امتازت بقدرتها على تخطي التحديات والعقبات بسرعة، وصنعت من كل مواجهة فرصة إضافية لتعزز من خبرتها وإمكانياتها وقامت بالانتقال التدريجي والمتميز منذ اللحظة الأولى ووصولا إلى الإحترافية ومستمرة في استكمال المشوار والمسيرة وتحولت من مجرد هاوية إلى احترافية في صناعة الكيك والحلويات، ومع مسيرتها ونجاحها تسلط مجلة وموقع المرأة الفلسطينية أنتِ لها الضوء على الشيف ياسمين حسون وحاورتها في هذا اللقاء الخاص.
أنتِ لها: من هي الشيف ياسمين حسون؟
الشيف ياسمين: ياسمين عبد الرحيم كامل حسون، العمر ٢٩سنة من نابلس متزوجة وحاصلة على شهادة التوجيهي ولم أكمل مشواري الجامعي بعد عام من التحاقي بالجامعة لعدم توفر تخصص يناسب ميولي وشغفي.
أنتِ لها: ما هو شغفك وطموحك إذا؟
الشيف ياسمين: “من طفولتي كان المطبخ المكان المفضل لدي حيث كنت أجد نفسي في مهام المطبخ وعند الطبخ أو عمل أي شيء كنت أبذل وقتا في ترتيب المكونات”.
أنتِ لها: ماذا أيضا؟
الشيف ياسمين: “كنت أتخيل نفسي مقدمة لبرنامج تلفزيوني يقوم بتعليم الطبخ”.
أنتِ لها: وماذا عن البدايات؟
الشيف ياسمين:بداياتي بمشروعي كانت نابعة عن طريق الصدفة من خلال صورة صحن كبة قمت بنشره على حسابي على مواقع التواصل الإجتماعي، وحصلت على تشجيع كبير من أهل منطقتي لأفتح مشروع للتواصي لبيع الكبة خصوصاً أنني كنت ساكنة بقرية والتواصي معدومه بالقرية.
أنتِ لها: وماذا عن حلمك؟
الشيف ياسمين: طبعاً حلمي كان يتمثل بافتتاح مشروع مختص بالمطبخ بشكل عام لكن كان التردد والخجل يغلبني، وخوفي من الفشل يمنعني، ولكن بعد التشجيع من الأهل والبيئة التي كنت فيها قمت بالخطوة الأولى وفتحت مشروع لتواصي الكبة رغم أنني لم أكن أمتلك المال الكافي، حيث قمت باستدانة مبلغ بسيط بقيمة ٢٠٠ شيكل وكانت بداية بالمشروع.
أنتِ لها: كيف تدحرجت نجاحات الشيف ياسمين بعد هذه الخطوة؟
الشيف ياسمين: بعد نجاح المشروع، أصبحت التواصي والطلبات على الحلويات خاصة في المناسبات أصبحت التواصي بكثرة على الحلويات للعزائم والمناسبات، الأمر الذي شجعني كثيرا وتحمست وقمت بعمل أصناف عادية جداً اباستطاعة أي فتاة تشتغلهم (حلويات بيتية) وكان الإقبال مميز جدا على الحلويات، وأصبحت الطلبات بعد ذلك على كيك أعياد الميلاد، وهو تحدٍ جديد حيث لم أكن أملتلك الخبرة الكافية بمجال الحلويات الغربية الصحيحة.
أنتِ لها: وكيف تخطيتي هذه العقبة؟
الشيف ياسمين:قررت الحصول على دورة لأتعلم صناعة الكيك بنفس مواصفات كيك المحلات، وعملت على توفير سعر الدورة من الدخل الذي كنت أتحصل عليه من مشروعي، وفعلاً سجلت بدورة، وكانت أول حصة عن صناعة الكيك، وبعد أول حصة قمت بتطبيقها فعليا وعملت أول كيكة ونشرتها على وسائل التواصل الإجتماعي، واعلنت عن فتح باب التواصي لكيكات أعياد الميلاد وهنا كانت بداية جديدة واشتغلت كيك وأصبحت بمثابة محل حلو بالمنطقة.
أنتِ لها: وماذا عن الزواج والانتقال من مكان لآخر؟
الشيف ياسمين: شاءت الأقدار وتزوجت وانتقلت من قرية بيت امرين غرب نابلس للعيش داخل مدينة نابلس وكان حماسي كبير حيث تعتبر مدينة نابلس كبيرة، وكنت أعتقد أن الزبائن كثر فكانت الصدمة أنني غير معروفة بنابلس وعلي البدء من الصفر حتى أتمكن من الوصول لأكبر عدد ممكن خاصة وأن زبائني في القرية كانوا بعيدين و التوصيل لهم صعب.
أنتِ لها: كيف تجاوزت الشيف ياسمين هذه التحديات؟
الشيف ياسمين:استسلمت لفترة وكان الأمر صعبا علي لأنني تعودت على الاكتفاء المادي فقررت تغيير خططي و والعمل على البدء بمشروع جديد فعملت على افتتاح ورشات تدريبة بأسعار رمزية بمجال الكيك الاسفنجي وتشجيع الفتيات والسيدات بالحصول على الورشة كبديل عن الدورة الشاملة لأصناف كثيرة وأسعارها غالية، وذلك بحكم معرفتي أن الأغلبية يقمن بالتسجيل بمثل هذه الدورات حتى يتعلموا وصفة الكيك الاسفنجي، ولسن مهتمات بالحلويات الأخرى فقمت بإنزال إعلان لورشة تدريب بمجال الكيك الإسفنجي، فكان التسجيل ضعيفا بسبب عدم توفر مكان لدورات.
