الأم والمحاضرة وصاحبة مشروع misk soap & more الريادية علا عسل خريجة الكيمياء التطبيقية من جامعة النجاح الوطنية
لم تتوانى ابنة مدينة نابلس الريادية علا عسل 32 عاما عن تطويع الكيمياء في صناعة شغفها وهوايتها في استخلاص مواد طبية وطبيعية ومنتجات متعددة لكل ما يتعلق بالجمال والصحة، فكانت واحدة من الرياديات اللواتي صنع فارقا في هذا المجال وقامت بانتاج مجموعة من المنتجات.
علا عسل من مدينة نابلس تخصصت في مجال الكيمياء التطبيقية في جامعة النجاح الوطنية عام 2012، حيث كانت الكيمياء بالنسبه لها ليس مجرد علمي وشهادة جامعية فحسب، بل كانت متعة وشغف لعشقه المختبرات والتجارب والأبحاث.
وبحسب الريادية علا عسل فقد انطلقت في مسيرتها العملية بالتنقل بين العديد من الوظائف لكنها لم تستمر طويلا، حيث كانت تسعى دوما لتكون ريادية صاحبة مشغل ومعمل خاص ملكة لنفسها وتمسك بزمام الأمور دون تلقي تعليمات الوظيفة، فمنذ الصغر وهي تهوى كل ما يتعلق بالعناية بالجسم والشعر والبشرة وتفضل كل ما هو مرتبط بالجمال والصحة.
وأوضحت عسل، أن فكرة مشروعها بدأت عام 2017 بعد أن سيطرت عليها فكرة المنتجات الطبية الطبيعية للعناية بالبشرة والجسم خاصة وأن هذا النوع من المنتجات الطبيعيه ترغب به العديد من الفتيات كونه أكثر أمانا ولا يسبب أي ضرر كان.
وقالت: “هنا بدأت مسيرة البحث عن معلومات ومكونات ومواد خام وغيرها من المعلومات بهذا المجال، وكان هدفي بالبداية صناعة الصابون الطبي والطبيعي المناسب للبشرة فتوجهت لكل المعلومات التي تتعلق بصناعة الصابون، وهنا كانت الخطوة الأولى بالتجارب العملية لتصنيع الصابون بعد توفير القليل من المواد الخام من بعض مصانع المواد الخام في مدينة نابلس ولكن بين تجربة فشلت وأخرى نجحت لم أيأس”.
وأضافت: ” واصلت العمل في وضع المعلومات وتصحيحها وعمل الحسابات الكيميائية حتى عام 2019 أخيرا توصلت إلى التركيبة الصحيحة الآمنة وفق الحسابات الكيميائية الدقيقة فنجحت بتركيبتي المميزة، بعد ذلك أصبح الموضوع أسهل وأصبحت أدرك الكثير من المعلومات وفي جعبتي الكثير الكثير منها وأصبحت أعلم ما هي المراجع اللازمة”.
ووفقا للريادية عسل، فقد أنتجت أول قطعة صابون وقامت بتجريبها على بشرتها بكل ثقة دون تردد حيث قامت بصناعتها وتعرف تماما مكوناتها فكانت النتيجة الأكثر من رائعة مما عزز فكرة تصنيع المزيد منها وتوزيعها على الأخوة والأصدقاء والأقارب وكانت النتائج أكثر من رائعة وهنا تم العمل على تصنيع الصابون بمختلف أنواعها وبيعها ومن هنا كانت بداية المشروع العملية والواقعية.
وبعد الخطوات الأولى انطلقت الريادية علا عسل في تطوير العمل وبدأت بمشاهدة نتائج الجهد والتعب من خلال ردود كل من قام بتجربة المنتجات حيث كانت الصابونة العجيبة بمنتجاتها بمفعولها السحري وهذا العمل بقليل من المثابرة والاجتهاد أصبحت تطمح لانتاج المزيد من المنتجات المفيدة فمن صنعت صابونة طبيعة وفق معايير علمية تستطيع أن تصنع المزيد والكثير.
