استطاعت المهندسة عزة حواشين وعلى مدار ١٤ عاما بعد تخرجها من قسم الهندسة المدنية في جامعة النجاح الوطنية أن ترسم طريقها كما أرادت وجعلته قابلا للسير رغم كافة العراقيل.
ومن باب تشجيع العمل وتعزيز مكانة المرأة حاورت مجلة المرأة الفلسطينية والعربية أنتِ لها المهندسة عزة حواشين للتعرف أكثر عن عمل المرأة في مجالات الهندسة لاسيما تلك المدنية والمعمارية والتي تطلب أحيانا كثيرة العمل الميداني.
أنتِ لها: من هي المهندسة عزة حواشين؟
م.عزة: أنا المهندسة عزة إبراهيم محمد حواشين ٣٦ عاما أقيم في مدينة نابلس، وكنت قد تخرجت عام ٢٠٠٨ من قسم الهندسة المدنية من جامعة النجاح الوطنية، وعملت بالعديد من المشاريع الخاصة والعامة وحاليا أدير مكتبي الخاص” مكتب مزايا للهندسة والإعمار ” تخصص أبنية وطرق.
أنتِ لها: ما الذي دفعك لتعلم الهندسة المدنية؟
م. عزة: منذ طفولتي وأنا أحب الهندسة وكان ذلك يظهر واضحا لعائلتي عندما أجلس بالأيام وأنا أعمل مجسمات لبيوت ومدن كاملة بالكرتون وأيضا هوايتي برسم البيوت والطبيعة وما إلى ذلك.
ولم يحالفني الحظ بدراسة الهندسة المعمارية كما كنت أحلم، وكان نصيبي دراسة الهندسة المدنية، إلا أنه بسبب شغفي بالهندسة المعمارية حاليا أمارس الهندستين المعمارية والمدنية بسبب عملي بمكتبي الخاص.
وعملت بالعديد من المكاتب الهندسية وشركات المقاولات منذ تخرجي، في أغلب محافظات الوطن ، وبمشاريع بكل التخصصات تقريبا وهو ما جعل لدي إلماما بكافة جوانب العمل الهندسي، حيث عملت بمشاريع الأبنية والطرق وخطوط المياه والكهرباء والصرف الصحي.
أنتِ لها: متى توجهتي لفتح مشروعك الخاص؟
م.عزة: عندما بدأت أشعر أنني أملك القدرة على إدارة الأعمال وحدي قررت البدء بعمل خاص وأسست مكتبي الهندسي وهو ما كان مناسبا لي أكثر في تلك الفترة بسبب المرونة بالوقت وصعوبة الإلتزام بدوام محدد بسبب أطفالي. حيث كنت أعمل في ساعات النهار قدر استطاعتي وأكمل الأعمال الباقية خلال ساعات الليل.
أنتِ لها: ماذا عن الصعويات؟
م.عزة: من الصعوبات التي واجهتني ببداية طريقي بالعمل في مجال الهندسة هو نظرة المجتمع للمهندسة حيث يعتبر عملنا من الأعمال الشاقة غير المناسبة للمرأة، حيث كانت تقال لي كثيرا جملة ” شو جابرك على هالشقا” إلا أن ذلك لم يستمر طويلا حيث استطعت إثبات نفسي بكل المجالات التي عملت بها من تصميم وإشراف على الأبنية وإشراف على مشاريع الطرق، ومن الصعوبات أيضا كثرة التنقلات بين المناطق والعمل أحيانا بأماكن بعيدة إلا أنني أستطيع أن أقول إن ذلك عاد بالفائدة علي حيث تعرفت وأتعرف يوميا على مناطق وقرى جديدة ما يجعلني أعرف طبيعة المناطق والناس في كل مكان أعرفه.
ومن الصعوبات لا أخفي أن المشوار كان صعبا منذ بدايته وليس كما يرى المجتمع المحيط ، فقد تعثرت مرارا وتكرارا وراودتني فكرة ترك العمل كثيرا إلا أنني وبسبب عزيمتي القوية والتشجيع المستمر من عائلتي وزوجي الذي كان له أثرا كبيرا بثباتي حتى اليوم.
أنتِ لها: ما هي نصيحتك لخريجات الثانوية العامة المقبلات على دراسة الهندسة؟
م. عزة: أنصح جميع المهندسات والمقبلات على دراسة الهندسة بالمثابرة والصبر والإجتهاد فلكل مجتهد نصيب، أحبي تخصصك وهندستك وكوني مقتنعة بها كي تصل القناعة لمحيط تواجدك أينما حللت، والطريق ليس ممهدا ولكن أنت من تملكين القدرة على جعله قابلا للسير، وستواجهين مجتمعا وعادات وتقاليد ولكن احرصي على أن تتركي أثرا طيبا ونقطة فارقة إيجابية في كل مكان تعملين به من شأنه أن يغير واقعنا نحن المهندسات للأفضل.
أنتِ لها: ما هي رسالتك للمرأة؟
م.عزة: أوجه رسالة للمرأة بشكل عام أن تحاول دائما بأن تحقق ذاتها وما تصبو له، ولا تجعل لليأس طريقا لأن يطرق بابها، فالمثابره تحقق الهدف دائما، والمرأة الفلسطينية بشكل خاص هي ملهمة وصانعة للحلم وصانعة للأجيال فلا شيء صعب عليها إلا المستحيل.