
م.أحلام: علمنا أنا وزوجي على الحفاظ على الجزء المتبقي وبدأنا بالتفكير بإعادة الزراعة مرة أخرى لما تبقى ولكن كانت الأرض هي المشكلة كونها وعرة وصخرية.
أنت لها: كيف كانت النقلة النوعية؟
م.أحلام: عملنا ليلا ونهارا لاستصلاح الجزء المتبقي من الأرض فقمنا بزراعة جزء منها بالجوافة أما الجزء المتبقي والصخري بحثنا عن حلول عملية لمعالجته فكان التوجه التربة الصناعية وكان الإقتراح من زوجي لزراعة فاكهة سبق وأن تذوقها في الصين دون أن يعرف اسمها وبعد البحث والتحري عرفنا أنها فاكهة عالمية وهي فاكهة التنين الإستوائية لذيذة الطعم وتباع في السوق العالمي والمحلي بأسعار باهظة.
أنتِ لها: كيف تغلبتم على طبيعة الأجواء المطلوبة لزراعتها؟
م.أحلام: بحكم أنها فاكهة إستوائية تحتاج لأجواء معينة قمنا بزراعتها في البيت البلاستيكي وحتى هذه المرحلة كانت هذه خطوات البداية وتطبيق الأفكار على الواقع حيث كانت التحديات واصطام الأفكار وتطبيقها بواقع التكلفة المادية العالية التي لم تكن كافية لكافة التفاصيل من عمليات استصلاح وتحسين وضع الأرض وتوفير الإمكانات اللازمة، وبالتالي تأجل الحلم قليلا حتى امتلاك الإيراد الكافي للمتابعة.
أنتِ لها: ماذا حدث بعد ذلك؟
م.أحلام: تصادف مع هذه الفترة إعلان الإغاثة الزراعية عن منحة لدعم المشاريع الريادية فتقدمت بفكرتي وحصلت على المنحة طبعا الأمور لم تكن بتلك السهولة لأن الحصول على الأشتال وقتها كان أمرا صعبا كونها لم تكن متوفرة في الضفة وكان من الصعب احضارها من الخارج للتعقيدات على دخول الأشتال عبر المعابر، فكان المصدر الوحيد هو الكيان الإسرائيلي وهاذا لم يكن متاحا بتلك السهولة إضافة إلى قلة المعرفة والخبرة بهاذا النوع من النبات وزراعته.
وتطلب ذلك بحث وعمل جاد للوصول إلى المعرفة في هذا الموضوع وتم تجاوز الصعاب والمشروع الآن يعمل والحمد لله لكنه في البدايات ولدي طموح بتكبيره وإضافة أصناف جديدة.
طبعا الثمار تباع بأسعار عالية والأشتال كذلك وهذا يوفر مردودا ماديا جيدا يشكل مصدرا داعما للأسرة حيث أن مشروعي هو مشروع للأسرة يعمل فيه كل الأفراد وأطلقنا له صفحة للتواصل عبر وسائل التواصل الإجتماعي باسم الجيوسي لفاكهة التنين.
أنتِ لها: ماذا أضاف مشروعك لفلسطين؟
م.أحلام: أضاف مشروعي منتجا فلسطينيا جديدا إلى السوق المحلي وبشكل منافس حيث كان المطروح منه في السوق هو المنتج الإسرائيلي فقط، وينافس بالنوعية أيضا كون المنتج الإسرائيلي المطروح ليس بالجودة العالية.
وضمن مشروعي انتاج ثمار نبات “البتايا” تحت المحمية الزراعية بهدف الحصول على جو مناسب وإنتاج مبكر
أنتِ لها: ماذا عن الدعم والمساندة والتمويل؟
م.أحلام: طبعا الدعم الكبير كان من زوجي الذي شجعني كثيرا للإستفادة من علمي بالزراعة واستثمارها في استحداث أفكار جديدة ولم يبخل علي بأي مساعدة يمكن تقديمها من كل النواحي، كذلك الدعم المعنوي والتشجيع من الأهل والأصدقاء
الدعم المادي الذي ساهمت فيه الإغاثه الزراعية وقد كان المشغل الأساسي لهذا المشروع وبفضل الله ودعمهم رأى المشروع النور إضافه إلى المتابعة والإطمئنان على العمل والمساعدة في التعريف بالمشروع والترويج له.
أنتِ لها: أخيرا ما هي رسالتك لنساء فلسطين؟
م.أحلام: رسالتي لنساء فلسطين “والله نساء فلسطين هن من يبعثن الرسائل لكل النساء في العالم ولكن اذكرهن بقول رسول الله اليد العليا خير من اليد السفلى أي أن اليد التي تعطي خير من التي تأخذ وأظن أن يد المرأة الفلسطينية هي العليا دائما وفي كل الميادين لذلك عليكن بالبحث والمتابعة والتفكير خارج الصندوق دون الشعور بالعجز واليأس.