أنتِ لها: هل من الممكن أن تطلعنا الشيف ياسمين عن كيفية مواجهة التحديات وخاصة عدم توفر مكان لعقد الدورات؟
الشيف ياسمين: كنت أنفذ الدورات بمطبخ بيتي وقمت باستقبال صبية أو اثنتين كل شهر، والحمد لله كانوا ينهوا الدورة متقنين الكيك ١٠٠/١٠٠ ويقمن مباشرة بافتتاح مشاريعهم الخاصة، وشهرا بعد شهر كان يزيد الإقبال والصبيتين يصيروا خمس صبايا والخمسة صاروا ١٠ وقد وصل العدد ببعض الأحيان لأن يكون يكون أكثر من ١٥ صبية.
أنتِ لها: هل توقفت الشيف ياسمين عند هذا الحد؟
الشيف ياسمين: بالعكس طورت نفسي وتعلمت أكثر وحصلت على دبلوم فنون الطهي وتلقيت الكثير من الورش ورشات التدريبية والدورات الخاصة بالحلويات، كنت أستغل كل مردود مادي أحصل عليه للتعلم والتطوير أكثر وأكثر حتى أصبح واثقة بنفسي و استحق لقب الشيف.
أنتِ لها: وماذا عن الاستمرارية والشغف؟
الشيف ياسمين: شغفي قادني للكثير، فقد تعلمت أساسيات عجينة البقلاوة والحلويات الشرقية وقررت أصنع لنفسي بصمة مميزة، فاتجهت لعالم البقلاوة التركية خصوصاً أن هذه الأصناف كانت نادرة الإنتشار ولم يكن هناك تدريب لصناعة مثل هذه الأصناف، فأعلنت عن ورشة البقلاوة التركية، وكان شعار هذه الدورة مهم جدا بالنسبة لي فقد كانت هذه الورشات ( الأولى في نابلس وفلسطين لتعليم أساسيات البقلاوة التركية).
أنتِ لها: ماذا عن تعاقدات الشيف ياسمين مع مراكز التدريب؟
الشيف ياسمين: بعد فترة من التعلم والتعليم والدورات تعاقدت مع مراكز التدريب المهني وانطلقت في مسيرة التعليم للصبايا بتعليمهن أساسيات الحلويات الغربية والشرقيه والحمد لله كان أسلوبي مع الطلبة مميز الأمر الذي جعلهم يبدعون بكل ما تعلموه، وواصلت التعليم و تطوير نفسي من الدخل الذي كنت أحصل عليه من الورش والدورات التدريبية.
أنتِ لها: هل واصلتي المسيرة نحو الإحتراف؟
الشيف ياسمين: فعلا بحثت عن احتراف أكثر بمجال الكيك خاصة أنه في منطقتنا لم تكن المستويات متقدمة فعزمت على التوجه لتركيا للحصول على دورة متخصصة بمجال الكيك دزاين، وعند العودة من تركيا قدمت عرضا لمجموعة من الصبايا المبدعات في عمل الكيل لتعليمهن ما تلقيته من تدريب في تركيا بمقابل سعر المواد دون ربح مادي فقد كان الهدف من هذه الدورة تطبيق كل ما تعلمته بتركيا وقمت بعرضها على السوشيال ميديا للاستمرار بعقد مثل هذه الدورات لتوفير سعر المواد الخام.
أنتِ لها: ماذا عن آخر انجازاتك؟
الشيف ياسمين: اخر انجازاتي تمثلت بافتتاح مطبخي التابع لمركز شغف للتدريب المهني.
أنتِ لها: وماذا عن طموحك؟
الشيف ياسمين: طموحي أن يصبح مطبخي أكبر مطبخ بنابلس لتعليم الحلويات الغربية والشرقية.
أنتِ لها: هل من تحديات تقف عائقا أمام هذا التوجه وهل هناك خطط لمواجهة هذه التحديات إن وجدت؟
الشيف ياسمين: للأسف بسبب الوضع الحالي للبلاد ووضع الحواجز على مداخل نابلس شكل تحديا كبيرا في وصول المتدربات للمطبخ لذلك انتقلت لخطة بديلة لاستهداف المعنين بالدورات وهي عقد دورات الأون لاين والتعلم عن بعد وقمت بتصوير دورة البقلاوة، ودورة الكيك الإسفنجي والعديد من الدورات بمجال الحلويات.
أنتِ لها: ما هي رسالتك في ظل هذه الإنجازات المتتالية والعقبات والتحديات؟
الشيف ياسمين: مسيرتي المهنية كانت حافلة بالتحديات ورغم ما أصابني من احباط لم استسلم ولم أتراجع بل كانت وقفات مع الذات تشكل لي فرصة اكبر وأعود بقوة أكبر.
ورسالتي لكل صاحبة طموح وشغف انها ما تستسلم مهما كانت ظروفها صعبة الاستمرارية ثم الاستمرارية اخلقي كل شيء من لا شيء