رغم مرور سنوات عديدة على تخرجها وزواجها وانجابها لأربعة أطفال وعملها في مجالات مختلفة بدءا بالترجمة ومرورا بالعمل الإداري وتنسيق المشاريع كان الحلم بالإنطلاق نحو مشروعها الخاص بعزم وإرادة هكذا كانت انطلاقة المواطنة الريادية سندس شريم خلف في مشروعها “شغف”للشموع Passion.Candles .
وفي سياق متابعة موقع المرأة الفلسطينية والعربية “أنتِ لها” لنجاحات المرأة وإبداعاتها كان هذا اللقاء مع السيدة سندس شريم خلف.
أنتِ لها: هل من الممكن أن نتعرف أكثر على السيدة الريادية سندس شريم خلف؟
سندس: سندس شريم خلف أم لأربعة أطفال رائعين وزوجة وموظفة، خريجة اللغة الانجليزية وآدابها من جامعة النجاح الوطنية. وعملت منذ تخرجي في مجال التدريس والترجمة والعمل الإداري وتنسيق المشاريع.
أنتِ لها: ماذا عن الفكرة وكيفية التحضيرات؟
سندس: منذ عدة سنوات، أردتُ أن أملك مشروعي الخاص بعيداً عن مجال تخصصي، وقمت بتجربة أكثر من مجال ولم أجد شغفي في أي منها ، إلى أن فكرت بأن أصنع شيئاً أحبه وأهتم به، لأني أؤمن بأن النجاح والإبداع حليف كل من يعمل بحب واهتمام.
ومن هنا اتجهت لعالم الشموع لأني احب اقتناءها وأعتبرها جزءاً أساسيا في منزلي. وفعلاً بدأت بالبحث المكثف عن موضوع صناعة الشموع، وحضور العديد من الفيديوهات التعليمية، ثم أردت التخصص بشكل مهني وعملي أكثر فاتجهت لأصحاب الاختصاص، وشاركت في دورة تعليمية شاملة تختص بتعليم الأساسيات في عالم الشموع. وأدركت في كل خطوة في هذا الطريق بأن عالم الشموع رائع وقريب من شخصيتي واهتماماتي، ويحتاج إلى الكثير من الفن والذوق والإبداع في الصنع والتنسيق والألوان والعطور والتغليف.
أنتِ لها: كيف كان اتخاذ القرار؟
سندس: اتخذت حينها القرار بأن أصنع من هذه الهواية وهذا الإهتمام عمل صغير بإمكانيات بسيطة، فقمت بإستيراد كل المواد المطلوبة للبدء بالمشروع، وكان التحدي الأكبر لنفسي بأن أبدأ هذا العمل دون أي مساعدة من أي حد، و دون أي تمويل رغم توفر عدة مصادر لكني رفضت وأردت الإعتماد على نفسي فقط.
وخلال عام كامل من البحث والعمل والدراسة في هذا المجال، بدأت فعلاً في مجال صناعة الشموع اليدوية المعطرة, وكان الشغف رفيقي في كل خطوة ومن هنا أسميت مشروعي الذي أطلقت اسم Passion.Candles “شغف”، حيث يشمل المشروع على صنع وبيع الشموع المعطرة بقوالب و علب مختلفة وجميلة وعصرية، وكذلك توزيعات خاصة للمناسبات باختلاف أنواعها وحسب الألوان والعطور المطلوبة.
أنتِ لها: كيف لمستِ نجاحك في “شغف”؟
سندس: لأن النجاح حليف كل عمل فيه مثابرة وجهد وتعب، فقد توسع مجال عملي الصغير إلى التعاقد مع بعض المؤسسات والجمعيات لإعطاء دورات تدريبية في هذا المجال، ولم يكن في بالي أبدأ أن يتطور عملي بهذه السرعة والحمدلله والفضل كله لله.
أنتِ لها: ماذا عن التسويق؟
سندس: مما ساعد على انتشار عملي والبيع بشكل أفضل هو التسويق عبر السوشال ميديا، حيث أنها منصات متوفرة للجميع ويسهل التعامل معها، فلم لا نستخدمها بما ينفعنا ونطور مشاريعنا و أعمالنا من خلالها.
أنتِ لها: كيف كانت النجاحات في البيع وما هي العوامل المساعدة؟
سندس: من أسس نجاح المبيعات لصاحبات المشاريع المنزلية هو وجود نقاط للبيع والإستلام والتسليم، أو تأمين طريقة توصيل واضحة ومفصلة للزبائن، والمصداقية في التعامل، وكذلك الإنتباه إلى التغليف الجيد حسب نوع السلعة لضمان وصول المنتجات دون أي أضرار.
أنتِ لها: ما هي أهدافكم القادمة؟
سندس: من أهم أهدافنا أننا نسعى في مشروع “شغف” إلى التوسع والوصول لأكبر عدد ممكن من الزبائن والأماكن، و نطمح في إنتاج شموع خاصة بنا بتصميم خاص وحصري، بعيداً عن الشموع التقليدية الموجودة في الأسواق.
أنتِ لها: ما هي نصيحتك للنساء والفتيات؟
سندس: نصيحتي للنساء الفلسطينيات، أنتِ قوية وقادرة على العمل والإبتكار والإبداع في أي مجال طالما كان الإلتزام والإبداع حليفك، شريطة أن لا نيأس، ونستمر في المحاولات والتعلم في المجال الذي نختاره.
إن العمل في أي مجال لمجرد العمل هو أمر عادي، بينما العمل في مجال تحبينه أنتِ يسمى شغف، لهذا ابحثي عن شغفك واصنعي منه جمالاً وإبداعا.
ونصيحتي لصاحبات المشاريع الصغيرة والمبتدئة، النجاح في الإستمرارية وليس في كمية الإنتاج، ولا تستعجلي نتائج جني الثمار مهما مر من وقت، ولا تقارني بداياتك بموسم حصاد الآخرين.
وأخيراً وليس آخراً : اذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره.
وبالختام، أشكر موقع المرأة الفلسطينية أنتِ لها على دعمهم للمشاريع الصغيرة في كافة أرجاء الوطن ، وعلى إيمانهم بأن المرأة الفلسطينية كانت وما زالت و ستبقى رمزاً للعمل المثمر والإبداع في كافة المجالات، وأنها قادرة على الإنتاج في كل وقت وتحت أي ظرف.