أكدت مدربة القيادة دلال القدومي من مدينة نابلس في حديث لها مع موقع ومنصة المرأة الفلسطينية أنتِ لها أن القيادة هي فن وذوق وأخلاق سواء كانت بالنسبة للرجال أو النساء وهذا يأتي بعد التعلم والإستفادة ومراعاة قوانين السير وحقوق الغير، كما أن السعي هو السبيل والطريق لتحقيق الأحلام والطموح.
المواطنة دلال فؤاد قدومي، 52 عاما، من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، متزوجة وأم، تزوجت في عمر صغير قبل الوصول لمرحلة الثانوية العامة ولم تحالفها الفرصة حينذاك لاستكمال المسيرة التعليمية، ولكن ومع مرور الوقت استطاعت تخطي الكثير من الصعوبات ومواصلة التعليم والحصول على العديد من الدورات ومنها “تعلم الطفل والتعبير عن شخصيته وتطور دراسته من خلال الدراما” وأيضا التنمية البشرية، وكذلك قوانين السير.
وعن توجهها لقيادة المركبات أوضحت أنها جاءت من خلال الموهبة وحبها للمركبات وفضولها من الصغر لمعرفة كيف يتم تشغيل المركبة وانبهارها بالمركبة.
وقالت القدومي: “الذي دفعني لتعلم قيادة المركبات عدة عوامل منها: الهواية والحلم من الصغر، والإصراري لتغيير واقعي وإثبات الذات، وإيماني بأنني قادرة على التغيير”.
وأضافت: ” لم أكن أفكر بمن سيقف إلى جانبي أو دعمي، كان كل تفكيري كيف سأساعد نفسي وأغير من واقعي نحو الأفضل”.
وعن انطلاقتها ومسيرتها أوضحت القدومي: “أن المسيرة كانت صعبةلظروف كثيرة أهمها الزواج بعمر الـ16 عاما، وعدم مواصلة المشوار التعليي، وعدم التمكن من التدريب وتحقيق الحلم بسبب عدم الحصول على شهادة الثانوية العامة”.
وعن تخطي هذه التحديات، أكدت أنها استطاعت بعد مرور 20 عاما حين كان ابنها يعد نفسه لامتحان الثانوية العامة شجعها ذلك على خوض غمار التحدي واشتكمال مشوار التعليم حيث تواصلت مع مديرية التربية والتعليم لأجل ذلك وحصولها على الموافقات اللازمة فكانت الفرحة لا توصف ورغم كل ذلك كانت هناك بعض العوامل السلبية والمحبطة غير المشجعة منها متطلبات الأسرة والالتزام بحضور المحاضرات وتقديم الإمتحانات بالمعهد والوزارة والسعي للحصول على مزاولة المهنة.
وينت القدومي، أن الإرادة تصنع المستحيل والثقة بالله تمنح الإنسان الأمل فكانت رعاية الله الرفيق المؤنس لمسيرتي وتحقيق حلم التدريب.
وحول المواقف الصعبة والطريفة التي رافقتها في مسيرتها، أشارت إلى أن أبرز المواقف الصعبة تأتي من السيدات اللواتي يعانين رهبة أكثر من المعتاد في القيادة أو السيدات اللواتي يعانين صعوبة في التعلم وغياب مهارات القيادة وهي أن تكون قائدة وقيادية لنفسها قبل قيادتها للأخرين.
وعن المواقف الصعبة، أوضحت أن لكل مهنة مخاطر وبالأخص قيادة المركبات، وقالت: “لا أبالغ لأنني كنت استغرب من نفسي عند تعلم القيادة فلم أفكر بالمخاطر حتى لا تسيطر علي بل كان كل تفكيري هو الطريقة المثلى في توصيل المعلومة وتطبيقها بكل سهولة ومراعاة شخصية المتدربة من خلال دراسة شخصيتها”.
أما بخصوص المواقف الطريفة، فتمثلت بانبهار السيدات عند تدريبهن من تحليل شخصيتهن بالتعرف على تفكيرهن خلال الدروس وكيفية انسجام المتدربات بالحصةص واحساسها الرائع بقدرتها على التعلم وتحدي الصعوبات وتعزيز قدراتهن من خلال التواصل البصري والنفسي”.
وعن تشجيع السيدات لتعلم القيادة بالشكل السليم قالت القدومي: “قيادة المركبات فن وذوق وأخلاق وعلى المتدربة أن تعتبر أنها هي المسؤولة عن حياة من معها في المركبة وبالتالي القيادة وفق الأسس والمعايير والإلتزام بالقوانين وقواعد المرور والسير واليقظة الدائمة، ونصيحتي لكل سيدة تقود مركبة أنتكون على أخلاق عالية وحسن تصرف ومراعاة الغير”.
وأضافت: “لكل سيدة تريد تعلم قيادة المركبات أن تتحلى بالصبر وطولة البال لأن التعلم لا يأتي بيوم وليلة واكتساب المهارة يحتاج للتدريب المكثف، وأن لا تقارن السيدات أنفسهن ببعض من حيث عدد الدروس والاختبارات لأن لكل سيدة قدرات مختلفة عن الأخريات”.
وعن حوادث السير خلال مسيرتها أوضحت أن الشكر لله بأنها كانت عبارة عن حوادث بسيطة لا تذكر ولم تؤثر على المسيرة ولكن كان هناك بعض الضربات الخفيفة خلال التعليم خاصة وأن الأسباب تعود لطالبات متدربات قدمن للتعلم والإستفادة.
وحول قيادة النساء للمركبات ونظرة المجتمع أوضحت أنه توجد فئة لا تفضل قيادة النساء وهنا أنصحهم بضرورة أن يعطوا النساء الفرصة اللازمة إثبات أنفسهم والتوقف عن التنمر.