ومن هنا انتقل التفكير والهدف إلى العطور حيث يعشق الجميع العطور بشكل كبير فقامت بالدخول لمجال العطور ولكن وفق تراكيب خاصة بها ليست كتراكيب السوق حيث قامت بانتاج تراكيب خاصة للعديد من أنواع العطور الرجالية والستاتية والأطفال والسيرومات العطرية.
وأوضحت أن هناك جمال خاص للسيرومات كونها شيء جديد فمنها ما هو لحماية الشعر من الحرارة والعوامل الخارجية وإضفاء رائحة فرنسية مميزة عليه والآخر للجسم لترطيب الجسم لفترة تدوم لأكثر من 12 ساعة ورائحة خرافية تلازم الجسم والأهم لا تسبب أي عارض جانبي أبدا فهي طبية طبيعية.
وبينت عسل، اهتمامها بالطبيعة وادخال المواد الخام الطبيعية في المنتجات، وقالت: “بين كل فترة وأخرى، وبعد التجارب والدراسة والتركيب وغيرها أصبحت ادخل منتجا جديدا لعائلة منتجاتي الرائعة حتى أصبحت عائلتي الطبيعية تتكون من أكثر من 30 منتجا باختلاف أنواعها، ولهذه اللحظة اعتمد على الطبيعة فكانت ما بين غسول للبشرة بخلاصة النعنع أو لبان الذكر وبين كريم الترطيب بخلاصة فيتامين سي والفواكه وزبدة الجسم الرهيبة بخلاصة زبدة الشيا وزيت جوز الهند ومقشرات للجسم والزيوت الطبيعية لشعر والسيروم فيتامين “E” وماء الورد الطبيعي ومورد الشفاه والخدود ومعطرات المنزل بكافة أشكالها”.
وحول المنتج الأكثر قربا لها، أوضحت أن كل المنتجات قريبة جدا منها وتمثلها ولكن هناك منتج قريب لقلبها وهو مزيل العرق بخلاصة الشية الذي يفوز دائما بثقتها ويعزز من إمكاناتها وقدراتها خاصة وأن هذا المنتج جعلها تدخل في تحديات مع العديد من الأشخاص لتجربته وكانت النتيجة مميزة دون رائحة عرق لمدة 24 ساعة مع تبييض منطقة تحت الإبط وكان التحدي في حال لم تحصل على النتيجة المرجوة أعد المنتج وخذ مبلغك مضاعفا.
وحول مكان البداية واختيار الاسم، أوضحت الريادية علا عسل أن البداية كانت من المطبخ حيث التجارب والانتقال تدريجيا وتحدي كافة العقبات وصولا لتخصيص مكان في باح المنزل للعمل.
وقالت: “أنا كأي أم لدي أطفال وهم عمرو 8 سنوات ومسك 4 سنوات، في بداية مشروعي كنت لا زلت حاملا في ابنتي مسك وكنت قد قررت وزوجي الاسم الذي سنطلقه عليها والمسك ذكر في القرآن لفوائده الكثيرة وطيبه فكان اسم منتجاتي هو مسك تيمنا بابنتي وأيضا لما له علاقة المسك بالمنتجات التي أصنعها”.
وعن المشاكل وتخطي العقبات، أضافت: ” في بداية مشواري أول مشاكلي كانت اختيار المراجع والكتب خاصة الدقيقة منها فكان زميل لي ودكتور بالجامعة سند لي بهذه النقطة فكان يوجهني إلى أي الكتب أذهب وأي المراجع اختار ولهذه اللحظة هو لم يتركني بل سند لي بأي شيء احتاجه”.
أيضا، “أنا أم ووقتي يجب أن يكون موزع بين عملي وأطفالي مع عدم التقصير بأي شيء منهم فكان الدعم الأجمل الألطف من ابني عمرو صاحب الـ 8 سنوات حيث يتبرع دوما للحديث والتأكيد لي قائلا ماما أنا معك بوصل منتجاتك للموزع وبحكي عن منتجاتك لأصحابي، وأمي الداعم الأكبر والأجمل والأروع منذ الصغر وقفت معي بأولادي وتشجعني بكلامها قائلة أنت قادرة للوصول لطموحك، وزوجي الاختيار الصح دائما والرهان الذي كسبته الداعم النفسي والمادي والمعنوي لي فكل الشكر لكل شخص سندني ولو بكلمة”.
وكانت عملية توفير المواد الخام فيها عدد من التحديات بسبب المصاعب واعدم توفر مختلف الكميات في بدايه مسيرتي العملية والتجار يرغبون ببيع كميات كبير وهذا بدوره يحتاج لتكلفة عالية، كذلك موضوع العلب وأسعارها العالية وقد تعرضت لاستغلال البعض من التجار ولكن بفضل الله تجاوزتها بالبحث عن مصادر توفر لي العلب بتكلفة قليلة نوعا ما وفق ما ذكرته الريادية علا عسل.
وفيما يتعلق بالمجتمع فكان السؤال من المحيط لماذا ترغبين بالعمل؟ وشو راح يطلع منك؟ فكان هذا واحد من أوجه التحديات ولكن الأفكار والأهداف رغم ذلك ثابتة ومفيدة وطموحة وجاهزة للتحديات خاصة وأنهاتسعى للوصول للعالمية حتى يذكر اسمها على العلن ليفتخر بها أولادها وتكون قدوة لهم.
وفيما يتعلق بعمليات البيع والتسويق، أكدت الريادية علا عسل، أنها واجهت الكثير من التحديات فكانت عملية البيع بداية محدودة لعدم معرفة كافة الأساليب وهنا واصلت مشوار التعلم والتعليم في الانخراط بدورات تدريبية بالتسويق والتصوير والمونتاج ودراسة موضوعات البشرة بشكل موسع أكثر لفهم طبيعة الجسم حتى يتم تخطي مختلف العقبات وتطوير المنتجات الخاصة بالبشرة والجسم والشعر وتواصل هذا المشوار باستمرار.
وتقوم عسل، حاليا بالإشتراك بالكثير من المعارض والبازارات وتتواجد فيها بحكم قدرتها على الإقناع والإجابة على كل التساؤلات خاصة وأنها هي من قامت بصناعة المنتجات ودرست وتلقت دورات في فن التسويق والبيع، بالإضافة لإعطاء منتجات للفتيات في بدايات مسيرتهم العملية للتجارة بها من باب الدعم والتمكين.
وبحسب الريادية علا عسل، فإنه من الواضح مدى الجودة وفن الإقناع والتجربة فقد لاحظت تكرار الطلب والمتابعة من قبل الزبائن وتشجيع غيرهم للحصول على منتجات مسك.
وبينت وجود بعض المشكلات المتعلقة بالوضع السياسي العام والإقتصادي في فلسطين والحصار وتداعيات ذلك على مختلف المصالح والمشاريع وإغلاق صفحات منتجات مواقع الكترونية ومنها تعرض صفحات منتجاتها للإغلاق والعمل لإنشاء صفحات بديلة بسبب السياسات المنحازة.
ووجهت رسالة للمرأة وقالت: “لا يسعني إلا أن أقول لأي إمرأه لماذا نحصر حياتنا بين أربعة جدران وعلى أولادنا ؟ ونحن بإمكاننا تربيتهم حتى ونحن نعمل والفرق الوحيد هو نفسيتنا التي تتغير للأفضل مع العمل والانتاج فعندما امتلك مشروعي الخاص وأسعى لتطويره فأنا فخورة بذاتي ونظرة المجتمع لي تكون كيفما انظر لنفسي لذلك افتخري بنفسك وتأكدي بأنك تستطيعي فعل أي شيء فاصنعي لنفسك اسما يفتخر به أولادك دائما”.
وللعلم فالأم والزوجة إن كانت طاقتها سلبية ستدمر أبناءها نفسيا دون أن تشعر وإن كانت محبة للحياة وعملية سيراها أبناؤها مثلهم الأعلى وقدوة لهم فترضي الله بهم فكوني فخورة بذاتك واتركي أكبر أثر جميل لك بين الناس.
وقالت: “ليس لأنني نسيت ذلك ولكن تعمدت أن أقول ذلك في آخر الكلام لأني أرى نفسي بما صنعت ومجهودي ليس بوظيفتي فأنا منضمة للكادر التعليمي في جامعة الخضوري تخصص كيمياء التجميل والصناعةوكلي فخر بما حققت وما سأحققه دائما”.